المرأة الجزائرية تتألق في ختام مهرجان الإبداع الثقافي

شهدت العاصمة الجزائرية اختتام فعاليات المهرجان الثقافي الوطني لإبداعات المرأة الذي أبرز مكانة الجزائريات كمحرك أساسي في المشهد الفني والثقافي، من خلال عروض جسّدت قدرتها على التعبير والإبداع ومواجهة التحديات الاجتماعية عبر الفن والمسرح والتراث.

نجوى راهم

الجزائر ـ سلط المهرجان الضوء على قوة المرأة الجزائرية في التعبير والإبداع والمقاومة من خلال عروض مسرحية وسردية وموسيقية عكست عمق التجربة النسائية الجزائرية.

اختُتمت مساء الجمعة 24 تشرين الأول/أكتوبر، فعاليات المهرجان الثقافي الوطني لإبداعات المرأة في أجواء احتفالية مميزة، جمعت بين الإبداع الفني والتراث النسوي الجزائري الأصيل، وشهد حفل الاختتام عروضاً مسرحية متنوعة وأغان فلكورية من أداء فرقة "أهليل" و"جانت"، التي أضفت على المهرجان طابعاً روحياً وإيقاعاً صحراوياً أصيلاً، مزج بين عمق الذاكرة الجماعية وجمال الأداء الحي.

كما تألقت الحكواتية سيدة بلهادي في عرض سردي شدّ الحضور بقصص من التراث النسوي الجزائري، تلتها فقرة أدائية للفنانة سامية كنوش التي قدّمت لوحة فنية تجمع بين الحكاية والموسيقى.

وشهد الاختتام عرضاً مؤثراً لمونودراما "نوّارة" من تقديم الفنانة المسرحية وهيبة حمدي، التي أبهرت الحضور بأدائها الصادق وقدرتها على تجسيد معاناة المرأة الجزائرية في صراعها مع الواقع والمجتمع.

العمل الذي قدمته وهيبة حمدي حمل بصمة فنية وإنسانية خاصة، عكست من خلالها صورة المرأة التي تحاول النهوض رغم جميع ما تمر به من آلام ومعاناة وتواجه العالم بشجاعة وإصرار، مؤكدةً أن المسرح يمكن أن يكون فضاءً للبوح والوعي والمقاومة في آنٍ واحد.

وتحكي "نوّارة" قصة امرأة تقف وحيدة على الخشبة لتسترجع فصول حياتها، بين الانكسار والحلم وبين القوة التي تحاول استعادتها من تحت رماد الخيبات.

من خلال أداءها المنفرد، نجحت وهيبة حمدي في نقل مشاعر متضاربة من خوف وحب، وأمل والتحدي، وأن تحوّل كل لحظة صمت إلى خطاب صادق ينبع من عمق التجربة النسائية الجزائرية.

" نوّارة" ليست مجرد شخصية، بل رمز لكل امرأة تسعى لإعادة تعريف ذاتها ورفض الأدوار المفروضة عليها باسم العادات أو الواقع الاجتماعي.

 

 المسرح فضاء للوعي النسوي

عرض "نوّارة" جاء ليعزز حضور المسرح النسوي في المشهد الثقافي الجزائري، باعتباره وسيلة فنية للتعبير عن قضايا المرأة وطرح تساؤلاتها بجرأة ومسؤولية، وقد لقي العمل تفاعلاً كبيراً من قبل جمهور المهرجان، خاصة من النساء اللواتي رأين في أداء وهيبة حمدي انعكاساً لتجاربهن وصراعاتهن اليومية، وجرس تذكير بقوة الصمود والإيمان بالذات.

من خلال "نوّارة"، أكدت وهيبة حمدي أن المسرح لا يزال منبراً للقول والفعل، وأن المرأة الجزائرية قادرة على تحويل الألم إلى إبداع، والبوح إلى قوة.

وجمع العمل ما بين الصدق الفني والعمق الإنساني، ليترك أثراً في ذاكرة الحاضرين، ويثبت أن الفن النسوي الجزائري مستمر في كسر الصمت وتوسيع مساحة الحضور والتعبير.

أما الفقرة الختامية، فقد كانت عرض أزياء مميز جمع بين ملابس نساء الجنوب الجزائري ولمسات من الأصالة والمعاصرة، قدمتها شابات جزائريات أبدعن في إبراز التراث المحلي بروح عصرية جديدة، ما عكس تنوع الهوية الثقافية للمرأة الجزائرية وقدرتها على التجديد والابتكار.