تحذيرات أممية من تداعيات كارثية للأزمة الأوكرانية على العديد من الدول

تواجه العديد من الدول أزمة غذاء حادة بسبب الحرب الأوكرانية، وعلى رأس هذه القائمة الدول الأفريقية وكذلك البلدان التي تعيش صراعات.

مركز الأخبار ـ حذرت منظمات أممية من احتمالات كارثية ستواجهها العديد من الدول تأثراً بتداعيات الأزمة الأوكرانية، وأهمها ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية.

أكد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي خلال انعقاد المؤتمر السنوي لإعلان تعهدات المانحين في بروكسل، أمس الاثنين 9أيار/مايو، بأن الحرب في أوكرانيا وجهت ضربة جديدة لقدرة سوريا على إطعام نفسها في وقت تعاني فيه البلاد من مستويات جوع تاريخية.

وأوضح برنامج الأغذية العالمي أن الأزمة الأوكرانية فاقمت وضع الأمن الغذائي الذي كان مقلقاً أصلاً، في ظل سنوات من الصراع، والانكماش الاقتصادي الحاد، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بصورة هائلة منذ عام 2020.

وأشار البرنامج إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في آذار/مارس بنسبة 24 بالمئة في شهر واحد فقط، في أعقاب زيادة بنسبة 800 بالمئة في العامين الماضيين، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2013.

وقال ديفيد بيزلي أن الوضع في سوريا مقلق، مشيراً إلى أن الحقيقة المؤلمة بالنسبة لملايين العائلات السورية هي أنها لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية "يجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن عدم اتخاذ إجراءات الآن سيؤدي حتماً إلى مستقبل كارثي للسوريين. إنهم يستحقون دعمنا الفوري وغير المشروط".

وأكد ديفيد بيزلي أنه "في عام شهد احتياجات غير مسبوقة، يتطلب التأثير المركب للحرب في أوكرانيا تدخل المانحين لمساعدتنا على تجنب تقليل الحصص الغذائية أو تقليل عدد الأشخاص الذين نساعدهم".

وبحسب برنامج الأغذية العالمي يواجه حوالي 12 مليون شخص في سوريا، انعداماً حاداً في الأمن الغذائي. وهذا يمثل زيادة بنسبة 51 في المائة عن عام 2019. وهناك 1.9 مليون شخص معرضون لخطر الانزلاق إلى براثن الجوع.

وتُظهر بيانات عام 2021 أن واحداً من كل ثمانية أطفال في سوريا يعاني من التقزم، بينما تظهر الأمهات الحوامل والمرضعات مستويات قياسية من الهزال الحاد. وتشير كلتا الحقيقتين إلى عواقب صحية مدمرة بالنسبة للأجيال القادمة.

كما حذر مسؤولون في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، من احتمالات "كارثية"، ستواجهها القارة الإفريقية خلال الأشهر وربما الأسابيع المقبلة تأثراً بتداعيات الأزمة الأوكرانية، وأهمها ارتفاع أسعار الوقود والغذاء والطاقة.

وقال كبير الاقتصاديين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إفريقيا، ريموند غيلبين، أن "هذه أزمة غير مسبوقة بالنسبة إلى القارة".

وتوقع الخبير الاقتصادي انخفاضاً في النمو الاقتصادي في القارة الذي من المفترض أن يرتفع قليلاً هذا العام بعد "كوفيد-19"، وسيناهز نمو الصادرات 4% وليس 8.3% كما كان متوقعاً.

وقال إنه نتيجة ذلك ستواجه ملايين الأسر صعوبات مالية يمكن أن تفاقم الغضب الاجتماعي في أنحاء القارة التي تضم غالبية أفقر دول العالم.

ورجح ريموند غيلبين احتمال نشوب توترات في بؤر ساخنة؛ مثل الساحل وأجزاء من وسط إفريقيا والقرن الإفريقي.

وذكر بيان مشترك صادر عن 11 منظمة إغاثة دولية، أن هناك نحو 27 مليون شخص يعانون الجوع في منطقة غرب إفريقيا، وقد يرتفع هذا العدد إلى 38 مليون نسمة بحلول حزيران/يونيو المقبل، بزيادة تصل إلى 40% عن العام الماضي، وهو ارتفاع غير مسبوق في عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص المواد الغذائية.

وشهدت منطقة غرب إفريقيا موجة من الفيضانات بالإضافة إلى موجات الجفاف الشديدة بسبب آثار التغيّر المناخي، وهو ما جعل الزراعة أكثر صعوبة في هذه المنطقة، فضلاً عن الصراعات المسلّحة التي تشهدها أجزاء واسعة من دول غرب إفريقيا، ومنها أجزاء من بوركينا فاسو ومالي والنيجر وتشاد ونيجيريا، التي تواجه أعمال عنف من جانب جماعات إرهابية، الأمر الذي أجبر ملايين الأشخاص على ترك أراضيهم.