نساء كوباني تشاركن للمرة الثالثة في مناوبات سد تشرين
تستمر مقاومة أهالي إقليم شمال وشرق سوريا في يومها الـ 19 بسلسلة من الفعاليات والأنشطة المنظمة لحماية سد تشرين من الهجمات التركية.
نورشان عبدي
كوباني ـ شددت نساء كوباني المشاركات في القافلة الثالثة المتجهة إلى سد تشرين على أنهم كمدنيين بالرغم من تعرضهم لأبشع الهجمات يبدون مقاومة تاريخية بوجه الهجمات التركية، مؤكدات بأنه بالعزيمة والإصرار لن يتمكن أحد من إيقاف فعاليات المناوبة في السد.
منذ 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 هاجم الاحتلال التركي ومرتزقته محيط سد تشرين وجسر قراقوزاق، وبهدف حماية سد تشرين ومكتسبات ثورة التاسع عشر من تموز ودعماً لمقاتلي قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، بدأ أهالي إقليم شمال وشرق سوريا بتنظيم فعالية المناوبة في سد تشرين، حيث شاركوا من مختلف المقاطعات.
وبالرغم من استهداف الاحتلال التركي ومرتزقته للمدنيين بالطائرات الحربية والمسيرة التي أسفرت عن وقوع ضحايا وإصابة العشرات، توجهت قافلة من كوباني أمس السبت 25 كانون الثاني/يناير إلى سد تشرين للمشاركة في فعاليات المناوبة للمرة الثالثة.
وعن سبب مشاركتها في مقاومة سد تشرين وفعاليات حماية السد قالت سميرة أحمد شيخي "كنساء كوباني سنشارك في المناوبة للمرة الثالثة، وفيها يومها الـ 19، هذه المناوبة الثانية ليّ، وفي الأولى استهدفنا الاحتلال التركي بطائراته المسيّرة والحربية، واعتقد أنه بهذه الهجمات الوحشية على المدنيين سيوقف فعالية الأهالي على السد"، مؤكدةً أنه "بالرغم من أن عدد من المشاركين فقدوا حياتهم وأصيب أخرين، إلا أن هذه الهجمات والانتهاكات لن تضعف إرادة شعب يحارب من أجل حقوقه".
وتابعت "سد تشرين بالنسبة لأهالي إقليم شمال وشرق سوريا سد النضال والمقاومة ومصدر لتوليد أبسط مقومات الحياة في المنطقة كالمياه والكهرباء، ونتيجة الهجمات التركية المتكررة على المنطقة حرم سكان مقاطعة الفرات منذ أكثر من شهر من الكهرباء والمياه، لذلك يعد سد تشرين سد الشعب ولن نتراجع عن فعاليتنا من أجل حمايته".
وأوضحت سميرة أحمد شيخي "كشعوب إقليم شمال وشرق سوريا لا ننتظر من أحد الدفاع عن أرضنا وحمايتنا، فعندما يتعلق الأمر بالكرد العالم يلتزم الصمت والهجمات على سد تشرين دليل واضح على ذلك، من أجل هذا ثقتنا قوية فقط بمقاتلينا ومقاتلاتنا وسنقبى بجانبهم لندافع معاً عن أرضنا ومكتسباتنا، وحتى الرمق الأخير كنساء سنحمي ممتلكاتنا وسننتصر كما انتصرت مقاومة كوباني عام 2014بريادة المرأة".
من جانبها أدانت روهان أوسو الهجمات والانتهاكات التركية التي تتعرض لها شعوب المنطقة، "منذ 19 يوماً المقاومة التي بدأها شعوب المنطقة مستمرة على سد تشرين لحمايته من الهجمات والانتهاكات التركية "، مضيفةً "هذه مشاركتي الثانية وسأشارك لمئات المرات إذا لزم الأمر من أجل حماية مكتسبات كافة الشعوب والمكونات وحماية أرضنا، في كل مرة تتوجه فيها القافلة إلى سد تشرين الأهالي يودعون بعضهم ويضعون مشروع الشهادة أمام أعينهم لأن الاحتلال التركي يستهدف المدنيين بشكل مباشر دون تردد".
وتابعت "في المرة الأولى عندما توجهنا إلى السد تم استهدافنا بشكل مباشر بطائرات حربية ومسيّرة واستشهد عدد من المشاركين وجرح أخرين، لقد حدث ذلك أمام أعيننا ولكن هذا لن يكسر من إرادتنا، الشعوب قررت السير على طريق المقاومة وستستمر في ذلك حتى النهاية من أجل تحقيق النصر وهزيمة الاحتلال التركي ومرتزقته"، مستنكرةً موقف المجتمع الدول والمنظمات الحقوقية حيال الهجمات التركية على شعوب المنطقة "أين منظمات حقوق الإنسان وأين الدول التي تدعي الإنسانية؟، كشعوب مناطق إقليم شمال وشرق سوريا نتعرض لأبشع الهجمات من قبل تركيا والعالم صامت لم يحرك ساكناً".
وعن مقاومة الأهالي على سد تشرين قالت العضوة في مكتب العلاقات بحزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا ليلى أحمد "من سد تشرين ومن سد المقاومة نبارك يوم انتصار كوباني من ظلام داعش على كافة الشعوب والمكونات، كأهالي كوباني إنها المشاركة الثالثة لنا على سد المقاومة ونحن هنا جميعنا إلى جانب قواتنا لنحمي معاً مؤسساتنا الخدمية" ، مضيفةً "تخفى الاحتلال التركي ومرتزقته بهيئة داعش وهاجموا كوباني عام 2014، واليوم يهاجموننا مجدداً بالطائرات الحربية والمسيّرة ومختلف الأسلحة الثقيلة، للنيل من إدارة هذه الشعوب الحرة التي تحارب من أجل هويتها وحريتها، ومن أجل إعادة حقبة داعش من جديد".
وطالبت باسم شعوب المنطقة من سد تشرين، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والدول الضامنة بأن يقوموا بواجبهم الأخلاقي والإنساني إزاء ما يتعرض له إقليم شمال وشرق سوريا وشعوبه الذين ضحوا بالكثير من أجل أحلال السلام والأمن في المنطقة.