زواج القاصرات خرق لحقوق الطفولة
يُعتبر زواج القاصرات انتهاك لحقوق المرأة ومُصادرة لحريتها، وخرق لحقوق الطفولة، وشكل من أشكال الإبادة التي تُفرض على المرأة

كوباني ـ من قبل الأنظمة السلطوية والذهنية الذكورية في المجتمع.
عقدت لجنة المرأة في العدالة الاجتماعية بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا، بالتنسيق مع دار المرأة وحركة المجتمع الديمقراطي، اليوم الأحد 21 شباط/فبراير في مدينة كوباني، اجتماعاً للعاملات في صالونات التجميل النسائية، بهدف التوعية لمنع استقبال القاصرات المُقدمات على الزواج.
لتجاوز الظروف الصعبة والوضع المتأزم في سوريا التي أدت إلى ازدياد المشاكل وتفكك الأسرة، وحلها بطرق وأساليبٍ توعوية اجتماعية، ولضمان المساواة والعدالة وصون حقوق المرأة في المجتمع حسب المبادئ الأساسية والأحكام الخاصة بالمرأة، وُضعت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا العديد من القوانين التي تحمي حقوق المرأة وحريتها، منها منع زواج القاصرات، منع تعداد الزوجات، منع زواج المُقايضة أو المُبادلة، منع زواج من غير الرضاء، إضافة إلى منع إجبار الفتاة، وحق الحضانة.
وعلى هامش الاجتماع تحدثت لوكالتنا عضوة مجلس عدالة المرأة في إقليم الفرات فلك يوسف، مُتطرقةً إلى أن زواج القاصرات أو تعداد الزوجات هو قتل للحياة والمجتمع بأكمله "زواج القاصرات يُعتبر انتهاك لحقوق المرأة ومُصادرة لحريتها واستعبادها"، مؤكدةً على أنه خرق لحقوق الطفولة وشكل من أشكال الإبادة.
وأضافت فلك يوسف أنه منذ عام 2016، وُضعت عدة قوانين بهدف حماية حقوق المرأة في المجتمع، ولكن لم تُطبق هذه القوانين حتى يومنا هذا، بسبب الذهنية الذكورية والعشائرية السائدة في المجتمع، مبينةً أنه لتطبيق تلك القوانين في المجتمع يجب توحيد الجهود وتكثيف التوعية الفكرية لدى النساء.
وأشارت فلك يوسف إلى أنه وبعد النقاش مع المشاركات ضمن الاجتماع، وتعريفهن بقوانين المرأة ومدى خطورة عدم تطبيق القوانين، تم الوصول إلى الاتفاق مع العاملات في صالونات التجميل بطلب عقد الزواج من المُقدمات على الزواج حين قدومهن إليهن، منوهةً إلى أن الوقوف ضد زواج القاصرات مسؤولية كل فرد في المجتمع وهي بذات الوقت عدم قبول للعبودية وثقافة اغتصاب الطفولة.
وارتفعت نسبة زواج القاصرات خلال سنوات الأزمة إلى 13 بالمئة، بعد أن كانت لا تتجاوز الـ3% في سوريا عامةً، ويعود ذلك إلى الحرب المستمرة والظروف المعيشية التي رافقت الأزمة السورية التي تشتت العائلة.
وعن الاستمرار في الفعاليات التوعوية، تُشير فلك يوسف "حتى لا يكون طريق المرأة الهاوية سنستمر بفعالياتنا التوعوية الفكرية والاجتماعية، ونصعد النضال في وجه كافة الذهنيات التي تنتهك حقوق المرأة".