السلطات الإيرانية تمنع وسائل الإعلام من تغطية أخبار التسميم وتهدد الأهالي

وجهت السلطات الإيرانية رسائل إلى جميع وسائل الإعلام تحظر عليهم تغطية حالات تسميم الطالبات في المدارس، وأخذت تعهد منهم بعدم نشر مثل تلك الأخبار.

مهاباد ـ تحدث هجمات كيميائية على المدارس الإيرانية بينما لم يتم الكشف عن العديد من الأخبار والتفاصيل وتحاول الحكومة منع الكشف عن التفاصيل من خلال تهديد جميع الطالبات والمعلمين وأولياء الأمور وحتى الأطباء والممرضات مع تكثيف هذه الهجمات، وهددت السلطات الإيرانية الآن وسائل الإعلام المحلية والعامة بطرق خفية للامتناع عن نشر أخبار هذه الهجمات.

بناءً على الصور التي حصلت عليها وكالتنا، وجهت السلطات الإيرانية رسائل إلى جميع وسائل الإعلام تطالب فيها بمنعهم من تغطية حالات تسميم الطالبات في المدارس، مشيرةً إلى أن المصادر الموثوقة في هذه القضية هي وزارة التربية ووزارة الداخلية التي تمتنع من الإدلاء بأية معلومات عن تسمم الطالبات.

 

"الصحفيون الذين هم تحت مجهر المعلومات يجب أن يوقعوا خطاب التزام في كل مرة"

وتقول (ك. م) وهي إحدى وكالات الأنباء المحلية "في بداية العام، تلقت جميع وكالات الأنباء المحلية التي تعمل بإذن من منظمة الإرشاد الإسلامي خطاباً ورسالة التزام بالامتناع عن نشر الأخبار والتفاصيل المتعلقة بالهجمات على المدارس لتجنب الإخلال بالسلام والحماية".

 وأوضحت "كإعلام محلي، حاولنا إبلاغ الناس بالحقائق، وبسبب القيود والمخاطر الموجودة على وسائل الإعلام في الداخل، فقد أكدنا فقط على الأخبار المحلية والغير السياسية، لكننا لا يمكن تجاهل الأخبار التي يشهدها الشعب، ولهذا السبب يتعين علينا تقديم الأخبار حول الهجمات الكيماوية بإيجاز شديد ومع ذلك، في ظل حالة يكون فيها المجتمع والدولة في حالة ثورة أو انتفاضة، على الرغم من التهديدات والمخاطر، لا تستطيع وسائل الإعلام المحلية أداء رسالتها كإعلام حقيقي، وبالتالي تضطر العديد من وسائل الإعلام في الداخل وخاصة في كردستان إلى الصمت، وربما الصحفيين الذين يتعرضون للمضايقة تحت مجهر المعلومات والتهديدات في جميع المواقف الصعبة والحساسة ويتعين عليهم توقيع خطاب التزام في كل مرة ".

وعن التهديدات التي تلقتها عائلتها تقول معصومة حبيبي (اسم مستعار) وهي عمة أحدى الطالبات اللواتي تعرضن لتسميم في مدينة بيرانشهر "في اليوم الذي هاجموا فيه المدرسة  بالغازات السامة، تم نقل ابنة أخي إلى المستشفى وكانت  في حالة حرجة، كانت أجواء المستشفى آمنة تماماً ومليئة بالقوات الأمنية التي منعت الناس من التصوير بأي شكل من الأشكال، لم تكن حالته جيدة على الإطلاق ، ولم يطرأ أي تغيير على حالتها حتى بعد توصيل الأكسجين، وكانت تهز رأسها فقط وكأنها تختنق وتطلب المساعدة بيديها، وأخذوها إلى وحدة العناية المركزة، وبمجرد أن أدركوا أنها ليست في حالة جيدة، جاء الوكيل وتحدث مع والدها وأخبره بنبرة هادئة وباردة أنه لا يحق لك التحدث عن ابنتك مع أي شخص لأن وسائل الإعلام الأجنبية والمعادية للسلطات الإيرانية تريد الاستفادة من هذا شيء ولا نريدك أن تكون جزءاً منها وإذا كان غير ذلك لرؤيتها، فعلينا التعامل معك".

 

"لم نتلق تحذيرات صحية بقدر التحذيرات التي تلقيناها بعدم نشر أخبار"

وتقول سيمين عبد الله "اسم مستعار" وهي مديرة إحدى مدارس أورمية "مع بدء الهجمات الكيماوية، تلقت جميع المدارس في المدينة خطاباً يمنع نشر أخبار وتفاصيل عن حالة الطلبات وتسريب أسمائهن وتفاصيلهن خارج المدرسة".

وأوضحت أن "نصيحة السلامة الوحيدة التي أبلغونا بها هي أنه يجب توفير الأقنعة للطلاب في حالات الطوارئ وإغلاقها أيضاً في المدارس ويجب أن تكون جميع كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة نشطة بحيث في حالة حدوث هجوم كيميائي، سيصدر إنذار المدرسة، وأن نقوم بتهدئة جو المدرسة والاتصال بغرفة الطوارئ إذا لزم الأمر، ومع وجود جميع تدابير السلامة، تقع العديد من المدارس ضحية لهذه الهجمات دون معرفة كيف ومن يقوم بذلك".

وأشارت إلى أنه "لم نتلق تحذيرات صحية بقدر التحذيرات التي تلقيناها بعدم نشر أخبار، لم نتلق الكثير من التحذيرات الصحية حيث تلقينا تحذيرات بعدم نشر الأخبار، لقد لعب الطالبات والمعلمون الدور الرئيسي في الإبلاغ الأولي عن هذه الهجمات لأنه حتى الآباء لم يُسمح لهم بدخول المدرسة، وحتى في العديد من المدارس تم إغلاق الفصول أمام الطالبات، مما يشكل خطورة على حياة الطلاب".