السودان... استمرار الهجمات تفاقم الأوضاع الصحية والإنسانية

تدهورت الأوضاع في السودان بشكل كبير على المستويين الأمني والإنساني والصحي إثر الهجمات المستمرة بين طرفي النزاع في البلاد، والذي أدى إلى فقدان المئات من المدنيين لحياتهم وفرار الآلاف.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ تجددت الاشتباكات في العاصمة الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اليوم الأربعاء 26 نيسان/أبريل، في ثاني أيام الهدنة بشتى أنواع الأسلحة، وسُجلت انفجارات وإطلاق نار متقطع في بعض أنحاء العاصمة السودانية وسط دعوات دولية لوقف شامل لإطلاق النار.

أكد محللون سياسيون على أن استمرار تدهور الأوضاع والعنف الحالي في السودان إثر الاشتباكات، سيؤدي بالبلاد إلى سيناريو حرب أهلية تستمر لسنوات طويلة يكون لها تداعيات على السودان والدول المجاورة.

وفي ظل تردي الأوضاع الصحية وقلة المستشفيات والمراكز الصحية التي تعمل الآن بعد خروج 73 مستشفى عن العمل وفقاً لنقابة الأطباء، سقطت قذيفة على مركز صحي في منطقة الثورة بمدينة أم درمان وهي إحدى مدن العاصمة الخرطوم الثلاث وتسببت في إصابة ثلاثة عشر شخصاً بعضهم في حالة خطرة، وأطلقت إدارة مستشفى "النو" وهو مستشفى حكومي يقع في نفس المنطقة، تم نقل المصابين إليه؛ نداءات للكوادر الطبية وأطباء التخدير للحضور بصورة عاجلة لإسعاف المصابين الذين قالت إن أربعة منهم بحالة خطرة ويحتاجون إلى تدخل جراحي عاجل.

وشهدت بعض محطات الوقود الموجودة بالقرب من أحياء سكنية اكتظاظاً شديداً من قبل السكان وفيهم عدد مقدر من النساء، وقال بعضهم إنهم قضوا ليلتهم في ذات المكان ليتزودوا بالوقود اللازم ليخرجوا من العاصمة، في ظل شح شديد للوقود الذي أصبح غير متوفر حتى في السوق السوداء، ويأمل الأهالي أن يحصلوا حتى على قدر ضئيل يمكنهم من بداية رحلتهم ثم يواصلوا البحث عن الوقود في مدينة أخرى بعد الخروج من العاصمة التي يتخوف المدنيون فيها من اندلاع قتال أكثر شدة بعد إجلاء الرعايا الأجانب وانتهاء الهدنة.

فعلى حدود السودان تمتد طوابير طويلة من المدنيين الفارين من المعارك العنيفة التي تدور رحاها في البلاد منذ 12 يوماً، وينتظر المدنيون المنهكون ساعات طويلة على الحدود في ظروف صعبة على أمل العبور إلى بر الأمان، وسط عراقيل يتعلق بعضها بتأشيرات السفر تفاقم معاناتهم وتطيل أمد انتظارهم، فيما يعاني آلاف اللاجئين اللذين يسابقون الزمن للفرار من ويلات الحرب، بسبب الفوضى التي تسود وسائل النقل ونقص السيولة النقدية في ظل إغلاق البنوك.