لا يوجد طريق آخر للتخلص من الاضطهاد سوى توعية النساء (1)

أكدت نساء مدينة سنه في شرق كردستان أنهن مستمرات في الاحتجاج ضد النظام حتى الوصول إلى الحرية التي حُرمن منها منذ أكثر من أربعين عاماً.

هيما راد

سنه ـ تعرضت النساء في إيران لاضطهاد مزدوج، وكان السبيل الوحيد للتخلص منه هو توعية المرأة بهذا الظلم، فقد أدركت أنه لا يمكن فعل شيء بوجود "الجمهورية الإسلامية".

تلق النظام الإيراني الضربات الأولى والأكثر فاعلية من النساء اللواتي انتفضن في وجه النظام الديكتاتوري، فكل امرأة لها دورها في هذه الانتفاضة منها من تصنع زجاجات المولوتوف، ومنها من تعالج الجرحى، وأخرى تشارك في الاحتجاجات، وتكتب الشعارات على الجدران، وتضرم النار في قواعد الباسيج وأماكن تابعة للحرس الثوري.

أجرت وكالتنا لقاءات مع نساء من مدينة سنه بشرق كردستان حول أنشطتهن والدور الذي لعبنه كمناضلات ثوريات خلال الانتفاضة الأخيرة التي أعقبت مقتل الشابة الكردية جينا أميني.

 

"إذا حولنا غضبنا إلى قوة فإن النصر سيكون حليفنا"

قالت إحدى صاحبات المحال التجارية في مدينة سنه (آ. ج) وهي في العقد الرابع من عمرها إنه "على الرغم من أن زوجي لا يتضامن مع الاحتجاجات في الشوارع، إلا أنني شاركت في جميع الاحتجاجات، لأن هدفي يكمن في محاربة هذا النظام الديكتاتوري الذي جعلنا نتوق لحياة طبيعية منذ أربعين عاماً. ليس لدي أطفال لأنني لا أرغب أن يكبر طفلي في الظروف التي عشناها".

وأضافت "عند مشاركتي في جميع الإضرابات وإغلاقي لمحلي التجاري، جاءت قوى الأمن إلى المحل عدة مرات وهددوني بسبب إغلاقه وطلبوا مني التوقيع على تعهد وعدم القيام بذلك مرة أخرى، لكنهم لم يتمكنوا من إيقافي وسأشارك في جميع الإضرابات القادمة".

وأشارت إلى أن محلها التجاري له بابين، فعندما تشتد الاحتجاجات في الشوارع وتحاول قوات الأمن قمعها من خلال اعتقال المتظاهرين، فإنها تجعل الأطفال يهربون من الباب الخلفي لمنعهم من الاعتقال، مبينةً أنها حاولت أن تشارك في الانتفاضة بكل ما تستطيع أن تفعله فمن المشاركة في المظاهرات، وإلى إغلاق المحلات وكتابة الشعارات على جدران المدينة، وحتى السير بدون حجاب نهاراً".

ولفتت إلى أنه تم اعتقال العديد من جيرانها وأصحاب المحلات التجارية في المدينة، وتم الإفراج عن بعضهم بكفالة مالية باهظة، بينما لا يزال البعض الآخر في السجن "الكثير من السجناء المشاركين في الانتفاضة محكوم عليهم بالإعدام، ومع إعدام اثنين منهم يجب أن نعلم أن هذا النظام الدكتاتوري لا يجب أن يكون لديه وقت للتنفس وإلا فإنه سيستخدمه لإعدام الشباب وقتلهم تحت التعذيب".

وأضافت "متفائلة جداً بهذه الانتفاضة وأعلم أنه إذا حولنا كل غضبنا إلى قوة للنضال، فإن النصر سيكون حليفنا، فالعدو أضعف مما نعتقد. لقد قطعنا شوطاً طويلاً ولا ينبغي أن نتوقف أو نتعب".

وفي ختام حديثها قالت (آ. ج) عن المشاكل التي يواجهها أصحاب المحال التجارية "بعد الإضرابات العامة التي استمرت لمدة ثلاثة أيام 5 و6 و7 كانون الأول الجاري، قامت السلطات بإغلاق عدد كبير من المحلات وحجبت حسابات حوالي ثلاثمائة صاحب محل تجاري، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل سجنت بعضاً منهم أيضاً، لكننا لن نأبه لذلك وسنضحي بشبابنا ونستمر حتى تحقيق النصر والعدالة".

 

"الحرية قريبة"

بدورها قالت المدربة الرياضية (س. م) "منذ مقتل جينا أميني قبل ثلاثة أشهر، أشارك في الاحتجاجات من خلال ترديد الشعارات المناهضة للنظام الإيراني".

وكونها مدربة رياضية فإنها تطلب من النساء أن تتمتعن باللياقة البدنية من أجل الاستمرار في النضال "اقترح على جميع النساء أن تتمتعن باللياقة البدنية، لتتمكنَّ من الجري أو تدافعن عن أنفسهن في حال تعرضن لاعتداء خلال الاحتجاجات".

ونوهت إلى أنه "نؤمن بهذه الانتفاضة ولن نشعر بخيبة أمل من عمليات القتل والاعتقالات، ونعلم أن الحرية قريبة وحتى لو كان الطريق طويل إليها فقد سلكنا هذا الطريق بكل قوتنا ولن نتراجع. إذا فشلنا فإنها خيانة لدماء شبابنا ولكل من دفع الكثير خلال الانتفاضة".