الانتفاضة الشعبية... أمهات تبحثن عن أبنائهن المختطفين من قبل قوى الأمن

لا يزال أهالي المعتقلين على خلفية المشاركة في الانتفاضة الشعبية، ينتظرون البت في قضاياهم ومعرفة مصير أبنائهم وأماكن تواجدهم.

هيما راد

سنه ـ مصير العديد من السجناء في إيران لا يزال مصيرهم مجهول، فلم يبت القضاء في قضاياهم حتى الآن، حتى أن عائلات البعض منهم لا يعرفون طبيعة التهم الموجهة لهم ليكون باستطاعتهم تقديم المساعدة لهم وإخراجهم من معاقلهم.

تقول "ش.ق" إحدى الأمهات اللواتي لا تعرفن شيئاً عن مصير أبنائهم المحتجزين "ابنتي البالغة من العمر 23 عاماً محتجزة منذ شهرين، وهي طالبة جامعية، ذهبت العديد من المرات إلى القاضي لأسأل عن مكان تواجد ابنتي، ولكنه في كل مرة يقول "لا نعرف أين هي"، لقد تم اختطافها من أحد شوارع المدينة أثناء عودتها إلى المنزل، وبعد خمسة عشر يوماً علمنا أنها محتجزة".

وأضافت "أريد أن أعرف أي إجابة عنها، فحتى لو قالوا أنها ماتت كان أفضل من عدم قول أي شيء وتركي في حيرة من أمري، لكنهم كانوا يلعبون بأرواحنا، ما الذي فعلته ابنتي ومن أمثالها؟ هل كانت أكثر من عدد المتظاهرين الذين شاركوا في الانتفاضة؟ كم كان حجم خطيئتهم ليستحقوا جدران السجن الأربعة".

وأوضحت أنه "بعد أسبوعين من اختفائها والسؤال عنها في كل مكان، اتصلت بي ابنتنا لبضع ثوان وقالت "لقد أمسكوا بي، فلا تقلق علي"، شعرت أنهم قدموا لي العالم كله، ذهبت مع والدها إلى إصلاحية التعليم، والسجن المركزي حيث توقعنا أن تكون هناك".

 

"نحن قلقون بشأن ما إذا كانوا يلمسونها أم لا؟"

ولفتت إلى أن ابنتها بقيت في شهرامفر لمدة خمسة عشر يوماً، "كلما ذهبنا كانوا يردون علينا بطريقة فظة، ولم يؤكدوا على وجودها هناك"، مشيرةً إلى أن "وضعنا المادي ليس بجيد، الآن نحن قلقين بشأن الكفالة التي سيطالبون بها، لإطلاق سراحها أو ما إذا كانوا سيطلقون سراحها، كدت أموت من القلق على ما سيحدث لها الآن، هل سيتواصلون أم لا، هل ستتعرض للتعذيب أم لا؟ كنت أفكر في ذلك مائة مرة كل ثانية وكل دقيقة بينما نحن ننتظر إصدار الحكم". منوهةً إلى أن ابنتها كانت الإصلاح التعليمي منذ شهر وكان من المفترض أن يطلق سراحها بكفالة قدرها 500 مليون.

 

"أنا فخورة بها ولست حزينة لأنها في السجن"

وقالت "نحن محظوظين مقارنة بعائلات المعتقلين/ات الآخرين، فالكثير منهم لا يزالون يجهلون مكان تواجد أبنائهم، إن كانوا ماتوا أو يتعرضون للتعذيب، لم نكشف للإعلام عما تتعرض له ابنتي أو كيف هو وضعها خوفاً من التهديدات التي نتلقاها، لكنني كنت سأفعل ذلك قبل أن أعلم كيف هو وضعها وأين هي، إلا أنني تراجعت بعد أن تواصلت معها، فمن الممكن أن يتم اتهامها بالتواصل مع الأحزاب وهو ما يعتبرونه جريمة".

وتابعت "كأم وامرأة يصعب علي أن أقول هذا ولكن بعد الموت الاغتصاب هو أول ما يخطر ببالنا ونحن نخاف منه، لم أسمع أي شيء عن هذا من ابنتي ورأيتها قوية كما هي دائماً وهي تقول دائماً (لا تقلقي أنا بخير ولا تزعجي نفسك). أنا فخور جداً بها أنا لست حزينة، الشعور الوحيد الذي يساورني هو الغضب من هذه الحكومة، وعدم تمتع أبنائنا بالعدالة والحرية".

 

"هل دمي ملون أكثر؟"

"ت.ك" وهي أم لأحد المعتقلين تقول أنهم بعد عشرة أيام من المتابعة المستمرة اكتشفوا أن ابنها محتجز في سجن سنه المركزي، وقد أخذوه معصوب العينين ولم يسمحوا له بإجراء مكالمات هاتفية "بعد مشاركته في الاحتجاجات لم يعد إلى المنزل وتم إغلاق هاتفه، أدركنا أنه تم القبض عليه من قبل قوى الأمن وتوقعنا ذلك لأن ابني لم يكن مبال لما سيحصل، وكان دائماً متحمساً للنضال من أجل مدينته وشعبه. لقد اعتاد على السفر للحصول على شهادة التعليم العالي، كان دائماً غير سعيد ويتساءل لماذا يجب أن تهتم بالدراسة كثيراً في الوقت الذي لن قادراً على الحصول على وظيفة، لطالما كنت قلقة عليه، دائماً كنت أقول له اعتني بنفسك فليس لديهم رحمة فيقول: هل دمي ملون أكثر؟".

وأضافت "بعد فترة من الاحتجاجات، اعتقلوا بعض أصدقائه وعندها جن جنونه، كان يتابع عائلاتهم باستمرار ويذهب معهم إلى المكتب الإعلامي، حتى تم القبض عليه، لقد مضى شهران على اعتقاله، قالوا إنه في السجن أحضروا كفالة وسوف نطلق سراحه لكنهم يكذبون كلما اتصلنا إما لا يجيبون أو يؤجلون دفع الكفالة إلى وقت آخر كأنهم يريدون إزعاجنا عن قصد. لكننا لن نستسلم".