الصراع ودور المرأة في تعزيز السلم الأهلي مضمون جلسة حوارية في الرقة

ـ تناولت الجلسة الحوارية التي عقدها مجلس المرأة السورية في مدينة الرقة بشمال وشرق سوريا، الصراع ودور المرأة في تعزيز السلام والعيش المشترك

الرقة ـ تناولت الجلسة الحوارية التي عقدها مجلس المرأة السورية في مدينة الرقة بشمال وشرق سوريا، الصراع ودور المرأة في تعزيز السلام والعيش المشترك، كونها العنصر الفاعل في المجتمع.
تحت عنوان "الصراع الدولي ودور المرأة في تعزيز السلم الأهلي والعيش المشترك"، نظم مجلس المرأة السورية في مدينة الرقة وريفها بشمال وشرق سوريا، اليوم الخميس 25 آذار/مارس، ندوة حوارية ليتم النقاش على بنود مختلفة لتمكين دور المرأة سياسياً.
تم التركيز في المحور الأول من الندوة على موضوع "الصراع" الذي ألقي من قبل المحامية سماح شعراني، مشيرةً من خلالها إلى أن لظاهرة الصراع العديد من الأبعاد المُعقدة والمُتشابكة، إذ تعود إلى النشأة الأولى للإنسان، فكانت متجذرة ضمن علاقات الإنسان الفردية والجماعية والنفسية، الثقافية، السياسية، الاجتماعية، التاريخية "عند النظر للمسار التاريخي في الحياة البشرية، نجد الصراع أمر منتشر بين الإنسان والجماعة في مختلف المستويات والأطر".
وحول طبيعة الصراع في إطاره البيولوجي بين الأجناس والأفراد تقول سماح شعراني "نجد دائماً أن الإنسان يعاني من صراع مع ذاته، وأما الانثروبولوجي فيظهر في الصراع الثقافي والسياسي، وهنالك أنواع أخرى للصراع تظهر في مجتمعاتنا".
والصراع مصطلح استخدم في المجتمعات القديمة والحضارات العريقة كالإغريقية والرومانية، للتعبير عن القتال بين القوى الخارقة في الأساطير الإغريقية، كصراع أخيل وهكتور في ملحمة طروادة الأسطورية، بحسب تعريف سماح شعراني.
وأوضحت بأن المنظور النفسي للصراع يشير إلى موقف يدفع الفرد للدخول في نشاطين لهما طبيعة متضادة "يؤكد موراي على أهمية مفهوم الصراع في فهم الموضوعات المتعلقة بقدرة الفرد على التكيف الإنساني وعمليات الاختلال العقلي"، منوهةً أن مفهوم الصراع السياسي يشير إلى تنافس يكون طرفاه أو أطرافه على دراية بعدم التوافق في المواقف المستقبلية المحتملة "يجبر هذا النوع من الصراع الأطراف على تبني أو اتخاذ موقف لا يتوافق مع المصالح المحتملة".
وأكدت سماح شعراني أن أبرز أسباب الصراع الدولي والتي تتعلق بالأفضلية للحصول على الموارد الطبيعية كالوقود الأحفوري والمعادن النفيسة في البلدان النامية "ينتج عنها تقدم اقتصادي ورفاهية اجتماعية للبلدان التي تمتلك هذه الموارد، إلا أنها السبب في اشتعال الحروب وتفاقم الصراعات الأهلية التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء".
وأشارت سماح شعراني إلى أن ما لا يقل عن 40% من الصراعات داخل الدول النامية في السنوات الـ60 الماضية كانت ترتبط بالموارد الطبيعية "تتركز معظم الصراعات الدولية على أسباب مختلفة منها العرقية والأثنية، التطور التكنولوجي وسباق التسلح بين الدول، صراع الحدود البرية والبحرية، صراع الإيديولوجية، تناقض الأفكار والتوجيهات، صراع البحث عن الدول أو المكانة الدولية".
بينما إدارية مجلس المرأة السورية في مدينة الرقة وريفها شمس سينو، أوضحت خلال المحور الثاني من الندوة "دور المرأة في تعزيز السلم الأهلي والعيش المشترك"، أن السلم الأهلي هو حالة من التفاهم في المجتمع بين الشرائح المتواجدة ضمنه، مما يجعل المجتمع خالياً من العداوات والصراعات ومهيأ للتعاون ويحفظ قوته من الهدر والضياع، متطرقةً إلى عدة بنود إذا تم تطبيقها سيتم نشر السلم الأهلي والعيش المشترك منها "الإدارة السلمية والتعددية، والاحتكام إلى القانون، حرية التعبير عن الرأي، العدالة الاجتماعية، الإعلام والمواطنة".
وركزت شمس سينو على دور الأسرة في تعزيز السلم الأهلي كونها البيئة الأولى التي تتعهد للفرد بالرعاية منذ الطفولة، وتبرز أهميتها في عملية التنشئة الاجتماعية، إذ أن الطفل يعتمد اعتماداً كلياً على والديه خلال السنوات الأولى من حياته "تلك المرحلة مهمة في تشكيل شخصية الفرد، وذلك لأن هنالك بعض الحاجات التي لا يمكن لوسائط التنشئة الاجتماعية أن تقدمها للفرد كالحاجة إلى الحب والعاطفة".
وأكدت على أن العديد من الدارسات أثبتت أن مشكلات عدة كالتخلف الدراسي والانحراف، ترتبط إلى حد كبير بغياب الأم، خاصةً بعد موجات انتشار الخدمات الخاصة في الدول ذات الدخل المرتفع، وتعترف العديد من المؤسسات الدولية بمشاركة المرأة في بناء السلام بوصفها عنصراً حاسماً في درء الصراعات وحلها على السواء.
ومن مخرجات الندوة الحوارية، الإقرار ببعض البنود منها توعية قوات حفظ السلام والشرطة والسلطة القضائية بخصوص المرأة في الصراعات، تأمين الاحتياجات الخاصة للنساء والفتيات في النزاعات، دعم دور المرأة في كافة المجالات.