"معركة الأمعاء الخاوية" معتقلات تونسيات تحتججن على الاتهامات الصادرة بحقهن
تواجه 10 معتقلات تونسيات منذ أشهر مصيراً غامضاً وسط اتهامات سياسية، بالمقابل تم تنظيم حملات تضامن واسعة النطاق من نسويات وحقوقيات.
تونس ـ تخوض تونسيات في معتقلات التونسية نضالاً بأمعاء خاوية احتجاجاً على الاتهامات التي وجهت لهن دون أدلة أو إثباتات.
مع استمرار التدهور في أوضاع حقوق الإنسان بالبلاد وغياب العدالة، يحتج السجناء والسجينات في معتقلات تونس على احتجازهم دون أدلة أو تهم واضحة، وذلك بالإضراب عن الطعام وقد أطلقوا على احتجاجهم "معركة الأمعاء الخاوية"، ما يثير استياءً واسعاً في الأوساط الحقوقية.
وعبرت منظمات حقوق الإنسان والناشطون والناشطات الحقوقيون والحقوقيات عن قلقهم من الوضع الحالي معتبرين أنه يشبه الوضع قبل الثورة، بل إن البعض يعتبره الأسوأ في تاريخ البلاد، ووسط هذه الأزمة، دعت الناشطات إلى تكثيف الجهود الوطنية والدولية للضغط على السلطات التونسية للإفراج عن المعتقلات، وحتى ذلك الوقت ضمان توفير ظروف إنسانية لهن داخل السجون.
كما دعت الناشطات إلى الالتزام بمعايير العدالة واحترام حقوق الإنسان، معربات عن أملهن في أن تتحرك الحكومة لإنهاء هذه الأزمة التي تصنفها بـ "وصمة عار" على المشهد الحقوقي في تونس.
ومن جهتها أكدت الناشطة النسوية والحقوقية، سعاد بوعطور أن لجوء سجينات الرأي إلى الإضراب عن الطعام كان أمراً متوقعاً في ظل ما وصفته بـ "الظلم غير المسبوق" الذي يعشنه، موضحة أن هذه الحركة الاحتجاجية السلمية تعكس معاناة عميقة، داعية القضاء والحكومة إلى مراجعة مواقفها القانونية بما يراعي حالتهن الصحية والاجتماعية.
وتسأل سعاد بوعطور "كيف يمكن لمحامية مثل سنية الدهماني أو لحقوقية في عمر سهام بن سدرين (74) عاماً أن تتحمل إضراباً عن الطعام؟ وملفاتهن بلا أدلة تدينهن، ورغم ذلك يتم التنكيل بهن بهذه الطريقة"، مشيرة إلى حالة شريفة الرياحي الحقوقية التي تم اعتقالها بعد ولادتها بشهر فقط، وهي الآن منفصلة عن طفلتها، واصفة هذه الحالة بالصورة المأساوية التي تمثل قسوة الوضع الذي تعيشه السجينات.
وعبرت عن تضامنها مع المعتقلات "نحن كنسويات وحقوقيات نقف معهن بلا شروط عبر البيانات والوقفات الاحتجاجية، ونعمل على إيصال أصواتهن في الإعلام وفي كل المنابر الممكنة"، مؤكدةً أن حراك النساء في تونس سيستمر حتى تحقيق العدالة لسجينات الرأي "نؤمن بأن الحرية حق لكل إنسان، وسنقف إلى جانبهن في كل خطوة حتى تنلن حريتهن وتعدن إلى أسرهن".
أما الناشطة بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان نعيمة بن منصور، فتؤكد أن السجينات اخترن الإضراب عن الطعام كوسيلة لإسماع أصواتهن المكتومة "ترفعن أياديهن وهن جائعات ولكن قويات، لتقلن إن من حقهن المحاكمة العادلة والحرية".
وشددت على أهمية أن تتحمل المنظمات النسائية مسؤوليتها في الدفاع عن السجينات "نحن بحاجة إلى أن نقف صفاً واحداً معهن، بحضور المحاكمات والقيام بعرائض تضامن للضغط من أجل إطلاق سراحهن"، لافتةً إلى أن حرمان السجينات من رؤية عائلاتهن وأطفالهن في ظل هذه الظروف القاسية يزيد من حجم معاناتهن النفسية والجسدية.
وأكدت أن العدالة تقتضي المحاسبة دون ظلم، داعية جميع الأطراف إلى التحرك سريعاً لإنهاء هذا الوضع المأساوي "لن نتراجع عن التضامن معهن سواءً عبر الاحتجاج في الشارع أو رفع أصواتنا في الإعلام والمحافل الدولية، سنواصل النضال من أجل حريتهن ومن أجل نظام قضائي عادل لا يخضع لأي ضغوط سياسية".
يذكر أن سهام بن سدرين، رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة المنتهية ولايتها، قد نقلت مؤخراً إلى المستشفى بعد تدهور حالتها الصحية نتيجة الإضراب عن الطعام الذي بدأته منذ 14 كانون الثاني/يناير الفائت، وقد قرر قاضي التحقيق الأول بالقطب القضائي المالي التمديد في الايقاف التحفظي مدة أربعة أشهر إضافية على ذمة القضية المنشورة في حقها.