احتجاجات إيران... دعوات لتجمعات حاشدة اليوم

مع استمرار التظاهرات الاحتجاجية الإيرانية في أسبوعها الرابع، تتزايد الدعوات لتنظيم تجمعات حاشدة في مدن رئيسية وبلدات ضد أعمال القمع والاعتقالات العشوائية.

مركز الأخبار ـ دعت كل من لجنة المرأة والشباب ومجموعة شباب أحياء طهران وعمال صناعة النفط، إلى تنظيم تجمعات وإضرابات حاشدة على مستوى البلاد، اليوم الأربعاء 12 تشرين الأول/أكتوبر، في ظل دخول مدن جديدة على خط المواجهات مع الأمن وتصاعد الضغوط الدولية.

تتزايد الدعوات لتنظيم تجمعات احتجاجية كبيرة في مدن رئيسية وبلدات، إلى جانب إضراب عمال النفط والبتروكيماويات الذي ينذر بأزمة اقتصادية تضاف إلى تلك التي تعصف بإيران منذ أعوام.

أصدرت جماعة "شباب أحياء طهران" دعوة للتجمع اليوم الأربعاء 12 تشرين الأول/أكتوبر، من وقت الظهيرة وحتى الفجر في جميع الساحات والشوارع الرئيسية بإيران، في وقت كثفت فيها السلطات من حملتها القمعية ضد المحتجين ولاسيما في المناطق الكردية.

واستمر الغضب في جامعات عدة، في ثاني أسبوع على إضراب الطلبة عن الدراسة، اللذين لعبوا دوراً محورياً في الاحتجاجات التي تشارك فيها عشرات الجامعات.

وانضم عمال مصفاة عبادان جنوب غربي إيران، أمس الثلاثاء 11 تشرين الأول/أكتوبر إلى الإضرابات العمالية التي نظمها عمال شركات النفط على مستوى البلاد، تضامناً مع الاحتجاجات المستمرة في عموم البلاد إضافةً لمطالب أخرى تتعلق بعدم دفع الأجور لشهور، وجاء ذلك بعد أن أوقفت السلطات عدداً من الأشخاص على هامش تجمع لعمال في منطقة حيوية للإنتاج النفطي بجنوب البلاد.

 

قمع المحتجين

شهدت مدينة سنه مواجهات عنيفة دفعت قوات الأمن إلى إطلاق النار بكثافة على المتظاهرين وسط أنباء عن خروج المدينة عن سيطرة النظام الذي لم يستطع تقويض الاحتجاجات حتى اللحظة.

وبحسب المنظمات الحقوقية، فإن الاحتجاجات مستمرة للأسبوع الرابع في معظم مناطق إيران وخاصة الكردية، وقد أشارت تقارير لمنظمات حقوقية ودولية لتأزم الأوضاع في إيران وتصاعد حدة المواجهات حيث قتل نحو 185 شخصاً بينهم 19 قاصراً على أيدي القوات الأمنية وأصيب المئات من المحتجين.

بحسب لقطات نشرتها منظمة حقوق الإنسان الإيرانية الغير حكومية ومقرها أوسلو، نظم طلاب من جامعة جيلان في شمال البلاد ومن مدرسة مهاباد للبنات، اعتصامات خلعت الطالبات خلالها حجابهن.

وبالرغم من أن الدستور الإيراني يقر حق المواطن في الاحتجاج السياسي كما تنص المادة 27 على "يجوز عقد الاجتماعات وتنظيم المسيرات دون حمل السلاح"، إلا أن الطابع الأمني سرعان ما يطغى على التعامل مع الاحتجاجات المتجددة في إيران.

 

عقوبات جديدة تستهدف النظام

يستمر الدعم العالمي للاحتجاجات الإيرانية، فإلى جانب ألمانيا والدانمارك وإسبانيا وإيطاليا والتشيك والولايات المتحدة وبريطانيا، فقد أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، أنه سيتم فرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف "المسؤولين القمعيين".

ودعم المثقفون والأكاديميون الفرنسيون الاحتجاجات الإيرانية من خلال بيان، معتبرين أن مقتل مهسا أميني على يد السلطات "مشين ويستحق أوسع دعم دولي"، مشيرين إلى أن شعار "Jin jiyan azadî" جمع بين الشعب الإيراني.

فيما قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أمس الثلاثاء 11 تشرين الأول/أكتوبر "نقف إلى جانب الفتيات والنساء الإيرانيات، ولهذا السبب أعلنت كندا الأسبوع الماضي عن مزيد من الإجراءات ضد النظام الإيراني، وما يسمى بدورية الإرشاد"، لافتاً إلى أنهم سيواصلون "استخدام كل وسيلة تحت تصرفنا لفرض أقوى العقوبات في العالم".

وطالبت الرابطة الدولية للصحفيين والمصورين الرياضيين بالإفراج الفوري عن نيلوفر حامدي وآريا جعفري، وهما صحفيان ومصوران رياضيان، وطالبت رئيس نقابة الصحفيين والمصورين الرياضيين باتخاذ إجراءات جادة للرد على هذه الاعتقالات غير المقبولة.

والجدير ذكره أن مسألة فرض عقوبات على إيران ستطرح على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الدول السبع والعشرين المقرر عقده في 17 تشرين الأول/أكتوبر.