الجندرة والنشاط المناخي محور ندوة "أصوات نساء"

سلطت ندوة حوارية عقدت في تونس، الضوء على آثار تغير المناخ على الزراعة، حيث تتسبب في ضعف مواردها، وبالتالي يزيد من قلة الدخل بالنسبة للمرأة العاملة في هذا القطاع.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ  أكدت مشاركات في ندوة حوارية حول الجندرة والنشاط المناخي، على أن النساء المتضررات بالدرجة الأولى بتغير المناخ خاصة العاملات في القطاع الزراعي.

نظمت جمعية "أصوات النساء" في تونس ندوة حوارية حول التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية والمباشرة على المرأة في القطاع الزراعي، ودور الشباب/ات في الحد من هذه الظاهرة.

وعلى هامش الندوة قالت عضوة جمعية أصوات نساء رحمة عيدودي أن "الندوة ركزت على موضوع التغير المناخي والجندرة، وحرصنا على مشاركة الفئة الشابة في مناقشته والتطرق لدور النساء في الحد من هذه الظاهرة نظراً لوجود علاقة مباشرة بين النوع الاجتماعي والتغير المناخي، ونأمل أن يكون الشباب/ات ملتزمين أكثر بموضوع التغير المناخي الذي نعيشه في تونس التي إلى مشكلة وجب إيجاد حلول مناسبة لها".

وأضافت "جمعية أصوات نساء تطمح دائماً للتعاون مع الفئة الشابة، وهي تؤمن أن للمرأة دور في الخفض من حدة تداعيات التغير المناخي خاصةً أن الجمعية تعمل على ملف المرأة في القطاع الزراعي"، مشيرةً إلى أن النساء هن المتضررات بالدرجة الأولى خاصة عاملات الزراعة لما تعانينه من أمراض جلدية وغيرها، لافتةً إلى أنه يتسبب في الانقطاع الدراسي للكثير من الفتيات.

وأشارت إلى أن تغير المناخ يؤثر على الزراعة ويتسبب في ضعف مواردها، وبالتالي يزيد من قلة الدخل بالنسبة للمرأة العاملة في هذا القطاع، وهي التي تعاني من ذلك في الفترات العادية فما بالك بفترات الجفاف.

ونوهت إلى أن جمعية "أصوات نساء" تركز على العاملات في الزراعة، وتدافع عنهن وعن حقوقهن، وتعمل مع هذه الفئة في مناطق مختلفة من تونس منها سيدي بوزيد والقيروان جبنيانة وهي مناطق زراعية، ومؤخراً نظمت الجمعية مؤتمر القطاع الفلاحي الذي حضرته 1400 امرأة عاملة في هذا القطاع، تطرقت خلاله الجمعية لجملة من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية التي تخص المرأة العاملة، وكذلك الأضرار التي تلحق بها بسبب التغير المناخي وغياب الضمان الاجتماعي وغياب التغطية الاجتماعية التي تحميها من الأمراض نتيجة التغيرات المناخية.

وأكدت على عدم تجاوب السلطات مع هذا الملف، لكن العاملات في القطاع الزراعي نظمن تنسيقية انضوت تحتها العاملات للدفاع عن جملة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وهي خطوة أولى في مسار نضالهن المستمر، ومهما كان تقاعس الجهات المعنية عن أداء مهاها إلا أن النساء سوف تصلن بتضامنهن إلى حقوقهن.

 

 

وفي السياق ذاته قالت الناشطة بالمجتمع المدني خاصة في مجال المناخ والجندرة ورئيسة مشروع "فينا كليمة" حسيبة بلغيث "من خلال هذا المشروع نريد التركيز على التغيرات المناخية والآثار الناجمة عنها ونعيشها يومياً خاصة الطبقات المهمشة والمرأة الريفية على المستوى المحلي، باعتبار أنها تتأثر كثيراً بالمناخ وتعاني من العديد من التأثيرات السلبية على حياتها الاجتماعية والاقتصادية".

وأشارت إلى أن المرأة تتعرض للعديد من المشاكل الصحية بسبب تغير المناخ، فضلاً عن أنها تعمل في عمل غير مؤطر بأجر ضعيف وليس لديها تغطية اجتماعية، وهي أول من تتعرض للطرد من العمل في ظل الأزمات وهو ما عانته في ظل جائحة كورونا.

وأضافت "إن مشروع فينا كليمة زار هذه الفئة ليحث الشباب/ات على ضرورة مساعدة النساء في الأرياف ودعمهن، ومن جهة أخرى التوجه إلى الجهات المعنية بالتمويل المناخي في تونس، والنظر في كيفية دعم الفاعلين المحليين كالبلديات والجمعيات الصغرى والمنظمات والشباب/ات الناشطين في المجال المناخي، وكيف يمكن مساعدتهم على ابتكار مشاريع أكثر فائدة للمرأة".

ولفتت إلى أنه "سنقوم بحملة مناصرة ونحشد الجمعيات التي تتعامل معنا في هذه الحملة لدعمنا وفهم القضية التي نحملها، ونرغب في أن يركز الشباب/ات عليها ويدعمها بالتمويلات التي يمكن أن تساعد المرأة.