لمواجهة التحديات المشتركة منسقات المسيرة العالمية تؤكدن على التضامن بين النساء

شددت منسقات القارات الخمس خلال الجلسة الافتتاحية للقاء الدولي، على ضرورة الوقوف على الإشكاليات الحقيقية المعرقلة للنساء والتي عادة ما تبدأ من العائلة.

زهور المشرقي ونزيهة بوسعيدي

تونس ـ في ظل استمرار الأنظمة الليبرالية استغلال قضايا النساء خدمة لأجندات سياسية، تطرقت المشاركات في اللقاء الدولي للمسيرة العالمية للنساء إلى وضع المرأة في مختلف دول العالم والتي وصفت بالصعبة، مؤكدات أن الوضع الحالي لا بد أن تتم مجابته بالمقاومة المنظمة بين نسويات العالم والمنظمات الداعمة لهن.

شددت منسقات القارات الخمس خلال الجلسة الافتتاحية للقاء الدولي الذي انطلق، اليوم الأربعاء 26 نيسان/أبريل، على ضرورة الوقوف على الاشكاليات الحقيقية المعرقلة للنساء والتي عادة ما تبدأ من العائلة ويغذيها النظام الأبوي المستبد.

وأشارت المنسقات إلى أنه تبين أن المشاغل النسوية في أفريقيا، والشرق الأوسط، وأمريكا، وأوروبا، وآسيا، واحدة، وبنفس الأشكال والوسائل تختلف فقط في لغتها، لافتةً إلى أن التغيرات المناخية أثرت بدورها على النساء الفئات المستضعفة بفعل الأنظمة الرأسمالية الديكتاتورية، ما يحتم مضاعفة العمل النسوي والعمل من أجل إطلاق مبادرات فعالة تحمل قضايا كل نساء العالم على عاتقها.

وتطرقت النساء إلى وضع المرأة الأفريقية في تشاد، وزمبابواي، والنيجر، والصومال، وما تناضله من أجل العيش بسلام في ظل "تنظيمات متطرفة وأنظمة غير مؤمنة بحقوق النساء ومضطهدة لهن"، مؤكدات على أن التضامن فعل إنساني يجب تنفيذه على أرض الواقع لمواجهة الصعاب والنهوض بواقع النساء.

ولفتت إلى أن الاستراتيجيات وحدها غير كافية لتغيير الواقع في ظل حكومات لا تؤمن بحقوق النساء بل يجب مضاعفة التنسيق الدولي وتكثيف الجهود لمناهضة التمييز الذي يمسهن من مختلف الأنظمة والأطراف.

وتحدثت عن أهمية وضع الخطط التي تتماشى مع واقع كل دولة لحماية النساء من الاستغلال والتهميش والعمل الهش ومحاربة البطالة خاصة وأنهن المتضررات من كل الأزمات والجوائح.

وقالت المنسقة العالمية يلدز تيمورتركان لوكالتنا، إن المسيرة العالمية للنساء هي حركة نسوية مناهضة للرأسمالية وناشطة سياسياً، مضيفةً "نقوم بوصل الحركات النسوية والمجموعات حول العالم بشكل تنظيم نسوي قاعدي ولدينا رؤية التغيير ونريد أن نغير العالم الذي نعيش فيه، وللقيام بذلك ننظم تحركات عالمية كل خمس سنوات، وكانت أولى تحركاتنا عام 2000 وسنقوم بتنظيم سادس تحرك عالمي لنا عام 2025".

وذكرت أن المسيرة العالمية للنساء هي حركة عالمية ولديها لجنة عالمية أيضاً وتمثل هذه اللجنة خمس مناطق وهي الأمريكيتين، أوروبا، أفريقيا، آسيا، وشمال أفريقيا، والمشرق العربي، منوهةً بأن تونس كانت منذ البداية تلعب دوراً مهماً داخل تنظيم المسيرة العالمية للنساء وطالما كانت ناشطة في تنظيم الحركات العالمية والمحلية واليوم تقوم تنسيقية تونس باستقبال هذا اللقاء العالمي.

وأشارت إلى أن "السكرتارية الدولية للمسيرة تنتقل كل ستة أعوام إلى بلد جديد حيث بدأت في كيباك ثم البرازيل ثم اليوم هي في تركيا ونحن في تركيا كسكريتاريا موجودات في نقطة التقاء ثلاث مناطق وهي أوروبا آسيا والمشرق العربي وشمال أفريقيا وهو ما سيخلق موقعاً جديداً لشمال أفريقيا والمشرق في المسيرة العالمية للنساء".

وأضافت "نحن في السكرتاريا هذا العام لدينا ممثلة من لبنان وأردنا أن تكون معنا لكي يتم تفعيل هذه المنطقة وتطوير إطار عملنا فيها، فنحن لدينا مشاكلنا المتعددة والمختصة بكل بلد على حدة ولكن في الوقت ذاته لدينا أهدافاً ومشاكل عامة نتشاركها في كل البلدان ذلك أن الأبوية هي نظام عالمي يتمدد في كل المجتمعات والبلدان".

ولفتت إلى أنه "نحن متنوعات ومختلفات لكننا متحدات في نضالنا ضد النظام الأبوي ولا يمكن للرأسمالية أن تبقى وتستمر دون الأبوية وهي الشكل الأكثر تطوراً للرأسمالية".

وذكرت أن ممثلات المسيرة العالمية ستشاركن التونسيات في التحرك الذي سيتم تنظيمه في 28 نيسان لكي تظهرن تضامنهن معهن وفي الوقت ذاته "نطلب من التونسيات دعم تحركنا القادم فهن أساسيات في حركتنا وسنستمر بالعمل معهن والتضامن معهن".

وبخصوص المقترحات المستقبلية، قالت إنهن ستناقشن المواضيع الأساسية التي ستعملن عليها خلال العامين ‪المقبلين وهي أربع مواضيع ستتحركن من أجلها

 

.

وأوضحت أنه "نقوم بعملية عكس للاقتصاد الرأسمالي الحالي حيث نضع في وسط هذا الاقتصاد استمرار الحياة والبيئة وندعم السلام. نعلم أنه نحن اليوم تحت ضغط مستمر للحروب ونريد مواجهتها لتحقيق السلام وضمانته عبر وقف عمليات التسلح".

وفي ختام حديثها طالبت بالاستقلالية والحرية للنساء وحق التحكم بأجسادهن وحرياتهن "أجسادنا هي أول مساحة بالنسبة لنا وقدرتنا على التحكم والسيطرة عليها جزء من استقلال حياتنا".