مشاركات من المنتدى النسائي تؤكدن على أهمية وحدة الصف النسائي

تناول المنتدى النسائي الذي نظمته رابطة نوروز الثقافية والاجتماعية في لبنان بمشاركة منظمات نسوية من لبنان وسوريا وفلسطين المستجدات الأخيرة في المنطقة وتداعياتها على النساء.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ دعت مشاركات في المنتدى النسائي إلى ضرورة التحرك من جميع المنظمات والجمعيات النسائية لتحديد أولويات البرامج وإطلاق نداء وحدة الصف النسائية لحماية حقوق النساء في ظل المرحلة الراهنة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط.

نظمت رابطة نوروز الثقافية الاجتماعية في لبنان منتدى نسائي، أمس السبت 8 شباط/فبراير، تحت عنوان "المستجدات الأخيرة في المنطقة وتداعياتها على النساء"، بمشاركة ممثلات من جمعيات نسائية لبنانية وفلسطينية وكردية، بالإضافة إلى هيئات من المجتمع المدني.

وعلى هامش المنتدى، قالت مسؤولة لجنة المرأة في الرابطة حنان عثمان لوكالتنا "ركز المنتدى على ثلاثة محاور، الوضع في لبنان في ظل الانتهاكات الإسرائيلية وما خلفه من تداعيات خطرة على الوضع العام والنساء بشكل خاص، والوضع في سوريا بشكل عام وعلى النساء وخصوصاً في إقليم شمال وشرق سوريا وما تتعرض له المرأة الكردية في تلك المنطقة من هجمات الدولة التركية".

وتابعت "كما تطرقنا إلى الوضع في فلسطين في ظل الخطة الخطيرة جداً التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهي مؤامرة إخراج أهل غزة إلى دول الجوار، وبشكل عام لدينا سياسيات وتداعيات خطيرة جداً للخطط التي يتم رسمها في منطقتنا عبر القتل والاغتصاب والحروب التي تمارس على الشعوب وبالدرجة الأولى يكون تأثيرها على النساء والأطفال من تغيير ديموغرافي خطير للغاية، وعنف ممنهج يمارس على النساء بالوطن وضمن الأسرة التي يعيشون فيها، فكان من الضروري جداً التنويه بهذه الأمور، ولفتنا الانتباه في نهاية الندوة إلى ضرورة التكاتف والتضامن وتنظيم أنفسنا لتكون وحدتنا قوية، لأنه في حال عدم وحدتنا فلا نستطيع مواجهة هذه المخاطر الشرسة ضد بلداننا وشخصياتنا وتنظيماتنا وقوة المرأة وإرادتها".

بدورها قالت مديرة العلاقات العامة في جمعية المرأة الفلسطينية الخيرية سعاد عبد الرحمن إن "المطلوب هو الوعي في ظل هذه المرحلة التي تمر بها مناطقنا بلبنان وسوريا وكل الدول العربية، لأن هناك ما يحاك ضد هذه المناطق لاستعمارها واحتلالها ولتمرير مشاريع استيطانية، فمن هنا يأتي الوعي ويجب على الجميع العمل على توعية أطفالهم وأحفادهم لما يجري في هذه المنطقة وعدم الانجرار وراء هذه المؤامرات ضد شعوب المنطقة وأوطاننا، وخصوصاً في ظل المرحلة القادمة".

وتابعت "يجب على كل امرأة توعية الأجيال القادمة والاطلاع على ما يجري في المنطقة من مؤامرات وتوعية المجتمع أيضاً، ويأتي التشبيك النسوي من منظمات عدة موجودة في العمل الاجتماعي أو السياسي، وعليها دوماً إصدار بيانات وعدم الموافقة على أي قرارات تطرح من الجهات المعتدية ومواكبة ما يجري على الأرض وتنظيم تحركات اجتماعية والتشبيك الداخلي والدولي".

من جانبها قالت عضوة أكاديمية جنولوجي على مستوى الشرق الأوسط زهيدة معمو وقد حضرت الندوة مع مجموعة من الناشطات اللواتي تتابعن دراسة هذا العلم في لبنان لوكالتنا "نعمل في مجال جنولوجي منذ فترة في لبنان، وهدفنا تطويره مع النساء اللبنانيات، لأن هذا العلم يهدف إلى تمكين النساء وتطوير الفكر والإيديولوجيا لدى النساء، لذا نقوم بأبحاثنا عن سيسيولوجيا المرأة اللبنانية وبشكل عام والواقع الذي عاشته المرأة اللبنانية وما الخطوات المفترض أن تسلكها للخروج من الوضع القائم سواء من حالة الحرب أو الحالة المجتمعية السائدة في البلد، فمن المهم تعميق أبحاثنا وتشبيك العلاقات مع المنظمات والجمعيات والمؤسسات النسائية للوصول إلى تكاتف نسائي بين النساء السوريات والكرديات واللبنانيات للوصول إلى أهدافنا المرجوة، ومدى تطوير عملنا النسائي وأن نكون ضد النظام الحاكم لجهة الهيمنة الذكورية على منطقة الشرق الأوسط".

