تحت شعار "لأنك حرة" النساء يتحدثن عن العنف ضد المرأة

تحاورت العشرات من نساء مدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا حول قصص النساء اللواتي تعرضن للعنف ورغم ذلك لم يستسلمن للصعوبات واستطعن إثبات أنفسهن، وذلك للاستفادة من قصصهن وأخذ العبرة منها.

شيرين محمد 
قامشلو -  
يعد العنف ضد المرأة واحداً من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستمراراً، ولكن في شمال وشرق سوريا وبعد ثورة روج آفا في 12 تموز/يوليو 2012 عملت المرأة على تطوير ذاتها من خلال المؤسسات الخاصة بها واستطاعت أن تضع قانوناً للحد من ارتكاب العنف ضدها.    
في إطار حملة مشتركة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف الـ 25 من هذا الشهر، وتحت شعار "لأنك حرة"، نظمت شبكة قائدات السلام ومنظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة، وجمعية شاويشكا للمرأة اليوم الثلاثاء 16 تشرين الثاني/نوفمبر جلسة تفاعلية عن نساء تحدين العنف وانكسارات الحياة ونجحن. 
العضو في منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة رجاء عيسى قالت لوكالتنا على هامش الجلسة "تحاورنا مع النساء اللواتي تعرضن لأشكال من العنف ولكنهن تحدين الصعوبات وانكسارات الحياة وحققن قصص ناجحة وأصبحن مثالاً للحرية".
وعن الهدف من الجلسة بينت "جميعنا نواجه أصعب الظروف ورغم ذلك خاضت المرأة وما تزال تخوض معركة الحياة بكل قوة ومقاومة. من خلال هذه الجلسة سلطنا الضوء على الرأي العام حيال قصص النساء اللواتي رغم ما عانين من ظلم أثبتن أنفسهن في جميع مجالات الحياة وهدفنا تشجيع جميع النساء على تطوير شخصيتهن". 
وتابعت "العنف له أشكال كثيرة منه العنف النفسي، الجسدي، اللفظي والعديد من الأشكال الأخرى ولدينا ضمن الجلسة قصص عنف مختلفة".
وأكدت "نريد تشجيع النساء اللواتي يتعرضن للعنف ولا زلن يخشين من المجتمع والعادات والتقاليد ومن المطالبة بحقوقهن ونقول لكل امرأة في العالم (إنكِ حرة وستبقين حرة) ويجب أن تواجهي معركة الحياة بكل جدارة وقوة شخصية. أطلب من جميع نساء العالم أن يكن قويات وصاحبات إرادة ليستطعن مواجهة جميع المصاعب". 
فيما قالت منى يوسف (46) عاماً وهي من فلسطين والتي كانت من النساء اللواتي سردن قصصهن خلال الجلسة، "أحببت الانضمام إلى هذه الجلسة لسرد تجربتي في الحياة. كل امرأة في المجتمع عانت من الضغوطات وتعرضت للعنف ضمن فترات حياتها سواءً من العادات والتقاليد أو من العقلية الذكورية".
وبينت أنها تعرضت للعنف الاقتصادي، والقومي، والمجتمعي، ومن الأنظمة وقالت إن كل ذلك أثر على حياتها بشكل سلبي "أحاول من خلال مشاركتي أن أعبر عن مدى الصعوبات التي واجهتني ولكنني بقوتي استطعت أن أجتازها، ولكي تستفيد النساء من تجربتي وليتعلمن كيف يتمكن من أن يكن نساء فاعلات في مجتمعهن رغم التحديات. هدفي أيضاً أن نضع لأنفسنا أهداف جديدة ونقطة بداية للسير في طريق الحياة". 
وأكدت أنه "يجب على المرأة أن تكون ناجحة في جميع المجالات "نجاح أي امرأة يعتبر خطوة جيدة لجميع النساء ويجب علينا أن نفتخر بهذا". 
وعن قصتها قالت "لم أعاني من العنف الأسري بل كان عنف قومي بعد أن هاجرت عائلتي من فلسطين وعانت من الاضطهاد القومي والثقافة الغريبة والعادات والتقاليد التي أثرت سلباً عليَ، كنت طفلة حينها ولم أكن أعلم بأن هذه الأثار ستظهر علي أيضاً ومع تقدمي في السن كانت هذه المشاكل والصعوبات تكثر أمامي". 
 وأضافت "هذه التجارب التي عانيت منها استطعت مواجهتها بالمقاومة والإرادة القوية لرسم طريقي للتقدم، بالإضافة إلى أن الإدارة الذاتية ومشروع الأمة الديمقراطية وثورة المرأة شجعتني ومنحتني الفرصة لتخطي الصعوبات والتقدم بخطوات إيجابية نحو الأفضل".  
يجدر بالذكر أن الحملة تحمل شعار "لأنك حرة " وبدأت في الأول من الشهر الجاري وتستمر حتى 10 كانون الأول/ديسمبر، وتتضمن عدة فعاليات.