بسنت أسامة: الجمعية المصرية حققت إنجازات متعددة ميدانياً

العام الجاري كان مليء بالتحديات للمؤسسات والجمعيات المعنية بالمجتمع المدني، نظراً لزيادة معدل الانتهاكات التي تعرضت لها النساء، الأمر الذي جعل أغلب المهتمين يعملون على تعديل الخطط وتطوير الأدوات والبحث عن سبل تأثير مباشر على مستوى الوعي.

أسماء فتحي

القاهرة ـ يعد العمل المباشر مع الجمهور واحد من أهم آليات التأثير في ثقافة المجتمع وضمان الاستدامة في حال توجيهه نحو التمكين الاقتصادي، وهو الأمر الذي يجعل المهمة صعبة على مؤسسات المجتمع المدني وشاقة للغاية خاصة إن كانت تستهدف مناطق تصنف بالأكثر احتياجاً.

حول تأثير مثل هذه المؤسسات على الجماهير، كان لوكالتنا حوار مع مدير التمويل والعلاقات العامة بالجمعية المصرية للتنمية الشاملة بسنت أسامة، التي سلطت الضوء على العناصر الرئيسية في مسيرة الجمعية التي تعمل منذ عام 1995 ميدانياً وسط تلك الأماكن وحققت النجاح في الوصول إلى الأفراد الأكثر حاجة للدعم والتنمية من خلال بعض المشاريع المؤثرة والفعالة.

أوضحت بسنت أسامة أن نطاق عمل الجمعية ساعدها في التأثير على الجمهور خاصة أنها اتخذت من التمكين الاقتصادي آلية رئيسية معتمدة لتغيير واقع الأسر المصرية، وتحويل مسارها لما له من تأثير مباشر وفعال على أفرادها، ولم تكتفي بهذا الحد بل عملت على ضمان الاستدامة بإنشاء مراكز متخصصة في أماكن عملها للمتابعة والإشراف ضماناً لاستمرارية تلك الجهود.

 

مع ختام فعاليات حملة الـ 16 يوماً، ماذا قدمت الجمعية المصرية للتنمية الشاملة في ملف العنف ضد النساء؟

الجمعية المصرية للتنمية الشاملة، تعمل بتركيز على قضية العنف ضد المرأة، لما له من تأثير مباشر في دعم وتمكين النساء اجتماعياً أو اقتصادياً، لذلك عملنا خلال الحملة على أكثر من محور منه مواقع التواصل الاجتماعي بنشر بعض المعلومات عن العنف وأشكاله ونشرنا عدد من الصور الرافضة له.

كما نعمل على التوعية باعتبارها محور هام للنساء خاصة في توضيح أبعاد العنف المنزلي لأن بعضهن لا تدركن أنهن تقعن في براثن العنف، كما قمنا بعمل مجموعة من الفعاليات المرتبطة بآليات حماية الأطفال خلال الفترة السابقة، فضلاً عن إحياء اليوم العالمي للتطوع وقمنا خلاله بتكريم عدد من المتطوعين في العمل معنا على قضايا المرأة.

وقمنا بأعداد مجموعة من البوسترات المناهضة لكل الممارسات التي تنتهك حقوق النساء وفي مقدمتها العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي، لما له من دور معرقل لقدرة المرأة على العمل والنجاح والوصول للتمكين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي أيضاً.

 

ما حجم انجازات الجمعية المصرية للتنمية الشاملة التي تعتبر أحد الجمعيات العريقة ذات الثقل المجتمعي، على مدار عام خاصة تلك التي ترتبط بالتمكين الاقتصادي؟

نعمل منذ عام 1995، لذا لدينا مجموعة من البرامج التنموية الشاملة ومنها برنامج خاص بالصحة وآخر تعليمي وثالث مرتبط بالتمكين الاقتصادي، فضلاً عن دعم النساء ومساندتهن في مواجهة ما قد تتعرضن له من أزمات ومنها العنف.

قمنا خلال العام الجاري بالعمل على نحو 6 مشاريع واحد منهم متعلق بدعم وتمكين اللاجئين وفكرته كانت مستهدفة دمج اللاجئين مع المجتمع المصري، ويشمل محور خاص بالتعليم لتمكينهم وتطوير مدارسهم، وقدمنا لهم دعماً نفسياً على الصعيد الفردي للحالات المتطورة ودعماً اجتماعياً عاماً، وعملنا على تمكينهم الاقتصادي من خلال التدريبات الحرفية وإدارة المشروعات، وقدمنا لهم دعماً مالياً مباشراً للمتعثرين فعلياً.

