الزراعة رسالة وشكل آخر لمقاومة نساء زركان
تعمل هناء خضر من بلدة مركدة التابعة لمقاطعة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا، في الزراعة مع شقيقاتها الستة منذ ما يقارب من 30 عاماً في قرية زيدية، وتؤكدن أنهن تعملن لكي تحققن اكتفائهن الذاتي.
سوركل شيخو
زركان ـ رغم هجمات وقصف الدولة التركية، إلا أن الحياة مستمرة في مدينة زركان في مقاطعة الجزيرة، حيث يقوم المزارعون بإزالة القذائف وزراعة البذور والشتلات مكانها، في رسالة للاحتلال التركي مفادها "مهما هاجمتم وقصفتم، فلن تتمكنوا من إنهاء الحياة".
تعمل هناء خضر مع أخواتها الثلاثة وشقيقاتها الثلاثة في الزراعة في قرية زيدية، وفي كل موسم، يقومون بزراعة أنواع مختلفة من المحاصيل والخضار حسب جاهزية التربة.
إلى جانب الخضار تتم زراعة الذهب الأبيض
ولفتت هناء خضر إلى أنهم رغم الهجمات والقصف الذي أنهكهم إلا أنهم يقومن بالتحضيرات لزراعة الخضار "لكي نعيش علينا أن نعمل، ولهذا نقوم الآن بالتحضيرات لزراعة الخضار على الرغم من الخوف والقلق الذي سببته لنا هجمات الاحتلال التركي".
وأضافت "من أنواع الخضار، سنزرع الطماطم والقرع، وإلى جانبها سنزرع القطن والقمح والفول، نحن ننوع في المحاصيل في ذات الأرض، وذلك سيكون بعد الانتهاء من حراثة التربة، نعمل حوالي 7-8 ساعات يومياً".
"تعبنا علامة على مقاومتنا وكفاحنا"
ورداً على سؤال "ألا تتعبون؟" قالت هناء خضر "كيف لا نتعب، فأيدينا ليست من حديد، لكننا نعمل لنعيش، لا حياة بدون عمل، والحل هو أن نعمل، فالعمل ليس عاراً، هنا نحن نعمل معاً، أنا وأخواتي الثلاثة".
وتابعت "إذا لم نعمل، فلن يقدم لنا أحد أي شيء، الحياة هكذا، لا حياة بدون كفاح، على الرغم من أن القذائف تتساقط من حولنا، لكن مهما حدث، فإن الحياة ستستمر".
ولفتت هناء خضر الانتباه إلى الصعوبات والمشاكل التي يعانون منها في الزراعة "علاجنا مشكلة الكهرباء والمياه، بالطاقة الشمسية فبواسطتها يتم توفير المياه من الآبار".
وأضافت "عندما تتعب أختي، أشجعها وأمنحها القوة، لأنه علينا أن نكون أقوياء وندعم بعضنا البعض، على الرغم من أنه لم تتح لنا الفرصة للدراسة والذهاب إلى المدرسة، إلا أننا تعلمنا الكثير من الدروس من الحياة ومررنا بالعديد من التجارب المؤلمة، فحياتنا كانت كلها عمل لذلك لم نتمكن من الدراسة، نحن نعمل بكل قوتنا حتى لا نحتاج إلى أحد، وفي مقدمتهم الرجال، لو لم يكن هناك عمل سنجلس في المنزل وهذا ليس بالأمر الجيد".
"الحرب لا تسمح لأحلامنا أن تتحقق!"
وعن المساواة في العمل، قالت هناء خضر "يجب أن نساعد بعضنا البعض ونعيش على قدم المساواة، لا يجوز أن أعمل أنا بينما أخي جالس ولا يجوز أن يعمل هو وأنا جالسة، هذا ليس عادلاً، لهذا السبب نعمل معاً ونتعب ونتشارك نتاج عملنا".
وختمت حديثها بالقول "الناس هنا يحلمون بالكثير من الأمور، لكن في بعض الأحيان لا تكون قوة المرء كافية لتحقيق هذه الأحلام، وإلى اليوم لم يتحقق أي من أحلامي، والسبب هو الحرب التي تشكل العائق الأبرز أمام تحقيقي لأحلامي وعلى رأسها ترسيخ السلام".