ناشطات تدعمن مبادرة القائد أوجلان: السلام يبدأ من حرية المرأة
أشادت ناشطات خلال مشاركتهن في مؤتمر تحالف "ندى"، برؤية القائد عبد الله أوجلان، التي تضع تحرر المرأة في صلب مشروع بناء مجتمع ديمقراطي وعادل.

رجاء حميد رشيد
السليمانية ـ رحبت ناشطات من مختلف المكوّنات والمجالس النسائية بمبادرة القائد عبد الله أوجلان للسلام، خلال حضورهن ومشاركتهن في المؤتمر الأول ما بعد التأسيسي لتحالف ندى الذي اختتم أعماله مؤخراً في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، هذه المبادرة التي تضمنتها إحدى جلسات المؤتمر الخاصة بمنظور النضال النسائي وآفاق الحل في وجه سياسات الحرب العالمية الثالثة.
اعتبرت الناشطات اللواتي شاركن في مؤتمر ندى، أن مبادرة القائد عبد الله أوجلان لا تقتصر على إنهاء النزاعات فحسب، بل تمثّل مشروعاً تحويلياً يعيد للمرأة مكانتها القيادية، ويكسر أنظمة التبعية والهيمنة الذكورية في الشرق الأوسط، بل وفي العالم أجمع، مشددات على أن دعم القائد أوجلان المتواصل للمرأة منحها القوة لتلعب دوراً محورياً في عملية التغيير، من النضال الميداني إلى مواقع صنع القرار.
خطوة أساسية في بناء الإنسانية والتنمية البشرية
أكدت بيريفان محمد، عضوة المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، دعمهم لمشروع السلام الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان، مشيرة إلى أن هذا المشروع يمثل خطوة أساسية في بناء الإنسانية والتنمية البشرية، ويساهم في التصدي لعمليات الإبادة التي يشهدها القرن الحادي والعشرون.
وأوضحت أن المشروع لا يقتصر على فئة واحدة من المجتمع، بل يشمل جميع الشرائح، سواء النساء أو الأطفال، وهو ليس مشروعاً إقليمياً فحسب، بل أممي الطابع، داعية جميع الأطراف إلى إدراك أن هذا المشروع يفضي إلى تحقيق السلام الداخلي، لا سيما في بلدان الشرق الأوسط، ويساعد أيضاً بلدان أخرى خارج هذه الرقعة الجغرافية.
وأضافت أن المشروع يعزز حضور كافة الفئات الإنسانية، ما يساهم في تطوير القدرات وتقديم العون للآخرين، مؤكدة أنه يُعنى بالمعتقلين ويدافع عن الحريات الفردية والجماعية، وأن دعمهم لهذا المشروع ينبع من إيمانهم بدوره الفعّال في تمكين المرأة وتطوير ذاتها، مؤكدة أن مشروع السلام الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحرية المرأة وسلامة المجتمعات.
"القائد أوجلان متمسكاً بخيار السلام"
بدورها أشارت سعاد حسو، مديرة مكتب اتحاد الجمعيات الإيزيدية، إلى أن مبادرة السلام التي طرحها القائد عبد الله أوجلان تهدف إلى نشر السلام في الشرق الأوسط، مبينة أن القائد أوجلان كان قد دعا إلى السلام منذ عام 2013، وكرر دعوته تسع مرات، إلا أنه كان يواجه دائماً عراقيل.
وأضافت "بالرغم من مضي 26 عاماً على اعتقاله في سجن إمرالي، لا يزال القائد أوجلان متمسكاً بخيار السلام، وهو ما نعتز به بشدة، لا سيما أن مشروعه أعطى روحاً جديدة للمرأة بشكل عام، وللمرأة الإيزيدية بشكل خاص".
وأوضحت أن القائد عبد الله أوجلان أرسل رسالة خاصة إلى الإيزيديين، موجّهاً فيها التحية للنساء الإيزيديات اللواتي قاومن داعش، وداعياً من خلالها إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، الذي يشهد صراعات ممتدة في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين وغيرها من الدول العربية.
كما أوضحت أن رسالته تضمنت دعوة إلى كافة أعضاء حركة التحرر الكردستانية لإعادة النظر في تنظيمهم وحل الهيكلية التنظيمية للحركة، مؤكدة أن هذه المبادرة تهدف أولاً إلى الخير والسلام، وأن الحركة لم تكن إرهابية كما يُروَّج، بل كانت تنادي بالأمان وكسر العبودية والعيش بكرامة، واحترام إرادة الشعوب، ولغاتها وثقافاتها في أوطانها.
وانتقدت سعاد حسو الأنظمة الديكتاتورية في كل من سوريا والعراق وإيران، مشيرة إلى أن سقوط نظام صدام حسين عام 2003 كان أحد تجليات التحولات السياسية، كما أن ما يُعرف بربيع الشعوب، الذي بدأ قبل 14 عاماً، تحوّل في بعض المناطق خصوصاً في سوريا إلى ساحة للصراعات.
وأكدت على أن القائد أوجلان كان سنداً لهم في أحلك الظروف، وأنهم يرحبون بمبادرته للسلام، ويتمنون أن يعمّ السلام كل مناطق الشرق الأوسط، ليعود الناس إلى قراهم وبيوتهم ويعيدوا إعمارها "نحن كنساء إيزيديات نثمّن هذه المبادرة، خاصة وأننا تعرضنا للإبادة، وقد وصف القائد أوجلان تلك الأحداث بالإبادة بحق شعبنا".
تحرر المرأة أساس لتحقيق السلام
من جانبها، بينت ممثلة مجلس المرأة في الحزب الاتحادي الديمقراطي شيرين حميد شيخ حمادي، أن مشروع السلام الذي طرحه القائد أوجلان يُعد من المبادرات الجريئة والفريدة في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في ربطه بين تحقيق السلام الحقيقي والتحرر الاجتماعي، وبشكل خاص تحرر المرأة.
وأكدت أن من أبرز أهداف مشروع القائد عبد الله أوجلان هو جعل تحرر المرأة أساساً لتحقيق السلام، إذ يرى القائد أوجلان أن النظام الذكوري يُشكّل أحد الجذور العميقة للعنف والحروب في المجتمعات، ولذلك فإن أي مشروع سلام حقيقي يجب أن يمر عبر تحرير المرأة من التبعية والاستغلال.
وأشارت إلى أن دور المرأة في القيادة والمجتمع لم يكن مجرد شعار وتنظيراً في فكر القائد أوجلان، بل كان واقعاً ملموساً، حيث ألهم حركة نسائية فعلية وقوية، تجسّدت في تأسيس وحدات حماية المرأة ومجالس المرأة.
وأضافت أن المرأة خصوصاً أصبحت في موقع القيادة والمبادرة والنضال، وإن مشروع السلام الذي طرحه القائد أوجلان لا يمكن اعتباره مجرد خطة سياسية، بل هو رؤية ثورية شاملة تهدف إلى تفكيك البُنى السلطوية والذكورية، وبناء مجتمع عادل قائم على الحرية والمساواة، تقود فيه النساء عملية تحقيق السلام.