من خطوط التماس نساء تؤكدن على صمودهن في وجه الاحتلال

أكدت نساء أرياف مدينة منبج المحاذية للمناطق المحتلة من قبل تركيا، على بقائهن في أرضهن رغم القصف العشوائي الذي تتعرضن له.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ النساء من القرى الواقعة على خطوط التماس مع المناطق المحتلة من قبل تركيا، تؤكدن على ارتباطهن بأرضهن رغم همجية الاحتلال، معتبرات أن تركيا ومرتزقة داعش وجهان لعملة واحدة.

تشهد أرياف مدينة منبج المحاذية للمناطق المحتلة، قصف عنيف مستهدفاً فيها منازل المدنيين والأراضي الزراعية والمدارس، وفي التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر الفائت صعد الاحتلال التركي من هجماته وانتهاكاته على مدن شمال وشرق سوريا، وكانت لمنبج حصتها.

 

 

أكدت حليمة الشيخو وهي من قرية باك ويران الواقعة غرب مدينة منبج، والتي تبعد عن الخط الفاصل مع المنطقة المحتلة حوالي 1 كيلومتر، أن "الوضع يرثى له في القرى القريبة من خط التماس مع المناطق المحتلة من قبل تركيا، فنحن دائماً نتعرض للقصف، إنه يسعى لنشر الخوف والذعر بين المدنيين وخاصة الأطفال فغالبيتهم أصيبوا بمرض اليرقان".

وأوضحت أن قريتهم تعرضت للقصف قبل أيام "توجهنا على إثر القصف الذي تعرضت له قريتنا إلى المستشفى، فأنا أصبت بصدمة قلبية، فيما أصيب الأطفال بمرض اليرقان، نتيجة القصف الهمجي التركي".

وتأسفت لعدم وضع المجتمع الدولي حد للاحتلال التركي وهجماته وانتهاكات بحق أهالي شمال وشرق سوريا "لا يزال المجتمع الدولي ملتزماً الصمت حيال القصف العشوائي الذي يستهدف منازل المدنيين والأراضي الزراعية مخلفاً كماً هائلاً من الأضرار".

وأشارت إلى أنه "بعد تحرير مدينة منبج وأريافها من مرتزقة داعش، عشنا في أمان واستقرار، إلا أن هذا الأمان أصبح هدفاً لقصف الاحتلال التركي"، مؤكدةً على أنه "مهما اشتد القصف لن نتخلى عن أرضنا، فنحن لا نربي أطفالنا ونفلح أراضينا من أجل أن تحتلها تركيا، أبناءنا اليوم هم في الخطوط الأمامية ليحمونا من الاحتلال التركي، لتعلم تركيا أن أرضنا غالية الثمن، ونساند أبناءنا في مجلس منبج العسكري لصد أي هجوم تركي".

 

 

من جانبها قالت زريفة بكار من قرية البكارات الواقعة على خط التماس مع المناطق المحتلة من قبل تركيا "نتعرض للقصف الهمجي بشكل مستمر سواء بالرصاص أو قذائف الهاون أو الطائرات المسيرة، حتى لم يعد بإمكاننا أن نحصد موسم الزيتون لأن كل الأماكن تتعرض للقصف في كافة الأوقات، حتى في ساعات الليل حيث نستيقظ مفزعين على صوت القصف".

وأشارت إلى أن القصف العشوائي يثير الرعب في نفوسهم "بات القصف يشكل هاجس خوف لدينا، والكثير من أهالي القرية أصيبوا بجروح وفقدوا حياتهم بفعل القصف التركي الذي جعل الكثير من الأطفال أيتام، ناهيك عن الأطفال الذين فقدوا حياتهم في قريتنا"، مشيرةً إلى أن هذا "حال جميع القرى الحدودية، فبعد أن تحررت مدينتنا من مرتزقة داعش جاءت تركيا لتستكمل دوره في الانتهاكات، فتركيا ومرتزقة داعش وجهان لعملة واحدة".

وحول احتمال بدأ تركيا باجتياح بري تقول زريفة بكار "لن نقبل دخول تركيا لأراضينا، فدخولها سيسبب دمار وخراب في منطقتنا، فالمناطق المحتلة التي تشهد العديد من حالات الخطف والقتل، خير مثال على ما سيتسبب به"، لافتةً إلى أنه "لم نعد نرسل أطفالنا للمدرسة لأن القصف يستهدف البنية التحتية، وهذا ما جعلنا نخشى على أرواح أطفالنا، فهم حالياً يتلقون التعليم ضمن المنازل".

وشددت على أنه "بالرغم من قصف قريتنا والقرى المحيطة بها، لن نترك منازلنا"، مطالبةً المجتمع الدولي بالضغط على تركيا للحد من انتهاكاتها.

 

 

من جانبها قالت وردة ياسين من قرية أم عدسة شمال غرب مدينة منبج أنه "منذ أن تحررت مدينة منبج نتعرض للقصف بشكل عشوائي الأمر الذي أجبرنا على الخروج من منزلنا والنزوح إلى المدينة لمدة 4 سنوات، ولكن رأينا أن الوضع لم يعد يحتمل، لذا عدنا إلى منزلنا بالرغم من أن القصف الهمجي يهدد حياتنا، فنحن على القرى الواقعة على خط الفاصل بين مجلس منبج العسكري والمناطق المحتلة".