ورشات عمل لتشكيل تحالف نسائي محور اليوم الثاني من المؤتمر النسائي

انطلق اليوم الثاني من المؤتمر النسائي الثاني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحيوية وأكثر فعالية، إذ تم تقسيم المشاركات في المؤتمر على ثلاث مجموعات وكل مجموعة ضمت نساء من مختلف الدول العربية

كارولين بزي
بيروت ـ .
بعد الجلسات السردية والنظرية، انتقل المجتمعون إلى المرحلة التطبيقية، من خلال مناقشة عدة مواضيع وتجارب من خلال تشكيل تحالفات نسائية في إطار ورشات عمل بعنوان "آليات العمل المشترك لتشكيل تحالف نسائي إقليمي لمواجهة التحديات الراهنة".
في كل مجموعة من المجموعات الثلاث تم التطرق ومناقشة عناوين مختلفة، فناقشت المجموعة الأولى العراقيل التي تعترض تضامن النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتم تقسيم المحاور إلى ثلاث ضمن المجموعة الأولى، محور سياسي واقتصادي وثقافي.
واتفقت المجتمعات على أنه لا يوجد اتفاق على مفهوم الديمقراطية إن كان على المستوى المحلي أو الاقليمي، وتم التشديد على أهمية أن يكون أوسع وأبعد من مفهوم الانتخابات.
كما اعتبرت المجتمعات أن العلاقات السياسية بين الدول أثرت على خلق التضامن بين النساء وحجبه وفقاً لسياسات وقرارات دولهن، والتباين في الحركة النسائية إن كان على المستوى المحلي والإقليمي، ما يغيب التضامن بين النساء. كما تناولن في هذه المجموعة موضوع الإرهاب الذي عانت منه المرأة بمختلف أشكاله وفي مختلف الدول، والقيود على الحريات التي تؤثر على الانتماء السياسي للمرأة، ما يفقد التضامن بينهن.
وفي المحور الاقتصادي، أكدن على أن "نوع النظام الاقتصادي لكل دولة وانعكاسه على تمكين المرأة، والحصول على دورها الحقيقي يمكنها من الانفتاح والتضامن مع النساء. بالإضافة إلى الذهنية الذكورية المسيطرة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وارتفاع نسبة النساء الغير التابعات اقتصادياً أو الغير مستقلات اقتصادياً ما يؤثر على حركة المرأة وتمكينها. الاتجار بالنساء التي تفقد السيطرة على امكانياتها الذاتية، والتي تعاني من عدم تضامن المجتمع مع قضيتها وهو ما يفقدها التضامن مع النساء، وارتفاع نسبة العنف والطلاق وانتهاك حقوق المرأة وصولاً إلى الأعنف وهو القتل".
ويلعب الدور الثقافي دوراً مهماً، في موضوع التضامن بين النساء أو عرقلته، واعتبرت المجتمعات أن الموروثات الثقافية والعادات والتقاليد تعيق التضامن والتواصل مع امرأة أخرى من موروث ثقافي مختلف. بالإضافة إلى المرجعية الأبوية داخل الأسرة التي تجعل من المرأة تابعة هو أمر يعيق تضامن النساء مع بعضهن، بالإضافة إلى الاستغلال الديني، وتوعية المرأة لقضاياها والتهجير القسري.
كما تطرقت المجتمعات في المحور الثقافي إلى تباين المفاهيم في موضوع الجمال الذاتي للمرأة، ففي عصر مواقع التواصل الاجتماعي تغير مفهوم الجمال لدى المرأة، ولم تعد متصالحة مع نفسها بما يتعلق بشكلها، وأصبحت تحاول العمل على جمالها الخارجي ما جعلها غير قادرة على تقبل شكل امرأة متواضعة أو تتعاطف معها وتحمل قضيتها إلى نقطة أبعد لكي تقدم لها المساعدة.   
وناقشت المجموعة الثانية "كيفية تحقيق التوازن بين المستوى المحلي والمستوى الإقليمي"، وركزت المجتمعات على التشبيك وتبادل الخبرات على المستوى المحلي والاقليمي، وإيجاد منصة إقليمية محورها المرأة، وكيان نسائي على المستوى الإقليمي، وايجاد حلول مشتركة أيضاً ليصلن بالمرأة إلى المستوى الذي يردنه.
