غداً... تونس تحتضن اللقاء الدولي للمسيرة العالمية للنساء

الاقتصاد النسائي، التغيرات المناخية، السيادة الغذائية وقتل النساء، من أبرز التحديات التي ستضعها تنسيقيات المسيرة العالمية للنساء ضمن أولوياتها لوضع حلول لها.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ شددت الممثلات عن تنسيقيات المسيرة العالمية للنساء على ضرورة وأهمية توسيع دائرة الاهتمام بالشأن النسوي، وإيجاد مبادرات سياسية نسوية تدافع عن المرأة في مختلف بقاع العالم.

في إطار الاستعداد للقاء الدولي للمسيرة العالمية للنساء الذي سيبدأ غداً الأربعاء 26 نيسان/أبريل، ويستمر حتى التاسع والعشرين منه، نظمت تنسيقية تونس للمسيرة العالمية للنساء اجتماعاً بمقر الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات.

وجمع الاجتماع الذي نظم أمس الاثنين 24 نيسان/أبريل، عضوات الجمعية والممثلات عن تنسيقيات العراق ولبنان وجورجيا، حيث تم التطرق إلى أهم القضايا التي سيتم معالجتها مستقبلاً.

وعلى هامش الاجتماع أوضحت عضو اللجنة الدولية للمسيرة العالمية للنساء عن شمال أفريقيا وشرق المتوسط نعمة النصيري أن المداولات ستنطلق غداً 26 نيسان/أبريل، للنقاش على العديد من المواضع المتعلقة بالنساء من الجانب الاجتماعي والاقتصادي، وكذلك تأثير الأنظمة السياسية النيوليبرالية والرأسمالية على النساء، بالإضافة إلى الحارقة وكذلك السيادة الغذائية والأمن الغذائي والتأثيرات المناخية على النساء خاصة.

ولفتت إلى أنه سيتم خلال هذا اللقاء إعداد استراتيجية عمل المسيرة العالمية للنساء ما بين عامي "(2023 ـ 2028)، وإيجاد صيغ مبادرات سياسية نسوية واجتماعية للدفاع عن المرأة وحقوقها، وحمايتها من الاستغلال والتهميش بحضور ممثلات عن خمس تنسيقيات من خمس قارات وهن عضوتان من تنسيقية أوروبا وعضوتان من جواتيمالا والبرازيل، وعضوتان من شمال أفريقيا وهن العراق وتونس وعن أفريقيا عضوتان من تنزانيا وزيمبابوي وكذلك من بلجيكا وإسبانيا، إضافة إلى التنسيقية الوطنية للمسيرة العالمية ومنسقتها سعاد بن محمود ومساعدتها رجاء الدهماني.

وحول تواجد التنسيقيات في بلدان الشرق الأوسط تقول "نسعى لزيادة عدد التنسيقيات ضمن المسيرة العالمية للنساء، من بينها وجود تنسيقية وطنية للسوريات تكون متكاملة وكذلك تنسيقية من ليبيا وهي مسؤوليتنا نحن كنساء، كما أن لدينا تنسيقية كردستان تضم مناضلات من إقليم كردستان وشمال كردستان وروج آفا".

وفيما يتعلق بالمقترحات التي ستطرحها ممثلات تنسيقية تونس خلال اللقاء الدولي توضح "سنتطرق إلى مسألة السيادة الغذائية وتأثير التغيرات المناخية على النساء، وكذلك طبيعة الجسد وعلاقتها بجرائم قتل النساء والتي أصبحت ظاهرة عالمية لا بد من وضع حلول جذرية لها".

 

 

من جانبها قالت مساعدة منسقة المسيرة العالمية للنساء رجاء الدهماني أنهن ستواكبن اللقاء الدولي الذي ينعقد كل ستة أشهر والذي تحتضنه تونس هذه المرة، الذي سيركز على النضال ضد الرأسمالية والإمبريالية وكل ما له تأثير سلبي على النساء حول العالم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأوضحت أنهم سيتطرقون إلى الوضع العالمي للنساء مع كل المستجدات الحاصلة والتغيرات الاقتصادية والسياسية والمناخية وتأثيرها على النساء "سيتم ضبط استراتيجية عمل مستقبلية حول الأوضاع التي للأسف تتفاقم على غرار الفقر والعنف المسلط على المرأة".

وأشارت إلى أنهم "في لقاءتنا مع التنسيقيات، أدركنا مدى تفاقم مشاكل النساء وكم هي مرتبطة بالتغيرات الجغراسياسية عامةً مع أزمة كوفيد ـ 19 وتأثيراتها على النساء باعتبار أنهن من الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع".

وقالت في ختام حديثها "نحن في المسيرة العالمية للنساء نقاوم ونناهض العنف والفقر المسلط على النساء بمعنى تسليط للضوء على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية لهن، لكن دون تجاوز المسألة السياسية لأنها ترتبط وتركز على كيفية تجاوز الأزمات وهناك تحركات ميدانية وكذلك هنالك حلقات تفكير متعلقة بالمستجدات والتغيرات المناخية، مثلاً في تونس ظاهرة قتل النساء أصبحت مخيفة ومرعبة رغم ترسانة القوانين حتى أن تحركاً شبابياً نظم مؤخراً تحت شعار "القانون في الأدراج والنساء في القبور"، كما تعاني النساء من العمل الهش والتمييز أيضاً".

 

 

بدورها قالت منسقة المسيرة العالمية من العراق طيبة سعد عبد الكريم "تأسس الحراك النسوي العراقي عام 2019، وهو يهتم بحقوق النساء العراقيات ويسعى لإيجاد الحل للمشاكل التي تواجههن، وكان ذلك يعد المرة الأولى التي يعلى فيه صوتهن بشكل واضح منذ عام 2003 عام الدمار الذي حل بالعراق".

وأضافت "من خلال الأنشطة التي نظمت تعرفت على المسيرة العالمية للنساء وأصبحت جزءاً منها، وافتتحنا تنسيقية لها في العراق، وخلال هذا اللقاء الذي سيعقد في تونس، سنتناول كل الجوانب التي تهم المسيرة من أنشطة وفعاليات، وسنحدد الوجهة القادمة لعمل المسيرة ونتعرف على أبرز المشاكل الموجودة في كل بلد وتبادل خبرات ثقافية وتنظيمية".

 

 

وقالت المنسقة الدولية للمسيرة العالمية للنساء يلدز تيمورتركان أن المسيرة في بداياتها كانت ترفع صوتها ضد السياسات الرأسمالية النيوليبرالية على المستوى العالمي وتمكنت من الجمع بين النضال العمالي والنسوي بالعالم، لافتةً إلى أن "المسيرة في البداية كانت شبكة تحاول التنسيق بين المجموعات الموجودة وفي كل فترة تتفكك الشبكة ويتفكك النشاط، لذلك قررنا منذ عام 2010 أنه يجب تأسيس حركة نسوية عالمية تقف ضد الرأسمالية".

وأوضحت أن واحدة من بين التحديات التي تواجه عضوات المسيرة بناء حركة نسوية سياسية "نحن بحاجة إلى وعي سياسي وفهم للواقع الذي نعيشه وأن نكون حاملات لإرادة لتغيير أنفسنا وهذا العالم وبناء نشاط جماعي وطرح اقتراح بديل، نحن نعرف إننا في زمن إما الموت أو الحياة في ظل الهجمات المستمرة للرأسمالية على العالم ككل وليس فقط على النساء لذلك من الضروري طرح بديل عن النظام الموجود".