أخصائيات: فجوة بين علم الاجتماع وواقع المرأة التونسية

رغم استقطابه للطالبات كمجال للدراسة والانتماء إليه كاختصاص، تبقى هناك فجوة بين علم الاجتماع وواقع المرأة المعيشي في تونس وتظل النزعة الذكورية مسيطرة في مستوى اعتماد الأبحاث أو تطبيق نتائجها.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ أكدت المشاركات في الندوة التي عقدت في تونس أنه من المهم العودة إلى أولى البحوث والدراسات في إرساء قواعد علم الاجتماع والنظم في تونس، ودور النساء في تكوين الأجيال في هذا العلم لاسيما أنه كان علماً ذكورياً.

انطلاقاً من ضرورة إثراء علم الاجتماع على مستوى المواضيع المطروحة وعلى مستوى اعتماد التكنولوجيا من خلال العودة إلى أول البحوث وأول دراسات قامت بها النساء أمثال ليليا بن سالم، قامت الجمعية التونسية لعلم الاجتماع والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات في تونس بعقد ندوة علمية بمشاركة معهد البحوث المغاربية المعاصرة بالتعاون مع الجمعية العالمية للسوسيولجوجيين الناطقين باللغة الفرنسية.

على هامش الندوة التي عقدت أمس الجمعة 11 تشرين الأول/أكتوبر وتستمر حتى اليوم تحت عنوان "مؤسسو علم الاجتماع في تونس الإعلام بين الآثار والراهنية" قالت الناشطة النسوية نبيلة حمزة إنها قدمت مداخلة حول دور النساء في تأسيس علم الاجتماع في تونس وخاصة أول النساء اللواتي أرسين علم الاجتماع على مجموعة من القواعد والنظم واللواتي كان لهن مساهمة كبيرة في ستينات وسبعينات القرن الماضي لإعطاء هوية خاصة لعلم الاجتماع في تونس.

ولفتت إلى أن هناك أسماء معروفة ولها مساهمة كبيرة في علم الاجتماع على غرار ليليا بن سالم وصوفية فرساو ونعيمة القروي ودرة محفوظ إلى جانب عدة أسماء أخرى ساهمن في تكوين أول أجيال علماء علم الاجتماع في تونس عندما كانت تحت سيطرة الرجال وكان ضلوع النساء فيه صعباً جداً.

وأكدت على مدى إثراء علم الاجتماع بالمساهمة النسائية التي كانت مهمة لكنها منسية، مخفية وغير مرئية لذلك كان من المهم العودة إلى أول البحوث وأول دراسات قامت بها هؤلاء النساء وماهي الإضافة التي حققها العنصر النسائي في إرساء هذه القواعد والنظم في تونس وما هو دورهن في تكوين الأجيال في علم الاجتماع لاسيما أن هذا العلم كان علماً ذكورياً بمعنى أنه تحت سيطرة الرجال سواءً في تونس أو في أماكن أخرى من العالم، مؤكدةً على ضرورة إثراء علم الاجتماع على مستوى المواضيع المطروحة وعلى مستوى اعتماد التكنولوجيا.

 

 

من جانبها قالت اخصائية في علم الاجتماع لطيفة تاجوري حول مدى استقطاب هذا الاختصاص للنساء "من المؤكد أن التحاق الإناث من طلاب العلم بهذا الاختصاص سيكون له دور هام في طرح قضايا المرأة من منظور المرأة ذاتها، إذ تكون هنا ناظرة ومنظور إليها بنفس الوقت وتكون الذات هي أيضاً موضع بحث وبالتالي تحدث العديد من الإضافات على مستوى منهجي وعلمي وعلى مستوى النتائج التي يتوصل إليها وتأثيرها على أوضاع المرأة في تونس والذي سوف يبرز من خلال الطرح النسوي".

ونوهت إلى أن الاستفادة العلمية بما جاء في نتائج البحوث والدراسات التي تخص المواضيع المتعلقة بالمرأة لم تطبق ولم يتم أخذها بعين الاعتبار في المجالات الاجتماعية والحياتية واليومية، مضيفةً أن هذه الفجوة يجب الانتباه إليها باعتبار أن السوسيولوجيا علم واختصاص ومقاربات لأحداث التغيير وفهم الظواهر وتحليلها وتفكيكها وأحداث التغيير المنتظر، فإنه لابد أن تكون هناك علاقة بين المقاربات السوسيولوجية ومقاربات التغيير الاجتماعي والواقع الاجتماعي والسياسات الاجتماعية والمجال السياسي عامة، ولابد أن يؤخذ بعين الاعتبار هذا الاختصاص كإلهام في إحداث التغيير للمجتمع والمرأة خاصة.

وأكدت أن علم الاجتماع يهتم بكل الظواهر الاجتماعية خاصةً بالفئات التي تعاني من وضعيات معينة تتعلق بالهشاشة الاجتماعية والنفسية والتطور في المجتمع خاصةً بعد أن أخذت المرأة حيزاً هاماً من علم الاجتماع حيث أهتم بها في المجال الحضري والريفي وفي مدى مشاركتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومشاركتها في المجال السياسي.