كما تطرقت المجتمعات إلى "تنظيم مهرجان يجمع كل الأطياف في الأقاليم، لتسليط الضوء على ثقافاتهن لنقل هذه الثقافة للجميع، وتخليد ذكرى الشهيدات اللواتي ضحين بأنفسهن على المستويات الإقليمية، وتنظيم زيارات تنظيمية لكي نصل بالمرأة للمستوى الذي نريده". 
وتم طرح اقتراح زيارة شمال وشرق سوريا للتعرف على واقع المرأة، لأن المرأة كان لها دور كبير في مختلف المجالات، ومشاركتها محلياً واقليمياً، والقضاء على بعض الأفكار والعادات والتقاليد الموروثة.  
أما المجموعة الثالثة فصوّبت تركيزها على محور "المبادئ الأساسية لتشكيل التحالف النسائي الإقليمي وأهدافه ورؤيته".
وتم استعراض القواسم المشتركة، والسعي إلى تكوين تحالف نسائي، والعمل على نشر ثقافة الجينولوجيا (علم المرأة)، دعم ومساندة قضايا المرأة، التشبيك والتنسيق، مكافحة جميع أنواع التطرف، وتمكين المرأة في كافة المستويات. 
وضمن الجلسة الخامسة وهي الواقع المرتجى، تحدثت النائبة في البرلمان التركي تولاي حاتم أوغلو وشددت على أهمية المؤتمر، وقالت "من الأهمية جمع كل المناضلات والناشطات النسويات من الإقليم بعد سنوات من الانقطاع عن بعضنا البعض، ومن الأهمية أن نتشاطر خبراتنا وتجاربنا، واقتراح الحلول".
وتابعت "نعيش في إقليم تعصف به النزاعات والحروب، وتم استغلال الدين والطوائف لإثارة النعرات بيننا، والاستغلال السياسي والديني هو الذي جعل منا أعداء، وأصبحت المرأة التركية عدوة المرأة الكردية".  
وتطرقت إلى نظرة العالم للمرأة وقالت "في كل العالم هناك نظرة بأن جسد المرأة ليس ملكها، وروحها ليست ملكها لذلك نلاحظ حالات الاغتصاب والاتجار بالنساء في كل العالم". 
ولفتت إلى بعض التجارب التي تم التطرق إليها من مختلف النواحي، وأشارت إلى مثال المرأة الفلسطينية التي يتم استغلالها من قبل "الاحتلال الإسرائيلي"، وكذلك الاستغلال الديني لانتهاك الحقوق وتبرير العنف وقتل نساء من مختلف الدول.
وتطرقت إلى موضوع العنف ضد المرأة وقالت "العنف ضد المرأة وحتى داخل الأسرة هو ظاهرة يشهدها العالم بأسره، بسبب الثقافة الأبوية والذكورية المسيطرة على مجتمعنا. في تركيا كل يوم هناك ثلاثة نساء يتم قتلهن في إطار العنف المنزلي، ويجب أن يكون العنف ضد المرأة في أعلى سلم أولوياتنا". 
وفيما يتعلق بالواقع الاقتصادي قالت "ثروات العالم بأيدي الرجال والنساء مهمشات، ويتم تهميشهن عن عالم العمل والثروات أي أن الفقر يطال النساء ولا سيما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". 
وسلطت الضوء على نظرة الغرب للنساء، لافتةً إلى أن "الغرب ينظر إلينا وكأننا متخلفين ونستحق فقط العطف والشفقة، وبالتالي ينظر لنا من منظار الفوقية، علماً أننا في هذا الإقليم نحن مثال المقاومة ضد الظلم والقمع، نحن لسنا مجرد ضحايا لكن ينظر إلينا على أننا نستحق الشفقة، نحن كنساء من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدينا نساء بطلات، مثلاً نساء روج آفا هن خير دليل للمقاومة وضد التهميش، تجربة روج آفا مثال يقتدى به وهي تجربة تلخص مقاومة المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".