"نتنفس حرية"... معرض يصور واقع الأسيرات الفلسطينيات داخل المعتقلات

من خلال اللوحات والمجسمات الفنية، صور معرض "نتنفس حرية" معاناة الأسيرات الفلسطينيات وزوجات الأسرى والانتهاكات التي تتعرضن لها.

رفيف اسليم

غزة ـ افتتحت الحركة الأسيرة مع مجموعة من الشركاء المعرض الوطني النوعي "نتنفس حرية" في مدينة غزة الفلسطينية، الذي يحاكي واقع الأسيرات القابعات داخل سجون إسرائيل.

نظمت الحركة الوطنية الأسيرة معرضاً وطنياً نوعياً بالشراكة مع جمعية الثقافة والفكر الحر والاتحاد العام للمراكز الثقافية، والاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وعدد أخر من المؤسسات الشريكة، أمس الإثنين 24 نيسان/ أبريل، وسيستمر المعرض حتى 29 من أبريل/ نيسان الجاري.

أكدت الحركة الوطنية الأسيرة أن هذا المعرض النوعي الأول جمع المؤسسات الوطنية جمعاً صادقاً بشكل فعلي وضمن برنامج عملي لقضية جوهرية، قدم فيه نموذج محاكاة واقعي عن الحياةِ خلفَ القضبان وما فيها من ألمٍ وأملٍ ومعاناةٍ ومراغمة على النساء الفلسطينيات الأسيرات اللواتي يشكلن رمزاً للصمود والتحدي أمام السجان.

وقالت نورا اسليم أحد القائمين على تنظيم العرض، أن معرض "نتنفس حرية" يتمثل بعدة زوايا مختلفة، منها اللوحات المرسومة والمجسمات المنحوتة، ومقتنيات سربت من زنازين الأسيرات ومعرض للكتب من منتوجاتهن الأدبية، بالإضافة إلى مواد إعلامية كالفيديوهات التي يشاهدها زائرو المعرض الآن، ليستشعروا من خلالها معاناة الأسيرات وما يكابدنه في كل يوم.

ولفتت أنه في كل يوم من المعرض سيتخلله فعاليات منفردة على حدا، منها العروض التقديمية والندوات الحقوقية والقانونية للوقوف على انتهاكات إسرائيل بحق الأسيرات، اللواتي زودن المعرض بالكثير من المواد التي أّثرت زواياه كالملابس والرسائل المكتوبة بخط اليد، مما جعل الزائر يشعر بمعاناتهن وما يكابدنه داخل السجون.

وأضافت أن للفن دور كبير في توصيل رسائل الأسيرات ومعاناتهن لذلك تم الاستعانة بفنون مختلفة يلاحظها المشاهد من خلال الزوايا، متمنية أن ينفك جميع قيود الأسيرات داخل السجون كونهن من يعطن الشعب الفلسطيني القوة والصبر على تحمل مشاق الحياة.

 

 

بدورها أكدت المحررة أميمة الأغا أنها حاضرة في المعرض كي تخبر الأسيرات داخل السجون أن جميع المؤسسات النسوية مهتمة بقضاياهن، لافتة إلى أن كافة المقتنيات التي احتواها المعرض عبرت عن صمودهن الذي تمثل بالإضرابات والعزل الانفرادي ومنع الزيارة وحرمانهن من مشاركات عوائلهن بالأعياد والمناسبات.

ووجهت رسالتها لجميع مؤسسات المجتمع المدني والدولية بضرورة الضغط لتسليط الضوء على قضايا الأسرى، ولاسيما الأسيرات اللواتي يعانين من ظروف احتجاز قاسية داخل السجون كإسراء الجعابيص التي تعاني من حروق بنسبة 80% في جسدها وكذلك مريضات السرطان، متمنية أن يكون هناك فعاليات مشابهة في دول العالم المختلفة.

 

 

وأشارت المستشارة القانونية ميرفت الأشقر أن المعرض نظم لدعم حقوق الأسيرات اللواتي ضحن بحريتهن لأجل البلاد، ملفتة أن إسرائيل تعمد استخدام العنف والقسوة داخل السجون من خلال ممارس كافة أشكال القمع والتعذيب خاصة بحق المرأة التي طالبت برفع راية الدفاع عنها وتمكينها من الحصول على الحد الأدنى من حقوقها واحتياجاتها.

وناشدت المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الأسيرات داخل المعتقلات، مشيرة إلى أن إسرائيل تحارب الشعب الفلسطيني بكافة عناصره وبالأخص المرأة التي تعتبر العنصر الأضعف وفقاً لطبيعتها البيولوجية وليس لشيء أخر على الإطلاق.

 

 

الفنانة التشكيلية نهيل زيدية قالت إنها شاركت في معرض "نتنفس حرية" من خلال مجسم المعدة المصنوع من الطينة الهوائية، مشيرة من خلاله إلى فكرة الأمعاء الخاوية التي تلجأ لها الأسيرات كأسلوب ضغط للتغلب على أساليب التعذيب التي تمارسها إدارة السجون بحقهن، وقد يستمر الإضراب عن الطعام عدة أشهر أو حتى توافيها المنية داخل الزنزانة.

 

 

بينما شاركت خلود العكلوك بمجسم تلفاز قديم يعرض عدة صور للأسيرات في كل يوم من المعرض، لتوصل رسالة للأسيرات أن كل واحدة منهن هي قصة صمود وبطولة وسينفك قيدهن جميعاً عما قريب، وأنهن لسن مجرد صورة أو أرقام يتم تداولها.

 

 

بدورها بينت أية حجا أنها تناولت من خلال عملها عرض الحالات الصحية والنفسية التي تواجها الأسيرات داخل المعتقل دون الأخذ بعين الاعتبار الآلام الجسدية أو الاكتئاب الذي يصبن به، ملفتة أن السلاسل الصدئة تبقى تلازمها طوال المدة التي تقبعها الأسيرة داخل السجون.

وأردفت "تخيلي أن تبقي طوال الوقت مقيدة بالسلاسل لأيام طوال وربما لأشهر لا تسطعين الحركة بسبب الثقل الذي يؤثر على جسدك فيخدره بالكامل، خاصة إذا كنتي طفلة صغيرة قد اعتقلت للتو بذرائع واهية، أو في حالة ولادة أو مريضة مرض شديد لا تستطيعين حمل جسدك بينما تجرين تلك الأصفاد مرغمة".

 

 

وكان للشعر حضور لافتاً في المعرض، فقد أفادت الشاعرة هداية عياش أن قضية الأسيرات تعني قضية فلسطين ولطالما لم تفصلهما عن بعضهما البعض خلال نصوصها التي تصدح بها، واصفة نفسها بالثائرة التي تناضل من خلال تلك النصوص التي تصف بها ما تعانيه الأسيرات داخل السجون خاصة أن تلك الكلمات قد تؤثر بشكل أكبر من الخطب والشعارات السياسية.