'لن ننسى الألم والمعاناة التي سببها حريق عامودا'

استذكر أهالي مدينة عامودا في شمال وشرق سوريا حريق سينما عامودا، وقالت النساء المشاركات في الفعالية أن المجتمع الدولي لا يقوم بعمله لوقف الانتهاكات التي لا تزال مستمرة بحق الشعب الكردي

نسرين كلش   
قامشلو ـ .         
بتاريخ 13 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1960، تم إحراق سينما شهرزاد في مدينة عامودا بشمال وشرق سوريا، هذه المجزرة أصبحت مأساة في أذهان الشعب الكردي، خاصةً أنه تم التخطيط لها فالمسؤولون في النظام السوري أجبروا الأطفال وعددهم 500 طفل على حضور فيلم بعنوان "جريمة في منتصف الليل"، مع العلم أن السينما لا تتسع لأكثر من 200 شخص.
وعلى إثر نشوب الحريق في الصالة احترق 283 طفلاً تتراوح أعمارهم بين ثمانية أعوام وأربعة عشر عاماً.   
استذكر اتحاد المثقفين ولجنة الأطفال في الساحة الاجتماعية ومركز الثقافة والفن في ناحية عامودا اليوم السبت 13 تشرين الثاني/نوفمبر مجزرة سينما عامودا وذلك في ناحية عامودا، وخلال الفعالية أصدرت لجنة الأطفال في الساحة الاجتماعية بياناً إلى الرأي العام. 
وجاء في البيان أن "التاريخ الذي حدث في قلوب وعقول المجتمع الكردي باعتباره يوم الإبادة الجماعية للأطفال، هذا الحدث لم ولن ينسى، الفاجعة التي عرفت في الذاكرة الكردية باسم حريق سينما عامودا والتي تمت بدعوة من مدير ناحية عامودا لحضور أطفال المدرسة لمشاهدة فيلم سينمائي، وإجبارهم على الحضور في سينما شهرزاد". 
واستعرض البيان تفاصيل الحادثة "أثناء عرض الفيلم اندلعت النيران في جدران وأسقف الصالة نتيجة الحريق الذي اندلع بأوامر من النظام السوري وخلال دقائق أدى هذا الحريق إلى قتل 283 طفل وفي أقل من نصف ساعة أنهار السقف وتحولت أجسادهم إلى رماد وكانوا كرداً وعرباً وسرياناً، واحترق حتى منقذها البطل محمد سعيد دقوري والذي قام بإنقاذ 12طفل ودفن رمادهم في مقبرة شرمولا".   
وأكد البيان أن الشعب الكردي لا ينسى صرخات الأطفال "61 عاماً مضت على هذه الفاجعة التي ضجت المدينة بأصوات أطفالها وصراخ الأمهات، وهذه العقلية القاتلة لا زالت حتى اليوم نفس العقلية ويمارسون نفس الأساليب في جميع مناطق شمال وشرق سوريا، ولكن علينا أن ننظم أنفسنا ونبني مستقبلاً مشرقاً لأطفالنا ونكون راية الحرية والسلام، وهذه المجزرة ستكون نقطة سوداء في ملف النظام السوري". 
واختتم البيان بالقول "بهذا اليوم المؤلم نطالب المجتمع الدولي وكافة القوى المجتمعية والسياسية القيام بواجباتها وحماية حقوق أطفالنا". 
على هامش الفعالية قالت لوكالتنا مهرجان ملا "هذا اليوم ترسخ في قلب وعقل كل كردي من قسوة ما حدث، حيث اندلعت النيران أثناء مشاهدة الفيلم لتحرق أجساد الأطفال وأحد هؤلاء الضحايا كان أخي". وبينت أنهم يستذكرون المجزرة في كل عام "كل سنة نتحدث عن هذه المجزرة ولكن الذي يحزنني أن المجازر مستمرة بحق الكرد حتى اليوم، ففي كل سنة نتذكر هذه المجزرة يكون في قلوبنا حزن جديد".
وأضافت "نتعرض للمجازر والإبادة كما في سري كانية وتل أبيض وعفرين"، وناشدت المنظمات الدولية لمحاسبة المتورطين في هذه المجازر "أناشد الدول التي تهتم بحقوق الإنسان أن تأخذ موقفاً اتجاه هذه المجزرة التي لا زالت مستمرة حتى اليوم ولم يفتح ملفها، وأطالب السلطات بمحاسبة المجرمين الذين أحرقوا طفولة أولادنا".                                            
وفي ختام حديثها أكدت أن "هذه المجازر تزيدنا قوة وشجاعة، ومهما حصل لن نتخلى عن أرضنا التي بنيت بدم شهدائنا ونحن نعتز بهم، هم فخرنا وقوتنا والدافع الذي نستيقظ كل صباح من أجله".    
من جهتها قالت الإدارية في لجنة الأطفال في الساحة الاجتماعية جوليا خلو "مضى 61 عاماً على هذه المجزرة التي أحرقت أجساد أطفالنا الكرد والعرب والسريان، تلك الفاجعة التي ستظل في أذهاننا حتى مماتنا". 
وبينت أن المجزرة تدل على الذهنية الشوفينية للنظام "مر61 عاماً على تلك المجزرة، دون الكشف عن السبب وعن مرتكبي هذه الجريمة، أو إجراء تحقيق جدي بشأنها، لم يدفع أحد ثمن هذه المجزرة".
واختتمت بالمطالبة بإيقاف الانتهاكات بحق الأطفال "نطالب جميع دول العالم التي تنادي بحقوق الطفل أن تقوم بواجبها حيال الانتهاكات التي ترتكب بحق أطفالنا، وأن تقف أمام جميع هجمات الدولة التركية التي تستهدف جميع الشعوب في شمال وشرق سوريا".