استبيان إجباري... السلطات الإيرانية تستقصي آراء الطلبة

وزعت وزارة التربية والتعليم في إيران استبيانات للتحقيق في الآراء السياسية والدينية للطلاب/ات تزامناً مع الامتحانات النهائية لكل من طلبة الثالث الثانوي والجامعات كذلك.

لارا جوهري

أورمية ـ أثار نشر صور لاستبيانات وزعت على الطلبة خلال الامتحانات النهائية، على مواقع التواصل الاجتماعي ردود فعل واسعة غاضبة، واعتبروه استجواب للطلبة، في ظل استمرار الانتفاضة الشعبية التي شارك فيها طلبة المدارس والجامعات.

قبل بدء الامتحان النهائي للصف الثاني عشر الذي يقام على مستوى البلاد وتحت إشراف وزارة التعليم، أجبر الطلبة على ملء بيانات ورقة استبيان لا علاقة لها بالامتحانات، تم تسليمهم إياها صباح أمس الخميس 15 حزيران/يونيو.

وكانت تضم الورقة أسئلة مختلفة حول اهتماماتهم السياسية أو الدينية أو الثقافية أو طريقة التعامل وانتقاد الطلبة، وذلك بغرض التحقيق معهم بشكل غير مباشر.

تقول الطالبة في الصف الثاني عشر "داليا. ق" من أورمية "لم نملك خيار الإجابة على الاستبيان من عدمه، لقد كتب على الأوراق التي تم تسجيل أسمائنا والرمز الوطني الخاص بكل واحد منا عليها مسبقاً، أن إجاباتنا ستبقى سرية".

وأشارت إلى أنها رفضت ملء ورقة الاستبيان، لكن المراقب لم يسمح لها بمغادرة مركز الامتحان، وقال لها "يجب عليك ملء ورقة الاستبيان هذه قبل الخروج من قاعة الامتحان، وإلا سنسجلك ضمن قائمة الغائبين عن الامتحان".

"دينا. م" واحدة من الطالبات اللواتي اضطررن للإجابة على ورقة الاستبيان "الأسئلة الواردة في الاستبيان كانت غريبة للغاية. لم يكن لها علاقة بالأمور الأكاديمية، وعندما سألت المعلم لماذا يجب أن أجيب على هذه الأسئلة، قال إنها إلزامية، وأوضح أنه علي أن أكتب الإجابات دون التسبب في أي مشكلة".

وأوضحت أنها رفضت الإجابة على كافة الأسئلة ولكنها كانت تشعر بالغضب من هذا الإكراه "بعض الأسئلة كانت بلا معنى بالنسبة لنا لدرجة أنها أصبحت موضوع للضحك، فقد كانت الأسئلة عبارة عن هل تشعر بالأمان في المدرسة؟ هل فصل الدين عن السياسة يجعل الدين أنقى؟ وقد تم تصنيف الإجابات على الأسئلة بناءً على مقياس ليكرت، والذي تم تصنيفه في خمسة خيارات من موافق تماماً إلى غير موافق تماماً، اختار معظم الطلاب عدم الموافقة".

وأشارت إلى أن بعض الطلاب قلقون لتعبيرهم عن آرائهم بشكل صريح، بينما يعتقد البعض الآخر أن السلطات تعتزم التعرف على الشباب/ات الذين سيشكلون مستقبل الانتفاضة الشعبية تحت شعار"jin jiyan azadî".

ولفتت إلى أن البعض يعتقد أن هذا الاستبيان نوع من الاستفتاء القسري فلم يتم مراعاة المبادئ الأساسية والضرورية للإجابة عليه وهو الإشارة الاختيارية للمعلومات الشخصية.

والجدير ذكره أنه بالتزامن مع انطلاق الانتفاضة الشعبية في إيران وشرق كردستان، انضم الطلاب والطالبات إلى الاحتجاجات التي نظمت على مستوى البلاد وتجمعوا في المدارس والشوارع ورددوا شعارات مناهضة للسلطات، وعلى إثرها فقد ما لا يقل عن 70 طفلاً وشاب/ـة حياتهم واعتقل عشرات الطلاب والطالبات.