تاريخ إيران... ملحمة نضال الشعب ضد الاستبداد
لقد كان تاريخ إيران مليئاً بنضالات المثقفين والمثقفات ضد الحكومات الاستبدادية، فعلى مدى العقود الأربعة الماضية، حاول نظام الجمهورية الإسلامية إسكات أصوات الباحثين عن الحرية من خلال فرض الإعدام والتعذيب والقمع، لكن مقاومة النساء والرجال الواعين مستمرة.
بهاران لهيب
أفغانستان ـ عند مراجعة تاريخ إيران، تجد أنه كان مليئاً بالجرائم التي ارتكبتها الحكومات الاستبدادية حيث أطلقت النار على عشرات من المناضلين والمناضلات من أجل الحرية وإعدامهم في محاكمها التعسفية، أو أجبرتهم على الاعتراف بالقوة، ومن خلال نشر مقاطع فيديو للاعترافات، حاولوا إظهار أنه إذا تم إعدام شخص أو اختفى، فإنه يستحق مثل هذه المعاملة.
رغم كل الجرائم وتضييق الخناق فإن عدد المثقفين والمقاتلين لم يتناقص فحسب، بل إن قوتهم زادت كل يوم ولم يستسلموا، لقد واصل الرجال والنساء الإيرانيون الواعون المقاومة، على الرغم من إدراكهم لما يحدث من سجن وتعذيب وإعدام وآلاف الجرائم الأخرى، فعند دراسة تاريخ المناضلين والمناضلات الإيرانيين وشجاعتهم تجد كيف قاوموا وأخضعوا النظام، ستشعر بحافز أكبر للدفاع عن وطنك في أي مكان في العالم وستتعلم المرونة من المقاتلين والمقاتلات الإيرانيين.
بعد انتفاضة "Jin Jiyan Azadî"، أصبحت الحكومة الإسلامية الإيرانية أكثر وحشية، حيث استمرت في قمع المتظاهرين وإطلاق النار عليهم مباشرة وإصدار أحكام الإعدام، على سبيل المثال، تم تأكيد حكم الإعدام الصادر بحق الناشطة بخشان عزيزي، وهي عاملة في المجال الإنساني، إلى جانب اثنين آخرين من رفاقها، تحاول القضاء على النضال والمقاومة من خلال محاكمات موجزة.
وقد أثارت هذه الجرائم التي لا تغتفر غضب المثقفين في العالم، وصدرت موجة من الرسائل والتصريحات لمنع هذه الأعمال، حيث أرسلت يلدا أحمد، ناشطة في مجال حقوق المرأة وخبيرة نفسية، رسالة من أفغانستان، قالت فيها "أكد النظام الإيراني مؤخراً حكم الإعدام على بخشان عزيزي وعدة سجناء آخرين، لكن الشعب الإيراني، رجالاً ونساءً، سئم من جرائمه ويعلم أنه لا يوجد طريق آخر للهروب من كل هذه الفظائع والقمع سوى النضال".
وأضافت ""لهذا السبب يقفون بشموخ ضد هذه الجرائم بطرق مختلفة، وضد نظام القمع الذي يسعى إلى مواصلة مسيرته الكارثية ويعتبر أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ نفسه هي إسكات الأصوات المعارضة وصوت الشعب، ولهذا السبب يقتلون المتظاهرين ويعدمون السجناء، لكنهم لا يعلمون أن مع كل قطرة دم يتم سفكها، تُروى شجرة الحرية، ويستمر النضال والمقاومة".
أعلنت يلدا أحمد تضامنها، مدينة حكم الإعدام الصادر بحق بخشان عزيزي ورفاقها "أنا يلدا أحمد، عالمة نفس من أفغانستان، أدين بشدة حكم الإعدام الصادر بحق بخشان عزيزي والسجناء الآخرين وأدعو الأحزاب والمنظمات والأفراد التقدميين والمستنيرين في أفغانستان إلى التحرك الفوري لإسقاط حكم الإعدام الصادر بحقهم، أريد من العالم أن يطلق احتجاجاً وطنياً ضد عمليات الإعدام والقتل التي ترتكبها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجميع الطغاة الحاكمون في العالم، لا للإعدام! ولا للجمهورية الإسلامية الإيرانية!"