تعز تحتضن معرض سيدات الأعمال للحرف والمشاريع الصغيرة

في مدينة تعز جنوب غرب اليمن، انطلقت فعاليات معرض سيدات الأعمال للحرف اليدوية والمشاريع النسائية الصغيرة بتنظيم من إدارة المشاريع الصغيرة والأصغر في مكتب الصناعة والتجارة ويستمر حتى 22 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

رانيا عبدالله

 اليمن ـ يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على إبداعات النساء اليمنيات ومشاريعهن المنزلية والحرفية ويشكل منصة للتواصل وتبادل الخبرات وبناء شراكات جديدة بين سيدات الأعمال والقطاعات المختلفة في المدينة، وسط تحديات اقتصادية وأمنية تواجهها المرأة اليمنية في سبيل تحقيق طموحها المهني والاجتماعي.

واصلت إدارة المشاريع الصغيرة والأصغر في مكتب الصناعة والتجارة بمدينة تعز جنوب غرب اليمن فعاليات معرض لسيدات الأعمال للحرف اليدوية والمشاريع النسائية الصغيرة، والتي انطلقت صباح يوم السبت 18 تشرين الأول/أكتوبر الجاري ويستمر حتى 22 من الشهر ذاته.

وهدف المعرض إبراز ابداعات النساء، ومشاريعهن المنزلية والصناعات الحرفية المتميزة التي تعملن بها، كما يمثل المعرض فرصة قيمة للتواصل بين سيدات الأعمال، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون والشراكات والتعاون بين سيدات الأعمال ومختلف القطاعات في المدينة.

 

ابتكار مناسب

وحول تجاربهن ومشاريعهن والتحديات التي تواجههن، قالت صاحبة مشروع جنة الورد للخياطة، وهي صاحبة أول مشروع لصناعة الدمى الكبيرة وألعاب الأطفال إشراق الحكيمي "نحن النساء دخلنا سوق العمل بسبب الظروف الصعبة التي مرت علينا وعلى أسرنا، وشعرنا أنه من الواجب علينا الخروج للعمل تلبية احتياجاتنا الأساسية والعيش الكريم".

وأوضحت أن المرأة لا تزال تواجه صعوبات من الناحية الاقتصادية نتيجة لارتفاع الأسعار وعدم استقرار السوق في اليمن.

وعن مشروعها الذي ابتكرته ليناسب الأسرة اليمنية واسعاد الأطفال، أضافت "فكرت بهذا المشروع كونه جديد أولاً وحتى يتناسب مع القدرة الشرائية للأسرة اليمنية، فالألعاب والدمى المستوردة غالية ولا يستطيع الأطفال الحصول عليها، وأنا حاولت عبر مشروعي توفيرها بأسعار مناسبة".

 

تحديات وصعوبات

ابتسام الباروتي، وهي صاحبة مشروع طيف الباروتي للتصوير قالت "إن الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن من حرب وأحداث متلاحقة، إلى جانب انقطاع الرواتب وغياب فرص العمل لأكثر من عشر سنوات، دفعت النساء لتحمل مسؤولية إعالة أسرهن، وفي ظل هذه التحديات، قررنا نحن النساء أن ننهض ونبادر، فأنشأنا مشاريعنا من الصفر، ونطمح بكل عزيمة إلى بلوغ أعلى مراتب النجاح".

ولفتت إلى أنها ومنذ أكثر من سبع سنوات في مجال العمل، تبذل جهوداً متواصلة لتجاوز التحديات، إلا أن حالة عدم الاستقرار الاقتصادي تفرض صعوبات كبيرة، أبرزها عدم تناسب انخفاض قيمة العملة مع أسعار السلع والخدمات، مما يعرقل سير العمل ويزيد من الأعباء "نطالب الجهات المعنية والهيئات الاهتمام بالتمكين الحقيقي للنساء والشباب، خاصة للنساء يجب عليهن متابعة ما بدأن به وتتحدين الصعوبات أي كانت حتي تصلن إلى أهدافهن".

 

فرصة للتسويق

وشاركت شيماء العريقي للمرة الأولى في معرض منذ انطلاق مشروعها، معتبرةً أن هذه المشاركة فرصة ثمينة للترويج لأعمالها اليدوية التي تنجزها بمساعدة ابنتها "هذه المشاركة الأولى تمثل صورة مشرقة للمرأة اليمنية، فقد واجهنا صعوبات كبيرة في دخول سوق العمل، خاصة بعد فقدان وظائفنا وغياب أرباب الأسر بسبب الحرب المستمرة منذ عقد من الزمن، للأسف هناك عوائق عديدة تقف أمامنا نحن النساء، كالوضع الأمني وعدم الاستقرار الاقتصادي، وانخفاض سعر العملة، فانا أعمل في مشروعي منذ أكثر من سبع سنوات، ومع ذلك لم استطيع فتح محل خاص بي أنما ما زلت أعمل من المنزل لكني أحاول الاستمرار حتى أصل لحلمي".

من جهتها أوضحت مديرة إدارة المنشآت والمشاريع الصغيرة في الصناعة والتجارة ولادة الصباري، أن الهدف من إقامة هذا المعرض هو اظهار المشاريع النسائية التي يعلن أسرهن من خلالها، وقد تم التنسيق لإقامة هذا المعرض من خلال النزول للمشاريع النسائية في المنازل، لتكون فرصة لهن لتسويقها".

وأشارت إلى أن المعرض كشف عن تنوع وغنى المشاريع النسائية، حيث عرضت منتجات محلية تنافس نظيراتها المستوردة، وشملت ابتكارات جديدة، ومشاريع تهتم بالتراث والبيئة وصناعة العطور والتحف "أبرز ما تحتاجه سيدات الأعمال هو التدريب والتأهيل المهني"، مؤكدة أن الإدارة تسعى لتوفير ذلك ضمن إمكانياتها الحكومية، لكنها بحاجة إلى شراكات وداعمين لضمان استمرارية هذا الدعم وتطوير قدرات النساء في مشاريعهن.