ورشات عمل المؤتمر تناقش حق النساء في الولوج إلى الأرض وأوضاع العاملات

تتواصل أعمال المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات، في يومه الرابع حيث تطرقت النساء إلى العديد من المسائل المهمة التي تهدد حياة النساء وتقف حاجزاً أمام تقدمهن وتحررهن، وتتفق المشاركات أن نساء العالم تشتكرن في نفس المآسي والإشكاليات.

زهور المشرقي ـ نزيهة بوسيعيدي

تونس - نظمت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات على هامش المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات، ورشة عمل خصصتها للنقاش حول حق النساء في النفاذ إلى الثروات الطبيعية، وتناولت ورشة أخرى الأوضاع المتردية للعاملات والتي جاءت تحت عنوان "المرأة على هامش الكرامة والواقع المتردي والمستقبل المنشود من خلال الأطروحات الاشتراكية".

قالت المشاركات في الورشة التي نظمتها الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات أن التضامن النسوي بين كل نساء العالم يعد من الثوابت التي يجب ترسيخها بين جميع النسويات، فمعارك النساء في جميع أنحاء العالم يجب أن تكون مشتركة من أجل الانعتاق والتحرر والمساواة رغم اختلاف السياقات.

وأكدت الورشة أن الاضطهاد الأبوي للنساء بالتمييز والاستغلال والتعنيف تطوّر وبات ظاهرة عالمية تقودها الاحتكارات الرأسمالية والعقليات الرجعية.

وشددت على أن النضال النسوي عالمياً أساسه التضامن الأممي بين جميع المضطهدات والمضطهدين برغم اختلاف الأشكال بين مجتمعات الشمال والجنوب.

وتناولت الورشة الأزمات المتعددة التي يعيشها العالم والتي عمقتها مخلفات الأزمات والحروب، وقد كانت النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة من أول الضحايا تضرراً نتيجة السياسات الليبرالية التي ازدادت جشعاً واستغلالاً وتوحشاً مع افتعال الأزمات والحروب لتكديس الأرباح على حساب الفقراء.

ولفتت الورشة إلى الأزمة البيئية التي استنزفت المقدرات الطبيعية والبرية حيث أصبح العالم على أبواب تهديدات بيئية غير مسبوقة بسبب الهجوم الرأسمالي المستمر على المحيط واستنزاف طاقاته دون تحمل المسؤولية في إمكانية التدارك.

وأكدت الورشة أن التناقضات الاجتماعية في كل أنحاء العالم قد تغيرت ولم تعد تناقض بين رأس المال وقوة العمل وقد أدت عولمة الاستغلال الرأسمالي إلى ظهور فئات اجتماعية وشرائح طبقية أصبحت أكثر تضرراً بالإقصاء ليزداد الفقراء ويتعمق تأنيث الفقر فضلاً عن استيطانه في مناطق معينة.

 وتطرقت إلى النضال النسوي الذي بات جزءاً لا يتجزأ من النضال ضد الرأسمالية والاستعمار ولم يعد ممكنا التخلي عن المطالب النسوية في التحرر والمساواة وفضح العنف وكسر حاجز الخوف ومحاربة التمييز.

وبدورها قالت رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات نائلة الزغلامي لوكالتنا إنّ الجمعية تعمل من أجل ضمان حق وصول النساء إلى الأرض وملكيتها واستغلالها وتعتبر ذلك مسألة مبدئية لأنها تُمكّنهن من تحقيق الاستقلالية الاقتصادية والقدرة على تحقيق الاستقلالية المادية.

وأوضحت أن الجمعية تناضل من أجل تمكين النساء من الحصول على المياه الصالحة للشرب والتصدي لمختلف المشاكل الإيكولوجية التي يمكن أن تهدد حياتهن وتهدد استقلاليتهن الاقتصادية.

 

 

ومن جانبها قالت عضو الجمعية والناشطة الحقوقية نعمة النصيري إنّ جمعية النساء الديمقراطيات نظمت العديد من الندوات سابقاً من أجل الدفاع عن حق ولوج النساء إلى الأرض، معتبرةً أن هذه المسألة أساسية لا جدال فيها، داعيةً إلى تشخيص الوضعية بشكل علمي وأكاديمي وإيكولوجي فيما يتعلق بنسبة الأراضي الموجودة في تونس وكيفية استهلاك المياه والكشف عن المناطق التي توجد فيها تلك الثروة المائية خدمة لواقع النساء.

وأكدت أنّه بعد تلك المراحل تنطلق عمليات التوعية عبر تغيير القوانين في الدستور وإقرار حق النساء في المياه، ليست مجرد كلمات ينقلها الدستور عبر إقرار أن كل مواطنة ومواطن لهما الحق في الحصول على المياه وكيفية الولوج لهذا الحق، والولوج للأرض وللملكية.

ولفتت إلى أن القوانين من شأنها أن تُسهل ذلك الحق النسوي وتحارب العقلية الأبوية وعقلية الامتلاك الرجعية، مشيرةً إلى عدم اقتناع النساء أحياناً بحقهن في ملكية الأرض، والمياه ومختلف الثروات وهي مسائل تُصحح بالتوعية والإرشاد.

 

 

أوضاع متردية للعاملة

الواقع المتردي للمرأة العاملة خاصة في المعامل والفلاحة بسبب الرأسمالية الفاحشة والعقلية الرجعية التي تضع المرأة في مرتبة دونية مقارنة بالرجل، والعنف المسلط ضد المرأة كانت محور إحدى الورشات بالمؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات، التي جاءت تحت عنوان "المرأة على هامش الكرامة والواقع المتردي والمستقبل المنشود من خلال الأطروحات الاشتراكية".

بحضور عدد غفير من النساء بدأت عضو لجنة تحضير المؤتمر إيمان كحلاوي وعضو لجنة المرأة لطيفة طعم الله هذه الورشة التفاعلية التي تم تقسيمها للحديث عن دور المرأة في المدينة وفي الريف وطرح المشاكل التي تواجه النساء على غرار العنف بجميع أنواعه المادي والرمزي واللفظي والاقتصادي وكذلك التهميش.

كما تطرقت إلى المقاربة التاريخية للمجتمع الأبوي وكيفية بروزه؟ ولماذا تتواجد المرأة في الأوضاع المهمشة اقتصادياً واجتماعياً؟

وخلال الورشة تم تقديم شهادات لبعض الفلاحات والعاملات بقطاع النسيج اللواتي أكدن تعرضهن للاستغلال والعنف الاقتصادي والعمل الشاق مقابل الأجر الزهيد.

وتحدثت إيمان كحلاوي عن المستقبل المنشود من خلال اطروحات الاشتراكية وانطلقت من ثلاث أسئلة، كيف بدأ كل شيء؟ والثاني لماذا كل هذا اللامساواة؟ والثالث ماهي سبل المقاومة والتصدي للوضعية المتردية؟

وأشارت إلى أن معاناة المرأة لها أبعاد تاريخية، فقبل ظهور المجتمعات كانت تتنقل وتعيش على الصيد ومع بروز الأراضي الزراعية وظهور الطبقات الاجتماعية أصبح الرجل يصطاد ويعمل في الحقول والمرأة تعتني بشؤون المنزل فتطورت بنيته الجسدية مقارنة بالمرأة واكتسب هيمنته الذكورية باعتباره المعيل الاقتصادي.

واعتبرت أن صراع المرأة هو اقتصادي، وتحريرها لا يتم إلا عبر الانتاج الاقتصادي، مؤكدةً على أن تمكينها اقتصادياً ستكون من أهم توصيات الورشة.