اليونيسف تسجل أكبر عدد للأطفال النازحين منذ الحرب العالمية الثانية
حثت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الحكومات على تعزيز الحماية والوصول إلى الخدمات للأطفال اللاجئين والمهاجرين والنازحين.
مركز الأخبار ـ أوضحت اليونيسف من خلال بيانها أن العدد القياسي للأطفال النازحين هو نتيجة الأزمات المتتالية بما في ذلك النزاعات والصدمات المرتبطة بتغير المناخ.
بالتزامن مع اقتراب اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف الـ 20حزيران/يونيو من كل عام، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بيان، اليوم الجمعة 17حزيران/يونيو، أوضحت فيه أن الصراع والعنف والأزمات الأخرى أدت إلى نزوح 36.5 مليون طفل من منازلهم في نهاية عام 2021، وهو أعلى رقم مسجل منذ الحرب العالمية الثانية. ويشمل هذا الرقم 13.7 مليون طفل لاجئ وطالب لجوء وما يقارب من 22.8 مليون طفل مشرد داخلياً بسبب الصراع والعنف.
أشارت اليونيسف من خلال البيان إلى أن هذه الأرقام لا تشمل الأطفال النازحين بسبب الصدمات أو الكوارث البيئية، ولا أولئك الذين نزحوا مؤخراً في عام 2022، بما في ذلك جراء الحرب في أوكرانيا.
"العدد القياسي للأطفال النازحين هو نتيجة الأزمات المتتالية"
وأوضح البيان أن العدد القياسي للأطفال النازحين هو نتيجة مباشرة للأزمات المتتالية، بما في ذلك النزاعات الحادة والممتدة مثل أفغانستان، والهشاشة في بلدان مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية أو اليمن والصدمات المرتبطة التي تفاقمت بسبب آثار تغير المناخ "العدد العالمي للأطفال النازحين زاد 2.2 مليون خلال العام السابق".
وأضاف بيان اليونيسف "تأتي الأزمات مثل الحرب في أوكرانيا، التي تسببت في فرار أكثر من مليوني طفل من البلاد وتشريد 3 ملايين داخلياً منذ شباط /فبراير، على رأس هذا الرقم القياسي. بالإضافة إلى ذلك، يتم طرد الأطفال والأسر أيضاً من منازلهم بسبب ظواهر الطقس الشديدة، مثل الجفاف في القرن الأفريقي ومنطقة الساحل والفيضانات الشديدة في بنغلاديش والهند وجنوب أفريقيا. وكان هناك 7.3 مليون حالة نزوح جديدة للأطفال نتيجة للكوارث الطبيعية في عام 2021".
كما تضاعف عدد اللاجئين حول العالم في العقد الماضي، ويشكل الأطفال ما يقارب من نصف عددهم الإجمالي. بحسب اليونيسف التي أشارت إلى أن أكثر من ثلث الأطفال النازحين يعيشون في أفريقيا وجنوب الصحراء، وربعهم في أوروبا وآسيا الوسطى، و13 في المائة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وشددت المنظمة على أنه مع وصول عدد الأطفال المشردين واللاجئين إلى مستويات قياسية، فإن الوصول إلى الدعم والخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والحماية لا يزال ضعيفاً. فنصف الأطفال اللاجئين فقط ملتحقون بالمدارس الابتدائية، بينما أقل من ربع المراهقين اللاجئين ملتحقون بالمدارس الثانوية.
"يواجه الأطفال النازحين مخاطر جسيمة على رفاهيتهم وسلامتهم"
ويمكن أن يواجه الأطفال المشردون، سواء كانوا لاجئين أو طالبي لجوء أو نازحين داخلياً، مخاطر جسيمة على رفاهيتهم وسلامتهم، بحسب ما ورد في بيان اليونيسف.
وأكد أن ذلك ينطبق بشكل خاص على مئات الآلاف من الأطفال غير المصحوبين بذويهم أو المنفصلين عن ذويهم والذين يتعرضون لخطر متزايد من الاتجار والاستغلال والعنف وسوء المعاملة. ويشكل الأطفال ما يقارب من 28 في المائة من ضحايا الاتجار على مستوى العالم.
وحثت اليونيسف الدول على التقيد بالتزاماتها بحقوق جميع الأطفال المشردين، بما في ذلك الالتزامات المنصوص عليها في الميثاق العالمي بشأن اللاجئين والميثاق العالمي للهجرة، ودعت إلى زيادة الاستثمار في البيانات والبحوث التي تعكس الحجم الحقيقي للقضايا التي يواجهها الأطفال اللاجئون والمهاجرون والمشردون.
وطالبت اليونيسف الحكومات إلى تقديم دعم متساو لجميع الأطفال من أينما أتوا والاعتراف بالأطفال اللاجئين والمهاجرين والمشردين كأطفال أولاً وقبل كل شيء. وكما حثتها على زيادة العمل الجماعي لضمان الوصول الفعال إلى الخدمات الأساسية لجميع الأطفال والأسر المشردة بغض النظر عن وضعهم.
وحثت اليونيسف الدول على حماية الأطفال اللاجئين والمهاجرين والمشردين من التمييز وكراهية الأجانب، وإنهاء ممارسات إدارة الحدود الضارة واحتجاز الأطفال المهاجرين. كما طالبت بتمكين الشباب اللاجئين والمهاجرين والنازحين لإطلاق العنان لمواهبهم وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل "لا يمكننا تجاهل الأدلة. إن عدد الأطفال النازحين بسبب النزاعات والأزمات يتزايد بسرعة، وكذلك مسؤوليتنا في الوصول إليهم. وآمل في أن يدفع هذا الرقم المقلق الحكومات إلى منع الأطفال من النزوح في المقام الأول، وعندما يتم تهجيرهم، يجب أن يحصلوا على التعليم والحماية والخدمات الحيوية الأخرى التي تدعم رفاهيتهم وتطورهم الآن وفي المستقبل".