ديريك تجسد نظام الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب
أكدت نساء من المكونين الكردي والسرياني في مدينة ديريك بمقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، على إن وحدة الشعوب في المدينة تحققت من خلال نظام الأمة الديمقراطية.

زينب عيسى
ديريك ـ تشتهر مدينة ديريك بإقليم شمال وشرق سوريا بثقافتها الغنية ومكوناتها المتنوعة، وطبيعتها الخلابة، وتعد رمزاً للتعايش السلمي خاصة بعد انطلاق مشروع الأمة الديمقراطية.
تمثل مدينة ديريك، بمجتمعها ومكوناتها المتنوعة كرد وسريان وآشور وأرمن وعرب، نموذجاً فريداً للحياة الاجتماعية، ورغم كل الصعوبات، تبقى ديريك رمزاً للسلام الإقليمي ومركزاً مهماً للإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا.
"كل شخص يُعرف بثقافته ولغته"
عن طبيعة الحياة بمدينتها تقول عائشة عبيد وهي كردية الأصل تقطن مدينة ديريك "تعيش هنا مختلف المكونات منها الكرد والعرب والسريان والأرمن، لكل منها مكانتها، بغض النظر عن ديانتهم أو طائفتهم"، مشيرةً إلى أنه حتى قبيل اندلاع الثورة كان المكونان الكردي والسرياني يعيشان معاً، وتربطهم علاقات متينة، وكان كل شخص يُعرف بثقافته ولغته، وبعد انطلاق ثورة روج آفا بقيادة المرأة "شغلنا مكاننا في العديد من المؤسسات، ولم تُفرّق الإدارة الذاتية بين المكونات، فالعلاقات بين مكونات ديريك متينة، لقد أرسينا أخوة الشعوب فيما بيننا".
"لقد تأسست أخوة الشعوب من خلال نظام الأمة الديمقراطية"
ولفتت عائشة عبيد الانتباه إلى الحي المعروف باسم "كومين فيتاريا"، "غالبية من يعيش في الحي هم من السريان، ونحن ككرد نحترم ديانتهم، نزورهم في أعيادهم ونجتمع معاً، هم أيضاً يزوروننا في أعيادنا"، مضيفةً "خلال فترة حكم البعث، خلقوا الكثير من الفتن والخلافات بيننا، محاولين تأليب المكونين الكردي والعربي على بعضهما البعض، عانينا نحن الشعب الكردي على وجه الخصوص الكثير خلال فترة حكم النظام السابق، لكن بعد تأسيس نظام الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية، أصبح الشعب الكردي والعربي والسرياني والأرمني قريبين جداً من بعضهم البعض، وترسخت أخوة الشعوب فيما بيننا".
"مختلف المكونات تعيش معاً في ديريك"
بدورها، قالت جورجيت كوركيس من المكون السرياني، إنها ولدت في مدينة ديريك "الحياة هنا رائعة وجميلة، لأنها تضم شعوباً وطوائف متعددة، وكل طائفة تحترم الأخرى، كمكون سرياني نعمل مع المكون الكردي، نحرث الأرض ونزرعها معاً، ومع تأسيس الإدارة الذاتية، ازدادت أواصر الصداقة والأخوة بيننا، يأخذ الكرد والعرب والسريان مكانهم في المؤسسات".
تأسيس كومين فيتاريا
وقالت جورجيت كوركيس عن عدد العائلات في الحي المعروف باسم كومين فيتاريا "جيراننا في الحي من الكرد والعرب والأرمن، نعتبر عائلة واحدة، نحترم بعضنا البعض، ونعيش في حي يضم العديد من المكونات والطوائف المختلفة".
وأضافت "يوجد في حيّنا 200 منزلاً، هناك أشخاص من جميع الخلفيات، ومن خلال الكومين، يتم تنظيم الحي، وعقد الاجتماعات، وتحديد اللجان، وهناك لجنة الصحة والحماية ولجان أخرى، وتحدد مهام ووظيفة كل لجنة، ويتم إخبارها بالعمل والأنشطة التي ستقوم بها في الحي، وسنركز دائماً على أفكار الأمة الديمقراطية، وسنعمل على بناء وترسيخ أخوة الشعوب فيما بيننا بقدر ما نستطيع".