وواحد من أهم محاور عملنا خلال العام الجاري تمثل في استمرار مسيرة التمكين الاقتصادي من خلال التدريبات المتخصصة التي تتلاءم مع احتياجات السوق وكذلك المستفيد ذاته، ولدينا عدد كبير من المجالات منها الحرفية اليدوية كالخياطة وصناعة العطور والزيوت فضلاً عن النجارة والسباكة والكهرباء وغيرها.

كما نعمل على المساعدة في إدارة المشروعات سواء كانت قائمة بالفعل وتحتاج فقط للتطوير والتدريب على التسويق الإلكتروني بهدف رفع معدل المردود، أو أفكار المشروعات الجديدة بالمساندة في إنهاء الإجراءات الحكومية والمتابعة خطوة بخطوة حتى إتمام التصاريح وبداية العمل الفعلي، ولدينا برنامج إقراض نقدمه لدعم المبتدئين أيضاً.

وقمنا بتوجيه قوافل طبية بالتعاون مع وزارة الصحة وهي متعددة التخصصات، ونقوم أيضاً بحملات توعية خاصة بالكشف المبكر لسرطان الثدي، وتدريب النساء على الكشف الذاتي وفي حال اكتشاف إصابات نعمل على تسهيل إجراءات تحويلها على المستشفيات المتخصصة، كما نعمل على التوعية بجريمة ختان الإناث، ونعمل على قضية زواج القاصرات.

 

قضيتان محوريتان هما ختان الإناث وزواج القاصرات، هل ترين أن الواقع أثبت جدوى العمل المدني في التأثير عليهما خاصة بعد المسح السكاني الأخير؟

رغم كل الجهود المبذولة في هاتين القضيتين إلا أنهما مستمرتين في الواقع، فتزويج القاصرات مازال قائماً نتاج الأحوال الاقتصادية المتردية للعديد من الأسر لذلك يتخلصون من الفتيات مبكراً أو يحاولون جني المنافع جراء تلك الزيجات، وكأنها صفقة تخرج الأسرة من أزماتها المالية، وعملنا في الجمعية مستمراً نحو التوعية والتعاون مع المؤسسات التي تعمل على القوانين أيضاً.

وفي السابق كنا نعمل على توعية النساء فقط في ملف الختان وتزويج القاصرات، لكن مؤخراً أشركنا الرجال باعتبارهم عنصر فاعل وكذلك توجهنا نحو توعية القاصرات أنفسهن بحقوقهن، كما أننا نعمل على التمكين الاقتصادي لأننا اكتشفنا مدى تأثيره على الأسرة وتحسينها يجعل هناك مجالاً لتعليم الأطفال وتطويرهم فبات ذلك محور عملنا لمساعدة الأهالي في تغيير موروثاتهم الثقافية وخلق حالة من الاستقرار المستدام لهم.

ويتميز عملنا بأنه يأتي من قاع المجتمع ومع المستفيدين والمتضررين مباشرة، فقد نكون بعيدين عن العمل التشريعي والتغيير فيه، ولكننا نعمل مع المعنيين سواء من خلال التوعية أو التنمية الشاملة ومنها التمكين الاقتصادي والصحي والتعليمي وغيرها من الأمور التي تحقق المستهدف مجتمعياً.

 

نحن على مشارف انتهاء عام 2022... فما هي خطط عملكم للعام المقبل من أجل النهوض بالنساء؟

مشاريعنا مستمرة خلال العام المقبل ولدينا مشروع "كرامة" الذي سنعمل على مرحلته الثانية لمدة ثلاث سنوات والجديد في مرحلته المقبلة العمل على دراسة القوانين المتعلقة بالعنف وسنستمر في الدعم المباشر للمرأة وندرس القانون للعمل على وضع توصيات للمؤسسات التي تتواصل مع الجهات المعنية لإحداث تغييرات واقعية بتلك القضية.

وسنعمل على تنفيذ مشروع جديد يتعلق بسياسة حماية الطفل في المدارس وتم اختيار مدرستين لتنفيذ المشروع الذي سيشمل تدريب المدرسين والأطفال أنفسهم، كما سننشئ مدونة سلوك في المدارس وسنعمل على تحسين البيئة المحيطة بالأطفال لجعلها أكثر أماناً أثناء سير العملية التعليمية.

ومن المقرر أن نواصل العمل على التمكين الاقتصادي من خلال التدريبات الخاصة بإدارة المشاريع القائمة أو الجديدة، وسنضيف خلال العام المقبل العمل على الشمول المالي لمواكبة التغيرات الاقتصادية في البلاد.