مصر... فعاليات متنوعة لمناهضة ختان الإناث
تأكيداً على السعي لمناهضة انتهاك حقوق الفتيات من بينها ختان الإناث، تنطلق المؤسسات والمنظمات الحقوقية في تنظيم فعاليات متنوعة تزامناً مع اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث الذي يصادف الـ 14 من حزيران/يونيو من كل عام.
أسماء فتحي
القاهرة ـ تعمل مصر على مناهضة ختان الإناث منذ سنوات عديدة ولا يشغل بال مجتمعها المدني على وجه التحديد سوى حماية نسائه من الاعتداء السافر عليهن في الصغر بجريمة لا يمكن أن تغفر بمرور الزمن، فآثارها السلبية مع الأسف لا تزول وتحول دون قدرة النساء على مواصلة حياتهن بالشكل الطبيعي كغيرهن.
رغم الجهود التي استمرت لنحو 100 عام، إلا أن المرأة المصرية ظلت في قبضة تلك الثقافة الرجعية المعادية في الأساس لوجودها، والهادفة إلى قمعها وإقصائها كلما كان هذا ممكناً، تلك الأفكار التي جعلت من انتهاك أجساد الفتيات وقطع أجزاء من أعضائهن التناسلية وتشويهها أدوات لحمايتهن من "الفاحشة" على حد قولهم أو لـ "تربيتهم" كما يزعمون وهو أمر لا يمت للعلم أو الواقع بصلة ولكنه مجرد تبرير لجريمة لا تغتفر.
وهذا النوع من التربية في فترة سابقة كان مدعوم بقدر من التحايل المجتمعي تم خلاله استغلال الطبيب باعتباره وسيلة للتهرب من العقوبة حتى تم تعديل القانون وتجريم هذا الفعل تماماً، ومنذ أن فقدت الطفلة بدور شاكر حياتها على يد طبيبة في محافظة المنيا عام 2007 انطلقت الأصوات الساخطة على تلك الثقافة المخزية وتم تتويج ذلك الحادث المؤلم ليصبح يوماً يحتفي به الجميع بمناهضة الختان ومنع تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
قضايا المرأة وفعالية توعوية عن الختان ومخاطره
قامت مؤسسة قضايا المرأة المصرية بتنظيم فعالية توعوية حول قضية ختان الإناث وآثارها السلبية عليهن، ضمن المشروع الذي تعمل عليه لمناهضة العنف الواقع على النساء بالتعاون مع سفارة النرويج.
واستعرضت استشارية التدريب علا موسى، خلال الجلسة التوعوية المخاطر الناتجة عن الختان وتأثيره الجسدي والنفسي على النساء في حضور نحو 26 شاب وفتاة، مؤكدةً أن هذه الجريمة الغير إنسانية تُعرض حياة الفتيات لتهديد يصل لحد الموت وما هي إلا نتاج موروث ثقافي واجتماعي وعادات بالية.
وبدأت المدربة علا موسى، حديثها بتعريف الختان نفسه باعتباره قطع للأجزاء الخارجية للأنثى سواء كان كلي أو جزئي يلحق الضرر بالمنطقة المعتدى عليها، متحدثة عن اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث وحجم ضحايا تلك الجريمة الذين قتلوا بلا ذنب لمجرد أن هناك عادة يتم استخدامها لممارسة مزيد من العنف على المرأة.
المرأة الجديدة وويبنار الثقافة الجنسية لمناهضة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث
أما مؤسسة المرأة الجديدة فأطلت أمس الثلاثاء 14 حزيران/يونيو، من خلال محاضرة إلكترونية حول الثقافة الجنسية لمناهضة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بالتزامن مع اليوم الوطني لمناهضته.
