ملصقات في جامعة حلب تدعو "للباس الشرعي"

شهدت جامعة حلب في الأيام القليلة الفائتة حملة دعوية لملصقات جدارية تُبينُ فيها "لباس المرأة الشرعي والغير شرعي"، وأشعلت هذه الحملة جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي.

سيرين محمد

حلب ـ بعد تولي جهاديي هيئة تحرير الشام زمام الحكم في سوريا بدأت بفرض أفكارها الإسلامية المُتشددة بالدين، ففي الأيام القليلة الفائتة بدأ أشخاص بإلصاق "ملصقات" في جامعة حلب تبين فيه "لباس المرأة الشرعي والغير شرعي" مما أشعل جدلاً واسعاً حول خلفية وهدف هذه الأفكار.

تُبين الصورة المنشورة لباس المرأة المُحجبة، من جهة مُغطاة بلباس أسود لا يُظهر شيء من ملامحها، وفي الطرف المقابل صورة للباس امرأة مُحجبة يصفه الملصق بأنه "غير شرعي ولا يرضي الله".

ورافق الملصق المنشور على جدران الجامعة عدة عبارات تشير إلى أجزاء الحجاب واللباس الغير شرعي "حجاب مُزين ويكشف الوجه، يظهر أجزاء من الجسد، يبرز مفاتن الجسد، ضيق ومزين ويلفت الأنظار، يكشف القدم"، وفي المقابل اللباس الغير شرعي" حجاب يستر الوجه والرأس كله، يستر اليدين وكامل الجسد، يخفي مفاتن الجسد، غير مزين ولا يلفت الأنظار يستر القدم"، وهو النقاب، واُختتم المُلصق بأية من القرآن "وما خلقت الجِنَ والإنسَ إلّا ليعبدونِ".

ونُشر الملصق في عدة أماكن من جامعة حلب، عند كلية الكهرباء، وكلية الهندسة المدنية، وكلية الطب البشري، بجانب المكتبة المركزية وكلية الهندسة الزراعية، ويُذكر أن "الأمانة العامة للشؤون السياسية" فرع جامعة حلب يحظر تعليق أو إلصاق أي صور أو إعلانات إلا بأخذ موافقته وأذنه، هذا يُبيّن أن له علم في هذا الأمر ووافق على نشر هذه الأفكار الدعوية والراديكالية.

 

"الدعايات المتطرفة للحكومة المؤقتة تعارض فكر المرأة الحرة"

تعليقاً على ذلك استنكرت عضوة منسقية مؤتمر ستار بحلب ريحان علو هذه السياسات التي تُمارس ضد المرأة في المجتمع والتي تعمل على قمع حريتها ودورها وتجعلها حبيسة عباءتها السوداء، وقالت أن "هذه المُلصقات التي تُنشر في جامعة حلب تُقيد دور وحرية المرأة والطالبات، هذه المُلصقات تدعوا إلى عدم إظهار المرأة لوجهها ويديها وحتى صوتها".

وأشارت إلى أن هذه الأفكار ليست من الإسلام المُعتدل وإنما وليدة أفكار متطرفة ومتشددة، ولا يوجد للحكومة المؤقتة أي قبول لدور المرأة في المجتمع "نحن نساء مدينة حلب كنا ولا زلنا نسير على خطى وفلسفة المرأة، الحياة، الحرية، وفي إدارتنا الذاتية يوجد دور للمرأة في كافة المجالات من الناحية السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية برز دور المرأة المحوري والفعال، ويجب أن يكون للمرأة دور أساسي في بناء الوطن الجديد الديمقراطي".

وبالطبع كل هذه الحملات والدعايات المتطرفة تُعارض فكر المرأة الحرة وإنسانتيها فلا يوجد نص في القرآن يدعوا المرأة إلى تغطية وجهها بالطريقة التي ينشرها المتشددون.

ويُذكر أن الحكومة المؤقتة فرضت حظر مرافقة شاب لفتاة ليست من "محارمه" أو لا توجد صلة قرابة بينهما، فيقوم الأمن العام بإيقاف الفتاة والشاب اللذين يمشيان سوياً ويجبرانهما على إبراز البطاقة الشخصية للتأكد من صلة قرابتهما، وإذا لم تكن هناك صلة قرابة أو صلة دم بينهما يتم احتجازهما.

ويُذكر أيضاً أن عند سقوط نظام البعث بدأت مجموعات من النساء في محيط قلعة حلب وساحة سعد الله الجابري والحديقة العامة بإعطاء النساء الغير مُحجبات "عباءات ونقاب" ودعونهن للباسه لكيلا "يغضبنَ الله" على حد قولهنَ.