ماهي قصة العائلة الكردية التي قُتلت في قرية قشلة يوسف باشا؟

تضليل ممنهج لجريمة قتل ثلاثة أفراد من عائلة كردية في ريف منبج المحتلة بإقليم شمال وشرق سوريا، لتظهر فيما بعد حقيقة الحادثة.

سيلفا الإبراهيم

الحسكة ـ هُجروا من شمال كردستان إلى سوريا خلال الحروب التي كانت تدار في العهد العثماني وبعد تعايشهم واندماجهم مع المجتمع السوري قتلوا على يد أحفاد العثمانيين.

عُثر في 30 كانون الأول/ديسمبر 2024، على ثلاثة جثث لعائلة كردية في قرية "قشلة يوسف باشا" التابعة لبلدة أبو قلقل الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا، كانوا قد قتلوا على يد مرتزقة الاحتلال التركي، والضحايا هم كل من فطومة الشامان في العقد السابع من عمرها وزوجها محمد خليل في العقد السابع وابنهما سليمان في العقد الثالث من عمره.

وأفادت قوات سوريا الديمقراطية بأن المرتزقة قتلوا العائلة عند منعهم من سرقة منزلهم. وقد وقعت جريمة القتل قبل انسحاب المرتزقة من قرية "قشلة يوسف باشا" في وقت كانت تتقدم فيه قوات سوريا الديمقراطية باتجاههم.

هذه العائلة من تفرعات ثلاثة عوائل كردية والتي تعود أصولها إلى منطقة موش في شمال كردستان، لكنهم هُجروا إلى سوريا أثناء الحروب التي كانت تدار في العهد العثماني عندما لم يكون هناك حدود تفصل بين شمال كردستان وغربها لأنها كانت محتلة بالكامل من قبل الدولة العثمانية آنذاك، وقد بنت هذه العوائل الثلاثة حينها قرية "قره سجه" التي تتبع لبلدة أبو قلقل في مدينة منبج المحتلة في إقليم شمال وشرق سوريا.

واستطاعت هذه العائلة الاندماج مع المكون العربي في سوريا وأصبحوا جزء من نسيجهم الاجتماعي فقد حدثت بينهم علاقات اجتماعية وتزاوج، ولكن بفعل الاقصاء اللغوي الذي كانت تمارسه حكومة البعث أفقدهم قدرتهم على التحدث بلغتهم الأم، ولكن رغم ذلك حافظوا على إرثهم الثقافي وزيهم الفلكلوري وعاداتهم الكردية.

ومع الاندماج الذي حدث بين المكونين العربي والكردي، توزعت أفراد وأحفاد هذه العوائل في القرى المجاورة لقريتهم كقرية "السكاوية" و"قشلة يوسف باشا" والبعض منهم بقي في قرية "قره سجه" والبعض منهم عاد إلى مسقط رأسه إلى منطقة موش في شمال كردستان، وحتى العقود الماضية قبل الأزمة السورية كانت هذه العوائل تتبادل الزيارات بجوزات سفر رسمية.

وكانت تعرف هذه العوائل بتعايشها المشترك مع المكونات الأخرى فرغم أنها بنت قرية خاصة بها "قره سجه"، إلا أنها استقبلت عوائل عربية من عشيرة البوبنا في قريتها، ولكن لأن مرتزقة الاحتلال التركي يحمل حقداً دفيناً تجاه الشعب الكردي أصبحوا هدفاً لهم وقاموا بقتلهم دون أي رادع ورموا بجثثهم على الأرض بعد أن فشلوا في محاولة سرقتهم قبل انسحابهم من قرية "قشلة يوسف باشا".

وقد اتهمت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، قوات سوريا الديمقراطية بأن الأخيرة هي من أقدمت على قتل العائلة ولكن قوات سوريا الديمقراطية نفت ادعاءات الشبكة، ووصفته بالتضليل الممنهج لإخفاء جرائم المرتزقة التي كانت تسيطر على القرية أثناء وقوع الجريمة، مضيفة "قوّاتنا التي دخلت القرية وقامت بتطهيرها من مرتزقة ما تسمى (العمشات والحمزات) قبل نحو عشرة أيام، فوجئت بوجود جثث لثلاثة مدنيين (محمد الخليل الأيوب وزوجته فطومة الشامان وابنه سليمان) تم تصفيتهم على أيدي المرتزقة بعد منع الأخيرة من سرقة منزلهم وممتلكاتهم".