أورمية تحت أنقاض القمامة مع غياب التوعية
مع خطر عدم إدارة النفايات في ظل غياب البنية التحتية المناسبة لإعادة التدوير، تتجه مدينة أورمية بشرق كردستان نحو مخاطر بيئية وصحية لا يمكن إصلاحها تحت أنقاض النفايات المختلفة.
فيان مهربارفار
مهاباد ـ تواجه إيران، التي تنتج 231 مليون طن من النفايات، مشاكل في إدارة النفايات منذ سنوات، ومن بين المحافظات المتضررة بهذه المشكلة محافظة أورمية التي تضم 20 قضاء، كل منها تضم عدداً من البلدات والقرى التي تواجه خطر تراكم النفايات والقمامة.
إن الافتقار إلى البنية التحتية المناسبة لإعادة التدوير، والمواقع غير المناسبة لدفن النفايات وحرقها، والافتقار إلى الوعي والتثقيف، وما إلى ذلك، قد تسبب في أن تجد مدينة أورمية الإيرانية نفسها مدفونة تحت كومة من القمامة.
إن موقع مكبات النفايات يعرض الناس للأذى
يتم إنتاج أكثر من 3000 طن من النفايات يومياً في مدينة أورمية، حيث يتم دفن أو حرق الجزء الأكبر من النفايات في مواقع المكبات، ولكن قرب هذه المواقع من المنازل ومصادر المياه والأراضي الزراعية يعرض الناس للخطر.
في مدينة مهاباد، كان موقع "سيد آباد" لفترة طويلة مكاناً لدفن وحرق النفايات، حيث قالت ليلى. ب، إحدى سكان القرية، عن مشاكل المكب "رغم الاحتجاجات العديدة، لم تقرر السلطات إغلاقه إلا بعد امتلاءه، كنا نعيش مع القمامة والدخان الناتج عن حرقها، وتعتبر مشاكل الجهاز التنفسي وأمراض الجلد، ووجود أنواع مختلفة من الحشرات من الأمور الشائعة في هذه القرية، ففي فصل الصيف والحر تزداد رائحة القمامة الكريهة".
وفي مقاطعة مياندوا، وحتى سنوات قليلة مضت، كان بعض نفايات المدينة مدفونة في الجبال، وخاصة جبل كاتور والمناطق القريبة من المدينة، وقد تسببت هذه الطريقة في الدفن، التي كانت تمارس بشكل خاص في المناطق الجبلية، في حدوث العديد من المشاكل البيئية والصحية، حيث قالت شاهين. ل، الناشطة البيئية في المدينة، عن مشاكل تراكم القمامة "مياندوا المدينة الوحيدة في البلاد التي كان موقع القمامة فيها على قمة جبل، وبعد اكتمال سعته البالغة 200 هكتار، تم تصريف المياه منه وتدفقت القمامة المدفونة إلى أسفل الجبل وتسللت نحو الأراضي الزراعية، مما تسبب في أضرار للأراضي في هذه المنطقة وانتشار الأمراض مثل السرطان، وبعد ذلك تم دفن النفايات في أماكن مختلفة، بما في ذلك ضفاف نهر زرينه رود، وأطراف القرى، والسهول الفيضية، أو نقلها إلى مهاباد وأورمية دون الحصول على إذن، مما أدى إلى العديد من الاحتجاجات".
يوجد حالياً موقع مشترك للتخلص من النفايات بين مياندواف ومهاباد، والذي يستخدم لهاتين المدينتين، وفي مدن أخرى مثل أورمية، يوجد موقع للتخلص من النفايات في نازلو، وفي بوكان، وموقع شيخلر، وفي سردشت، وفي خوي، موقع نفايات المزارعين، حيث ترعى فيه الماشية.
الافتقار إلى البنية التحتية المناسبة لإعادة التدوير
وفي إيران، لا تتوفر إحصاءات دقيقة عن عدد مصانع إعادة تدوير النفايات، لكن مراجعة الأدلة تظهر أن عدد هذه المصانع لا يكفي لإدارة هذا الحجم من النفايات المنتجة، فلا يوجد في ولاية أورمية سوى مصنع واحد لإعادة تدوير النفايات يقع في مقاطعة بوكان، في موقع شيكلر، وبدأ العمل رسمياً في تموز/يوليو 2022 بهدف تقليل النفايات من المكبات، ومعالجة الرشح من النفايات، وإنتاج سماد حُبيبي.
ومع ذلك، وفقاً لسكان المدينة، لا تزال عمليات طمر النفايات وحرقها دون المستوى المطلوب مستمرة، ويقول الخبراء إن موقع المصنع غير مناسب يشكل خطراً يهدد بمشاكل بيئية خطيرة.
حصل مصنع السماد في مياندوا أيضاً على تصريح بناء في عام 2008 باستثمار من شركة خاصة، ولكن بسبب المشاكل المالية، لم يحرز أي تقدم حتى الآن، كما أن إنشاء مصانع إعادة تدوير النفايات في مقاطعة ماكو وموقع مهاباد - ميانداف المشترك وأورمية لا يزال في حالة من عدم اليقين.
من غياب التعليم إلى حل الجمعيات البيئية
ولم يتلق الشعب الإيراني حتى الآن تدريباً كافياً لفصل النفايات في المنزل، كما أن آليات الحكومة مثل إنشاء صناديق خاصة للبلاستيك والورق والزجاج ليست موجودة في مدن مثل مهاباد وبوكان وسردشت وغيرها.
بالإضافة إلى أن تعليم الأطفال في هذه المنطقة غير كاف في المدارس، على الرغم من أن المنظمات غير الحكومية البيئية عملت في السنوات الأخيرة على رفع مستوى الوعي العام حول مخاطر التلوث بالنفايات وتشجيع المشاركة الاجتماعية، إلا أن العديد من هذه الجمعيات تم حلها في هذه المقاطعة تحت ضغط حكومي واسع النطاق ولم يُسمح لها بالعمل.
على الرغم من أن بعض النفايات، مثل الورق والبلاستيك والمعادن، يتم فصلها وبيعها لبائعي الشوارع محلياً في البلدات الصغيرة في شرق كردستان من قبل النساء، إلا أنه في السنوات الأخيرة، بسبب التدابير الحكومية وتعزيز بعض التجار في هذا المجال، أصبح من الصعب التخلص منها.
تعتبر زيادة النفايات إحدى المشاكل البيئية الكبرى التي تسبب أضراراً جسيمة، ويبدو أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جادة في السنوات القادمة في شرق كردستان، مثل إنشاء المصانع واستخدام الأدوات الحديثة، إلى جانب خلق بيئة ثقافية مناسبة، فإن الناس سيواجهون خطر تلوث المياه والتربة، والتأثيرات على الحياة البرية، والمشاكل الصحية، وتغير المناخ.