متطوعة في سمسور: يجب أن يستمر التضامن مع مناطق الزلزال

أكدت جيلان بالاموت إحدى المتطوعات اللواتي تقدمن المساعدة منذ اليوم الأول للزلزال على أنه لا ينبغي نسيان المناطق التي تعرضت للزلزال ووضعها على جدول أعمال الانتخابات، داعيةً إلى الاستمرار في التضامن مع أهالي المناطق المتضررة.

مدينة مامد أوغلو

سمسور ـ يداوي سكان المدن التي تعرضت لأضرار جسيمة إثر الزلزال المدمر الذي كان مركزه مدينة مرعش؛ جراحهم من خلال التضامن مع بعضهم البعض. وبحسب البيانات الأخيرة فقد 50 ألفاً و399 شخصاً حياتهم في الزلزال الذي ضرب تركيا وشمال كردستان، وأجبر الملايين من الأشخاص على الهجرة منها.

عملت فرق تنسيق الأزمات وفرق المتطوعين التي تشكلت منذ اللحظة الأولى للزلزال، على تلبية احتياجات الأهالي في المدن المتضررة قدر المستطاع، ولكن بالرغم من مرور شهرين على وقوع الزلزال، لا يزال الأهالي يعانون من نقص في تأمين احتياجاتهم الأساسية حتى الآن.

إن فرق تنسيق الأزمات وفرق المتطوعين التابعين لحزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، الذين توجهوا إلى مناطق الزلزال منذ اليوم الأول لحدوثه، وقفوا إلى جانب الأهالي وساندوهم، كما أرسلت بلديات كل من سلوبي وجنار وباتنوس وبالفيرن التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي فرقها إلى مناطق الزلزال لتقديم الخدمات للأهالي هناك، فيما عملت كل من فرق إدارة الكوارث والطوارئ AFAD والأمن على عرقلة التضامن الشعبي وعمل الفرق التطوعية في العديد من الأماكن.

 

عوائق AFAD لم تتمكن من إيقاف التضامن

في اليوم الثاني للزلزال في بازاركيكس، تم تعيين أمين للمستودع الذي تم إنشاؤه في الجامع بواسطة منسقية الأزمة، إن المنسقية التي لم توقف أعمالها في مواجهة تعيين أمين هناك، تواصل أعمالها في توسيع شبكتها التضامنية في مدينة الخيام التي أقيمت في سمسور، حيث يعيش المئات من الأهالي في مدن الخيام التي أنشأتها المنظمات العمالية والديمقراطية في سمسور وهاتاي، كما وأن الفرق المتواجدة في الساحة منذ اليوم الأول مازالت تواصل عملها على الرغم من كل المعوقات من قبل مكتب المحافظ والأمن، وإدارة الكوارث والطوارئ  AFAD، التي لم تتواجد في الساحة خلال هذه المرحلة قامت بالاستلاء على العديد من المساعدات المرسلة إلى مراكز التنسيق، كما تم فرض شرط وضع ختم "AFAD" على المساعدات القادمة من أوروبا من قبل الجمارك.

 

المنسقية لم تترك الشعب لوحده

على الرغم من كافة العراقيل التي وضعت أمامهم واصلت النساء والعاملات في المجال الصحي والشباب والمنظمات الغير حكومية العمل في مناطق الزلزال، ولم يتركوا الضحايا لوحدهم واستمروا في الوقوف بجانبهم منذ شهرين وإلى يومنا هذا، في الوقت الذي لا تزال الاحتياجات مستمرة في المدن التي تحاول مداواة جراحها من خلال التضامن، بقيت مناطق الزلزال على هامش جدول أعمال الانتخابات، إن فرق المتطوعين الذين ذهبوا إلى سمسور للتضامن شددوا على ضرورة عدم نسيان مناطق الزلزال، ولفتوا إلى أن هناك حاجة ملحة إلى زيادة فرق المتطوعين.

وتقول جيلان بالاموت عضوة مؤسسة آمد للهجرة والمساعدات الإنسانية التي ذهبت إلى سمسور للتضامن، أنه وعلى الرغم من مرور شهرين على الزلزال مازالت تظهر احتياجات جديدة، وأن العديد من احتياجات الأهالي في سمسور لم يتم تلبيتها بعد "إن الجراح والآلام التي سببها الزلزال لم تلتئم ولم تزول ولم يطرأ تقريباً أي تغيير على الأوضاع في تلك المدن، جئنا إلى هنا في الأسبوع الأول من حدوث الزلزال لتقديم المساعدة ودعم الأطفال في تلك العملية، في كل مرة نأتي فيها إلى هنا، يتم تحديد احتياجات جديدة هناك، سنقوم بتلبية هذه الاحتياجات، لذا يجب تلبية الاحتياجات التي تظهر هنا بشكل منهجي، إن المشاكل التي تواجهنا هنا ليست مشاكل بالإمكان حلها في فترة شهر أو شهرين".

 

"لا يجب اعتبار الوضع هنا على أنه تحسن"

وأوضحت أنه لا ينبغي نسيان مناطق الزلازل مع مرحلة الانتخابات "هناك عملية انتخابية مقبلة في تركيا، ولهذا السبب فإن الانتخابات هي التي تسيطر على جدول الأعمال، يجب التركيز عليها ولكن مع عدم نسيان الحدث الأساسي في البلاد، يجب منح الأهمية للاحتياجات في هذه المرحلة وأخذها في عين الاعتبار، لا ينبغي اعتبار هذا الوضع كما لو أنه لم يحدث أبداً أو كما لو تم تحسينه أو معالجته، مازالت الأزمة مستمرة".

وفي نهاية حديثها، دعت جيلان بالاموت إلى زيادة التضامن "إننا نلاحظ قوى هذا التضامن هنا من حين لآخر، ولكن هناك حاجة أكبر إليه، يجب أن يتم تلبية احتياجات الأهالي الأساسية وتقديم مواد العناية النسائية واحتياجاتهم الغذائية، وعلى هذا الأساس أتمنى أن تكون نظرة الأهالي إلى هذه المناطق أكثر حساسية قليلاً وأن يتقدموا إلى منطقة الزلزال كمورد بشري وأن يقدموا التضامن والدعم للأهالي هنا".