بعد تسع سنوات من الأسر... تحرير ست إيزيديات

قالت ريهام إسماعيل التي تم تحريرها من أيدي داعش بعد تسع سنوات، إنه لا يزال هناك آلاف الأسرى الإيزيديين/ات في انتظار إنقاذهم.

ستي روز

شنكال ـ في الثالث من آب/أغسطس 2014، وقعت مجزرة بحق المجتمع الإيزيدي وفي هذه المجزرة فقد الكثير من الناس حياتهم، وتم القبض على العديد من الأشخاص أحياء ووقعوا أسرى في يد داعش وبيعهم في أسواق العبيد.

وقع آلاف النساء الإيزيديات وأكثر من سبعة آلاف إيزيدي في أيدي داعش، إحدى هؤلاء النساء هي ريهام إسماعيل. قبل مدة قصيرة، كتبت نادية مراد عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي أنه تم إنقاذ 6 نساء إيزيديات، وكانت ريهام إسماعيل واحدة من هؤلاء النساء الستة.

 

الفرحة المشتركة للنساء الإيزيديات

سُلمت ريهام إسماعيل وهي من قرية حردان في شنكال لأسرتها في حفل أقيم في مدينة هولير بإقليم كردستان. كان عدد سكان قرية حردان التي يقطنها الإيزيديين قبل الفرمان يبلغ 780 نسمة. في يوم الفرمان، وقع 430 شخصاً من القرية في أيدي داعش. كان عدد العائلات التي وقعت بأكملها في أيدي داعش قليلاً، وإحدى هذه العائلات هي عائلة ريهام إسماعيل.

وعلى الرغم من المعاناة الشديدة والآلام التي عانت منها، ريهام إسماعيل إلا أنها أصبحت الآن سعيدة جداً بالعودة إلى قريتها وتريد مشاركة سعادتها مع النساء. زارت عضوات مجلسي قريتي زورافا وكوهبار المنتميتين لحركة حرية المرأة الأيزيدية، منزل رهام إسماعيل وعبرن عن سعادتهن، ووعدن بأن تنقذن حتى آخر شخص في أيدي داعش ومواصلة نضالهن.

وقالت كولي شنكالي التي تحدثت نيابة عن المجلس "كل امرأة تم إنقاذها وتحريرها من أيدي داعش مهمة للغاية بالنسبة لنا ونحن سعداء للغاية بذلك. آمالنا تبقينا على قيد الحياة، وسنواصل نضالنا، لكننا نريد أن تتخذ الدولة إجراءات لإنقاذ شعبنا من أيدي داعش".

 

المجزرة كانت أخطر وأشد قسوة على الأمهات

وكانت عايدة خوديدا خضر والدة ريهام إسماعيل التي وقعت هي أيضاً في أيدي داعش، سعيدة للغاية بوصول ابنتها، مذكرة أن المجزرة التي وقعت كانت أخطر وأشد قسوة على الأمهات وأن أطفالهن وقعوا واحداً تلو الآخر في أيدي داعش التي لا تبالي بالإنسانية.

وتحدثت عن وقوعهم في أيدي داعش "أنا في الأصل من قرية زورافا، ولكن عندما ذهبنا إلى قرية حردان تم أسرنا، ومن ثم خرجنا وغادرنا القرية، وعندما وصلنا إلى سنون تم اعتقالنا ومن ثم أخذونا إلى سوريا، ومن هناك تم نقلنا إلى تلعفر. وقعت أنا وكل الأشخاص الذين كانوا معي في أيدي داعش. هم أيضاً كانوا قد فروا وركبوا جراراً زراعياً ولكنهم أيضاً وقعوا في أيدي داعش".

وأضافت "بقي أبنائي في أيدي داعش لمدة 40 يوماً. أما أنا فقد بقيت لمدة عام تقريباً. لقد عانينا كثيراً وعانيت من الجوع والوحدة. لقد بقي أبنائي الأربعة وزوجي، والكثير من أفراد عائلتنا الكبيرة. وقعت شقيقتي وعائلتها أيضاً في أيدي داعش".

ووصفت فرحتها بعودة ابنتها قائلة "أنا سعيدة جداً بعودة ابنتي. لم أسمع أي أخبار عنها منذ 9 سنوات. قال ابني إن ريهام وصلت، لكنني لم أصدقه. لكن بعد أن اتصل بي ورأيت ابنتي عجز لساني عن الكلام، لم أتحدث لمدة يومين".

وأشارت إلى أن "ابنتي تتحدث اللغة العربية ولكني لا أعرف العربية لكنها تفهمني. وأنا أفهمها بمشاعر الأمومة. قد لا نفهم بعضنا البعض في اللغة، لكن قلبنا واحد وهي طفلتي. نشكر كل من ساعدنا، نريد إنقاذ عائلتنا".

 

تسع سنوات

وعن تجربتها وقصة السنوات التسع الماضية قالت ريهام إسماعيل "في عام 2014 أسرني داعش مع عائلتي بأكملها. كنت أنا وإخوتي وأخواتي والعديد من أفراد عائلتي معاً. ذهب والدي ووالدتي بشكل منفصل عنا. ثم تم اعتقالنا عند مخرج القرية. كان إخوتي معي أيضاً. ليس فقط عائلتي، ولكن معظم القرويين كانوا هناك. في ذلك الوقت كان عمري 12 عاماً. ثم فصلوا بيننا وأخذوا إخوتي".

وأضافت "لم أكن أعرف مكان والدي. كنت أنا وأخي الأصغر بمفردنا. في البداية أخذونا إلى تلعفر ثم أخذونا إلى الموصل، بعدها تم نقلنا إلى الرقة. أكثر ما آلمني هو أنني لم أكن أعرف ما حدث لعائلتي. أيضاً، لقد تعذبت بشدة عندما تم نقل إخوتي وأخواتي الذين كانوا معي. كانت زوجة خالي وأطفالها أيضاً معنا، لكن مع ذلك كنت أشعر بالوحدة مع إخوتي وأخواتي في هذه السن الصغيرة، كان الأمر صعباً للغاية بالنسبة لي. كان هذا أول ألم أعاني منه".

وأشارت إلى أنه "بقينا لفترة مع زوجة خالي وأطفالها، لكن ذات يوم جاءوا وأخذوهم بعيداً. وصعدنا أيضاً إلى حافلات ونُقلنا إلى الرقة. المرة الثانية التي شعرت فيها بالانفصال عن أقاربي كانت عندما انفصلت أختي الصغرى عني. كان هذا الأمر أكثر إيلاماً بالنسبة لي، لأنها كانت صغيرة وغير محمية. في الموصل، وضعوني عند أمرائهم، أما أختي الصغرى تم نقلها إلى داعش، لم أعرف قط إلى أين أخذوها. عندما وصلنا إلى الرقة، لم يكن الوضع مختلفاً عن الموصل. بعد مرور سنوات عديدة، أمروا بنقلي مع خمس نساء إيزيديات إلى تركيا. بعد أن مكثت في تركيا لفترة تم إنقاذي وتحريري من أيدي داعش. والدي وإخوتي الثلاثة ما زالوا في أيدي داعش ولا نعرف ما حدث لهم. هناك الآلاف من الناس ينتظرون إنقاذهم وعائلتي من بينهم. أمنيتي الوحيدة هي إنقاذ الجميع".