واعتبرت مؤسسة المرأة الجديدة أن هذه القضية التي تم طرحها للنقاش من خلال البث المباشر واحدة من الأزمات "المسكوت عنها" فلا يعمل عليها الكثيرين، معتبرةً أن واحد من أهم الحلول الممكنة للتعامل مع تلك الظاهرة يتمثل في العمل على التثقيف الجنسي للشباب من الجنسين، مشيرةً إلى أن هناك نحو 82% من حالات تشويه الأعضاء التناسلية للإناث تمت على يد أطباء.
واتفق المشاركين في المحاضرة الإلكترونية على أنه لا جدوى حقيقيةً من التشريعات إذا خلى الأمر من العمل على تغيير ثقافة ووعي المواطنين التي تحتوي على الكثير من الأغلاط والكوارث وفي حاجة لمزيد من العمل والأنشطة التوعوية لتوضيح حقائق الختان وتبعاته الكارثية على الفتيات، بالإضافة لضرورة العمل على نشر الثقافة الجنسية وكذلك الصحة الإنجابية.
مركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعي: التواجد بالشارع والتوعية المباشرة حل فعال
بينما رفع مركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعي في اليوم الوطني لمناهضة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث شعار جاء مضمونه أن التواجد وسط من يعتقدون بضرورة ارتكاب تلك الجريمة من أجل حماية الفتاة أو ما يسمونه "السترة" أحد أهم الحلول الجذرية والفعالة في تلك القضية باعتبار أن علاج موطن الخلل أهم بكثير من البحوث والأفكار التي تدار خارج المعنيين بالأمر.
وأكدت استشارية الصحة الإنجابية والنفسية بمركز تدوين الدكتورة راندة فخر الدين، أن الحل يكمن في العمل على القضاء على تلك العادة المتجذرة ثقافياً لدى قطاع كبير من الشعب المصري يتمثل في النزول للشارع والتحدث إلى فئات المعنية مباشرة وتعريفهم بالعقوبات الرادعة والمخاطر التي يعرضون أطفالهم لها لأن الكثير منهم بالفعل يجهل ذلك ويحتاج مساعدة المجتمع المدني من خلال الورش والندوات والجلسات التوعوية المستدامة.
الحب ثقافة: في اليوم الوطني للختان نتذكر وننعي
من جانبها اعتبرت مؤسسة الحب ثقافة أن اليوم الوطني للختان يذكر الجميع بما يحدث للفتيات التي تسرق أعمارهم بسبب ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية لهن، وأن العمل على مناهضة تلك الجريمة هو إنساني بالدرجة الأولى لحماية البشر من التشوهات الفكرية والثقافية القائمة.
وفي تدوينة لهم احتفاءً بهذا اليوم عبر صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أكدوا أن مقتل بدور شاكر أثناء تحضيرها لعملية تشويه أعضائها التناسلية جاء نتيجة جرعة مخدر زائدة في 2007، وهو ما تسبب في إثارة حالة من الجدل الواسع تركت بصماتها في المجتمع ونتج عن تلك الحادثة عدد من التغيرات في التعامل مع تلك الجريمة منها صدور قرار نقابة الأطباء بحظر ممارسة ختان الإناث على أيادي الأطباء أو الممرضين، وتلا ذلك تجريمه وفقاً للمادة 242 مكرر من القانون المصري.
اللجنة الوطنية تطلق الدورة الثانية لجائزة الرواد للقضاء على الختان
فيما أعلنت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الاناث بالتزامن مع اليوم الوطني لمناهضة الختان عن إطلاق الدورة الثانية لجائزة الرواد المقررة كجزء من عملها في عام 2020 لتخليد إرث الرواد الأوائل في محاربة تلك الظاهرة.
وتستهدف اللجنة الوطنية التي يتشارك رئاستها المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للأمومة والطفولة من هذه الجائزة الاحتفاء بالجهود التي تقوم بها المؤسسات المجتمعية التي تعمل على الحيلولة دون وقوع جريمة ختان الإناث من خلال تنمية الوعي بتلك القضية وتشجيع المحاربين الجدد لها.