أزمة بيئية تدفع مئات التونسيين للاحتجاج

تحذيرات من توسع رقعة الاحتجاجات في حال تجاهلت السلطات مطالب المحتجين بإغلاق الوحدات الملوثة.

مركز الأخبارـ في ظل تفاقم الأزمة البيئية، تظاهر مئات التونسيين، احتجاجاً على التلوث الناجم عن أنشطة المجمع الكيميائي، وسط ارتفاع في معدلات الامراض التنفسية، وهشاشة العظام والسرطان بسبب الغازات السامة المنبعثة من مصانع الفوسفات.

خرج مئات التونسيين اليوم السبت 25 تشرين الأول/أكتوبر إلى شوارع العاصمة تونس، احتجاجاً على التلوث الناجم عن أنشطة المجمع الكيميائي الحكومي في مدينة قابس، وما خلّفه من أضرار صحية وبيئية متزايدة.

وتشهد العاصمة التونسية حالة من الاحتقان الشعبي بسبب ما يعتبره المحتجون تجاهلاً من السلطات لمطالبهم، وتراجعاً في مستوى الخدمات العامة، ويؤكد أهالي قابس أن معدلات الإصابة بالامراض التنفسية وهشاشة العظام والسرطان تشهد ارتفاعاً ملحوظاً، بسبب الغازات السامة المنبعثة من مصانع الفوسفات التابعة للمجمع الكيميائي، الذي يُلقي يومياً آلاف الاطنان من النفايات في البحر.

وليست هذه الاحتجاجات الأولى في البلاد، إذ شهدت قابس في السابق موجة من الاحتجاجات بعد تعرض عشرات الطلبة لمشكلات في التنفس نتيجة الغازات السامة المنبعثة من مصنع تحويل الفوسفات إلى حمض الفوسفوريك وأسمدة.

ويطالب المحتجون بإغلاق الوحدات الملوثة تضامناً مع أهالي قابس، محذرين من تصعيد الاحتجاجات السلمية في حال لم تستجيب السلطات لمطالبهم، فيما تخشى السلطات من اتساع رقعة الاحتجاجات لتشمل مناطق أخرى من البلاد، في وقت تواجه فيه تونس صعوبات اقتصادية مزمنة.

وفي خضم الغضب الشعبي، جاء تصريح من قبل وزارة الصحة متوعداً بأن الحكومة ستبني مستشفى للسرطان بمدينة قابس للتعامل مع تزايد الحالات، إلا أن المحتجون يرفضون الحلول المؤقتة، ويطالبون بالإغلاق الدائم أو نقل المنشآت الملوثة.

وحذّرت منظمات بيئية من أن أطناناً من النفايات الصناعية تُفرغ يومياً في البحر عند "شط السلام"، ما يسبب أضراراً جسيمة للحياة البحرية، كما أشار الصيادون المحليون إلى انخفاض حاد في مخزون الأسماك خلال العقد الأخير، مما يُهدد مصدر رزقهم الرئيسي ويزيد من معاناة سكان المنطقة.