انتحار ثلاث فتيات خلال ٢٤ ساعة... وناشطات يطالبن بمحاسبة المتسبب

في تطور خطير للأحداث التي تعيشها المرأة في العراق أعلنت جهات حكومية مختصة عن انتحار ثلاث فتيات من مناطق مختلفة وأعمار مختلفة خلال ٢٤ ساعة الماضية

غفران الراضي 
بغداد ـ ، مع غموض الأسباب والحيثيات للحوادث الثلاثة يبقى العنوان الرئيسي هو العنف الأسري. 
بين مصدر خاص في وزارة الداخلية العراقية لوكالتنا، أن الفتيات الثلاث اللواتي أقدمن على الانتحار، تتراوح أعمارهن بين الـ 15 ـ 20 عاماً، "الفتيات المنتحرات من مناطق مختلفة وتم الانتحار بالشنق والحرق وجميع التفاصيل مأساوية".
وعن حالة إحدى الفتيات قال "واحدة من الفتيات تبلغ من العمر 16 عاماً يبدو أنها كانت تعيش تحت ضغوط أسرية شديدة ومنعت من إكمال دراستها الثانوية ويبدو أن هذا السبب وراء انتحارها". 
وحول التحقيقات المستمرة للبحث عن أسباب الانتحار أوضح المصدر "لازالت التحقيقات مستمرة ونبحث عن سبب لجوء الفتيات للانتحار، وهل هناك من دفعهن للانتحار بصورة مباشرة أو ربما سهل العملية بدعوى التخلص منهن".
ومع تداول مواقع التواصل الاجتماعي خبر الانتحار أصبحت التكهنات سيدة الموقف عن أسباب الانتحار وما عاشته الفتيات من ضغوط وظروف ليقدمن على الانتحار، بينما ارتفع صوت ناشطي حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحذرت شخصيات نسوية من العنف الذي تتعرض له المرأة، ويجعلها تهرب من حياتها بالانتحار خاصة مع ضعف القانون وسيطرة الأهل وخصوصاً الرجل على حياة المرأة وخياراتها في الحياة. 
وقال مصدر مقرب من إحدى الفتيات التي انتحرت بإحراق نفسها في منزلها وتوفيت في الحال، أن خلافات أسرية تسبب بالحادث "كانت الضحية تعيش ضغوط نفسية وأسرية كبيرة فقد منعت من الالتحاق بمدرستها هذا العام وتم تقييد حركتها وتعنيفها على مدى أشهر من قبل أخوتها ولم تستطع والدتها إنقاذها مما كانت تعانيه".
وأضاف المصدر "آخر رسالة وصلتني من الضحية كانت تتحدث فيها عن قسوة أحد أخوتها الذي اعتدى عليها بالضرب وسبب لها كدمات في وجهها بسبب رغبتها في العودة إلى مقاعد الدراسة"، موضحاً أن زوجات الأخوة كان لهن دور في التحريض على الفتاة لاستغلالها في خدمتهن في المنزل بينما كانت الضحية تحلم أن تصبح معلمة في مادة الرياضيات وكانت متفوقة في حل العمليات الحسابية المعقدة. 
وعبرت الناشطة في مجال حقوق المرأة بشرى العبيدي عن أسفها الشديد لما تعانيه الفتيات من تعنيف مستمر من دون وجود رادع قانوني لمثل هكذا حالات "تعامل المجتمع بصورة عامة مع المرأة تعامل مقيد لأبعد الحدود ونادر ما نجد نساء يتمتعن بحرية في اختيار تفاصيل حياتهن الطبيعية، فهناك تدخل مجتمعي وعرفي وأسري في اختيار نوع العمل والدراسة وحتى طريقة الزواج".
وأكدت بشرى العبيدي أن النساء في حالة كبت وتضييق كبيرة، حيث وصلت النساء إلى مرحلة الانفجار النفسي بعد كل ما مررن به من ظروف غير إنسانية. 
وأوضحت العوامل التي تدفع النساء للانتحار "الهيمنة على حياة المرأة وتغييبها وتغييب دورها في المجتمع والأسرة يجعل المرأة تشعر بالدونية والضعف وبعدم أهميتها في الحياة بالإضافة لما تعانيه من تعنيف مما يدفعها للانتحار". 
وأشارت بشرى العبيدي إلى أن بعض حالات انتحار النساء هي في الحقيقة جرائم قتل يتم تحويلها إلى قضايا انتحار ليفلت القاتل من العقاب "هناك جرائم تذهب ضحيتها نساء ويتم تحويلها إلى حادث انتحار كما حصل في حالة الشابة طيبة، وغيرها من حوادث القتل التي حدثت ضد النساء، لذلك نطلب من الجهات المختصة أن تكثف التحقيقات ومحاسبة المتسبب، وإلقاء القبض على المجرم إن كانت جريمة قتل". 
وفي ختام حديثها دعت الناشطة بشرى العبيدي إلى تمرير قانون العنف الأسري في مجلس النواب لحماية المرأة من العنف المستمر ضدها.