مخاوف من مصير مجهول تواجهه ناشطة سعودية

دعت منظمة العفو الدولية السلطات السعودية إلى الكشف عن مصير ومكان وجود الناشطة مناهل العتيبي، التي حُكم عليها بالسجن لمدة 11عام بسبب دفاعها عن حقوق المرأة في السعودية.

مركز الأخبار ـ كثفت السلطات السعودية من حملتها القمعية على حرية التعبير خلال السنوات القليلة الماضية، وأصدرت أحكاماً بالسجن ضد عشرات الناشطين بسبب تعبيرهم عن رأيهم على وسائل التواصل الافتراضي أو دعمهم لحقوق الإنسان.

حكم على مدربة اللياقة البدنية والناشطة السعودية مناهل العتيبي البالغة من العمر 30 عاماً بالسجن لمدة 11عام بعد جلسة مغلقة في المحكمة الجزائية الخاصة في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، لدعمها حقوق المرأة، وتم توجيه تهم إليها "بالدعوة عبر وسائل الإعلام الرقمية إلى إنهاء نظام ولاية الرجل في المملكة العربية السعودية"، و"مشاركة مقاطع فيديو لنفسها وهي ترتدي ملابس غير أخلاقية" و"الذهاب إلى المتاجر دون ارتداء اللباس الإسلامي".

وكانت مناهل العتيبي قد أجرت مكالمتها الهاتفية الأخيرة مع عائلتها في الخامس عشر من كانون الأول/ديسمبر 2024 ومنذ ذلك الحين لم تتم الإجابة على الطلبات التي قدمتها عائلتها للاتصال بسلطات السجن وهيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية للحصول على معلومات عنها.

ويمثل رفض السلطات الكشف عن مكان وجود مناهل العتيبي بمثابة "اختفاء قسري" وهي جريمة بموجب القانون الدولي.

وقالت مديرة حملات منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط بيسان فقيه، إن المخاوف بشأن سلامة مناهل العتيبي تصاعدت بسرعة خلال الشهرين الماضيين، لذلك يجب على السلطات السعودية الكشف بشكل عاجل عن مكان وجودها وضمان الوصول غير المقيد إلى عائلتها، وإلغاء إدانتها الخاطئة.

ودعت السلطات السعودية إلى الإفراج الفوري ودون قيود أو شروط عن مناهل العتيبي وجميع المعتقلين تعسفياً وادينوا ظلماً بمجرد ممارستهم لحقوقهم الإنسانية، مؤكدةً أنه حتى يتم إطلاق سراحها يتعين على السلطات الكشف عن مكان وجودها وضمان سلامتها وحصولها على الرعاية الطبية المناسبة.

وسبق أن تعرضت مناهل العتيبي للاختفاء القسري لمدة خمسة أشهر، بين الخامس تشرين الثاني/يناير 2023 و14نيسان/أبريل 2024.

وفي آب /أغسطس 2024، تم احتجازها وعزلها عن العالم الخارجي لمدة شهر وتعرضت للتعذيب وغيره من المعاملة السيئة خلال تلك الفترة، وعندما تمكنت من الاتصال بعائلتها قالت، إنها تعرضت للتعذيب الجسدي من قبل السجناء والحراس، وتم احتجازها في الحبس الانفرادي. 

وقالت فوزية العتيبي، إن شقيقتها تعيش كابوساً حقيقياً "نحن قلقون عليها خاصةً بعد تعرضها للتعذيب والانتهاك الجنسي وأشهر من السجن الانفرادي، وسوء المعاملة والإهمال الطبي"، مشيرةً إلى أن كل هذه الانتهاكات حدثت بينما كانت معزولة تماماً عن العالم الخارجي.

وأوضحت أن رغم ظروف السجن السيئة تم تشخيص إصابة مناهل العتيبي بمرض التصلب المتعدد، وهي حالة عصبية مزمنة أصيبت بها بعد أن شهدت اعتقال شقيقتها الكبرى مريم العتيبي.

وتواجه فوزية العتيبي أيضاً اتهامات مماثلة لشقيقتها مناهل العتيبي، لكنها فرت من السعودية خوفاً من الاعتقال بعد استدعائها للاستجواب في عام 2022.