'الفكر الثقافي يولد من جديد بعد سقوط النظام'

الأدب أحد أشكال التعبير عن عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره بأرقى الأساليب، كما أنه يفتح أبواب القدرة على التعبير وليكوّن إرثاً للأجيال القادمة.

روشيل جونيور

السويداء ـ سلطت الطبيبة والأديبة السورية نجاة عبد الصمد الضوء في محاضرتها بعنوان "أسفار الروايات"، على المعاناة التي كابدها الشعب السوري خلال الأزمة من نزوح ودمار وتشريد.

مع بداية الأزمة السورية اضطرت الطبيبة والأديبة نجاة عبد الصمد من مدينة السويداء للهجرة إلى بلاد أكثر أماناً واستقرار تُحترم فيها المرأة، إلا أنها عادت بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي إلى مسقط رأسها.

وألقت أمس السبت الرابع من كانون الثاني/يناير محاضرة بعنوان "أسفار الروايات"، حيث نسجت في رواياتها حكاية النفوس والأجساد في الوقت الذي أجبر فيه الشعب السوري على مواجهة كل ضروب الانكسار والحزن والشقاء بحثاً عن الحرية والحقوق المسلوبة، كما تناولت في مسيرتها الأدبية قضايا تهم المرأة، حيث ألقت الضوء على القواعد والأحكام التي يفرضها المجتمع على النساء.

وعن بداية ضلوعها في المجال الثقافي قالت نجاة عبد الصمد "تبدأ الأمور بفكرة ثم تتشعب وتتكاثر لتأتي من القراءات والتأملات البشرية والإحساس بمعاناة الآخرين إلى حمل قضايا الإنسان، لكن هذه القضايا لن يقدم بشكل سياسي بل تقدم مادة بجمالية عالية، وأيضاً يقدم الأديب رسالته التي تصاغ ببطء فقد تستغرق كتابة الرواية سنين حتى تكتمل بشكل متوازن"، لافتةً إلى أنها تطمح لكتابة أعمال تغير حال القارئ للأفضل.

وعن الفئة التي توجه إليها كتاباتها قالت "أولاً أكتب لنفسي حتى تطمأن، ثانياً لجيل الشباب وللجيل القادم، وسأكتب عن هذه المرحلة بالتحديد فقد وجدنا فيها خلل ما وهي بحاجة لتصحيح، والكتابة عملية طويلة ومستمرة تحتاج لجهد وتجعل الجيل القادم يتساءل حول الخلل وسيحاول إصلاحه". 

بعد صدور رواية "بلاد المنافع" عام ٢٠١٠ كتبت نجاة عبد الصمد في نهايتها "يتبع"، "كنت سأبدأ بالجزء الثاني منها ولكن بدأت الثورة السورية عام 2011 كل ما حولنا تغير فمن رواية "بلاد المنافع" بمروياتها الثلاث "غونيكيات سورية" و"حنان الحرب" و"منازل الأوطان" تمكنت من إيصال ألم الشعب السوري وقهره إلى أنحاء العالم وخصوصاً المرأة التي تتلقى الصدمات وتكون الجندي المجهول الذي يتصرف بعفوية ولكن بمنتهى الحكمة لتخرج من كل المآسي والخسارات، هذا ما كان لابد من توثيقه".