وتابعت "نحن موجودون في هذه المحاضرة ليكون لنا بصمة ودور في العمل الذي نقوم به، وأن يكون لنا رأي ونظرة تحليلية للأحداث التي تحصل، ومن المهم العمل على هذا الموضوع واستحداث برنامج للعمل معاً للوصول إلى أهدافنا المرجوة".

وقالت رئيسة جمعية مساواة ـ وردة بطرس للعمل النسائي في لبنان ماري الدبس لوكالتنا "نتناول بشكل أساسي الوضع السياسي والوضع بشكل عام على صعيد المنطقة وانعكاسات هذا الوضع على المرأة، انطلاقاً من الأحداث الأخيرة في لبنان، حيث أتحدث عن الواقع اللبناني مع مداخلة أساسية حول المشروع الأميركي الذي تحاول الولايات المتحدة تطبيقه في العالم العربي وهو مشروع الشرق الأوسط الجديد، والذي يهدف بشكل عام إلى تفتيت هذا العالم على أسس طائفية ومذهبية للسيطرة على كامل الثروات في المنطقة، وبالتحديد في لبنان ما جرى من اكتشاف للغاز والبترول في البحر، حيث تحاول إسرائيل السيطرة عليه بالاتفاق مع أمريكا".

وتابعت "انعكاسات هذا الوضع المعقد والمتأزم كبيرة على المرأة، وخصوصاً في المرحلة الأخيرة من 17 أيلول وحتى وقف إطلاق النار، والهجمات الإسرائيلية على أرضنا، وتبين عملياً أن هناك مليون ومئتي ألف لبناني تم تهجيرهم وأكثر من نصفهم من النساء، وكان هناك نوع من عدم الانتباه من الحكومة في هذا المجال، وعلى الرغم من أن الحكومة كانت تتجهز منذ أكثر من عام لهذه الهجمات وتطورها، لكن التحضيرات كانت لخمسة آلاف شخص فقط، وكان وضع النساء في المدارس والمجمعات خصوصاً كان مزعجاً من كافة النواحي، فلا حرية فردية وهناك عنف من أشكال عدة، ولا اهتمام بطريقة العيش بشكل عام".

وأشارت إلى أن "المسألة الثانية الأساسية أن هناك نساء قتلن، وقد أحصينا ووفقاً لما نشر في الجرائد والمنصات الإعلامية وهو رقم ليس نهائياً، هو 600 امرأة من 17 أيلول وحتى أواخر تشرين الثاني أي خلال شهرين، وأكثر من 1000 جريحات بجراح خطيرة ومتوسطة، كما وهناك مفقودات لا نعرف مصيرهن، وبنفس الوقت هناك تأثير لأن مجموعة كبيرة من النساء توفوا أزواجهن في الحرب، وأصبحن بلا منازل وخصوصاً في الجنوب والبقاع، بالإضافة إلى العنف بكافة أشكاله والذي تزايد".

وفي ختام حديثها، شددت ماري الدبس على ضرورة التحرك من قبل جميع الجمعيات للوصول إلى تحديد أولويات برنامجنا في هذه المرحلة والعمل معاً للخلاص من هذه الأزمة الكبيرة التي نعيشها"، داعية إلى إطلاق نداء وحدة الصف النسائية من أجل منع المحتل من استخدام الحروب للسيطرة على البلدان وثرواتها ومواجهة مؤامرة الترانسفير والشرق الأوسط الجديد.

وفي هذا السياق قالت الناشطة النسوية ومنسقة مؤتمر ستار في لبنان ليلى عفرين "نظمنا هذا المنتدى على أساس وضع المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا وسوريا بالكامل، ولنقيم من خلاله واقع المرأة وما تتعرض له من هجمات واستهداف والبحث في سبل إيقاف هذه التجاوزات بحق المرأة".

وأشادت بثورة المرأة في إقليم شمال شرق سوريا وحاربت داعش، لافتةً إلى ما تمر به المرأة في مرحلة وصفتها بالمصيرية "على المرأة السورية أن تناضل في هذا الوقت لتأخذ دورها في بناء سوريا الجديدة وتحمي إرادتها وحريتها، فنحن لا نقبل بحكومة تسعى لقمع إرادة الشعوب والمرأة لذا توحيد صفوفنا في هذه المرحلة ضرورة ملحة".