النساء بانتظار خطوات جادة وواضحة من أجل تحقيق السلام

طالبت النساء المشاركات في مسيرة "الحرية من أجل السلام" التي نُظمت في ديار بكر "آمد" بشمال كردستان بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، مؤكدات أن الحروب لم تجلب سوى الفقر والأزمات الاقتصادية، وأن المرأة لها دور في تحقيق عملية السلام في الشرق الأوسط.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ نظّم حزب المناطق الديمقراطية DBP وحزب الشعوب للمساواة والديمقراطية DEM مسيرة "الحرية من أجل السلام" في 8 شباط/فبراير في ميدان تقسيم بإسطنبول، وهتف آلاف الأشخاص بشعارات تطالب بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان.

شارك الآلاف من المدنيين في مسيرة "الحرية من أجل السلام" مطالبين بالحل للقضية الكردية، ودعا السياسيون الذين ألقوا الخطابات إلى إنهاء العزلة المستمرة في إمرالي واتخاذ خطوات ملموسة، لكن بعد تدخل الأمن أصيب 5 أشخاص، بينهم أمهات السلام، وتعرض العديد من الشباب للضرب والاعتقال.

 

"على جميع القطاعات اتخاذ خطوات"

قالت أم السلام آسيا تاي، التي شاركت في المسيرة من سيلوبي، إنهن كأمهات تناضلن من أجل السلام منذ سنوات وأنهن شاركن في المسيرة للتعبير عن هذا المطلب مرة أخرى "أدعو جميع دول العالم لإيجاد حلول للقضايا العالقة، نقول كفى مجازر وحروب، فليكن هناك سلام من الآن فصاعداً ولا ينبغي لأحد أن يدعم الحرب، نوجه هذا النداء إلى جميع الأطراف المعنية أن تتخذ خطوات لمنع احتراق قلوب الأمهات".

وأضافت "ليُبنى سلام صادق وراسخ، لا ينبغي لهم أن يخدعونا بتسميته سلاماً ثم يعاودون الحرب مرة أخرى، لا نقبل مثل هذه الحرب، على الذين يتحلون بمبدأ أخوة الشعوب والإنسانية أن يتقدموا في هذه العملية، لا ينبغي أن تصل الجنازات إلى باب أحد بعد الآن".

ولفتت آسيا تاي إلى أنه "في إقليم شمال شرق سوريا، الأمهات هناك تدفنّ جثث أبنائهن الذين كانوا يقاومون على سد تشرين، لذلك على كل من ينادي بالسلام اليوم أن يستجيب لهذه الدعوة، ولكن كما قلت، نريد سلاماً راسخاً وموثوقاً ومضموناً، دعونا ننطلق بهذه المسيرة بإيماننا ومحبتنا، لا تدعوا قلب الأم يحترق بعد الآن".

 

"يجب بناء تعايش سلمي"

من جانبها أشارت إسراء طاش إلى أن السلام ليس مجرد كلمة، داعيةً إلى اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الصدد، وأن مشاركتها في المسيرة من أجل تحقيق السلام للنساء والأطفال والشعوب، كون البلاد في أشد الحاجة إلى السلام في هذه اللحظات "نريد أن نعيش بحرية ونستخدم لغتنا الأم ونعيش في بلاد خالية من الأزمات الاقتصادية".

وأكدت "لا نريد السلام للشعب الكردي فقط، فهذه ليست مشكلته لوحده، نحن نناضل من أجل مساحة يمكن لجميع الشعوب أن تعبر فيها عن مطالبها بحرية، نحن هنا من أجل المطالبة بتوفير ظروف ملائمة تمكننا جميعاً من العيش معاً، ومن أجل وقف قتل النساء والأطفال، نحن هنا من أجل تحديث القوانين للحفاظ على حياة النساء، ونحن هنا مرة أخرى للتعبير عن معارضتنا لنظام الوصاية واغتصاب الإرادة، سنستمر في المطالبة بإرادتنا ولغتنا الأم وحياتنا".

 

"إمرالي هو المحور"

بدورها قالت هفرين تورك، التي شاركت في المسيرة من ماردين، إن محور السلام هو القائد عبد الله أوجلان "كنساء مشاركات في هذه المسيرة نعتقد أنه يجب اتخاذ خطوات ملموسة من أجل تحقيق السلام، نعلم جيداً أن الحرب لن تنتصر لأي طرف".

وأضافت "من خلال هذا التجمع، جاء الناس هنا لينادوا مرة أخرى بمطلبهم طويل الأمد من أجل السلام، ويؤكد الشعب أنه مع السلام وأن الطريق إلى ذلك من خلال إمرالي، فالحرب لم تجلب شيئاً لأحد، نحن نناضل من أجل السلام منذ سنوات، والنساء هن الطرف الأكثر تضرراً من الحرب، وفي هذه المرحلة، نعلم أن للمرأة دوراً عظيماً في تحقيق السلام، فهي تضطلع بهذا الدور منذ سنوات".

 

"الحرب لا تفيد الشعوب"

كما أكدت عائشة آيدن أن الحرب لا تعود بأي فائدة على الشعوب "من أجل وقف الحرب، علينا أولاً وقبل كل شيء أن نكون متحدين، هذه المشكلة عمرها مائة عام، ولن تُحل إذا تراجعنا خطوة إلى الوراء في يأس دون وحدة، يجب أن تثق جميع المنظمات غير الحكومية والأحزاب السياسية وتدعم هذه الخطوة، يجب حل هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن".

ولفتت إلى أنها "كأم وكامرأة جئت إلى هنا من أجل أن يعيش أطفالي في المستقبل بسلام وحرية التي لم نعشهما، يجب على الجميع دعم هذا المطلب كلً في مجاله، لقد جلبت الحروب الفقر والموت والأزمات خاصة في الشرق الأوسط إلى جانب مشاكل أكثر من الفوائد، كان هناك الكثير من القتلى من النساء والأطفال، هناك الكثير من الضحايا، بالإضافة لحدوث أمور خطيرة للغاية من الناحية الإنسانية ستسجل في التاريخ".