حضور لافت للشابات في المؤتمر الدولي للنساء القاعديات... وعي وإرادة تغيير

شهد المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات الذي تستضيفه تونس كأول بلد عربي وأفريقي حضور لافت للشابات المؤمنات بحقوقهن وبضرورة النضال من أجل تحرير النساء.

زهور المشرقي

تونس ـ أجمعت الشابات المشاركات في المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات المستمر منذ 4 أيام، اللواتي حضرن بكل شغف من كل بقاع العالم؛ على أهمية إشراك الشابات في النضال وتوعيتهن بأهمية الدفاع عن حقوقهن، فضلاً عن أهمية تبادل الخبرات بينهن من أجل مستقبل أفضل لهن.

أكدت الناشطة النسوية التركية جانسير داينير، أن حضور الشابات في المؤتمر العالمي للنساء القاعديات بتونس، مهم جداً، وهو أمر يدل على وعي شبابي نسائي واسع من مختلف أنحاء العالم بقضاياهن.

وأشارت إلى أنه بالرغم من التطورات التي حدثت ونحن في القرن الحادي والعشرين لا زالت عبودية النساء مستمرة "رغم ظهور العديد من أشكال العبودية التي بدأت تتلاشى عبر التاريخ، ولكن تلك العبودية المرتبطة بالمرأة لم تضمحل بل توسعت، لاعتبارها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالملكية الخاصة لوسائل الإنتاج".

وأكدت على أنه لا توجد حركة اجتماعية أدت إلى إنشاء مجتمع جديد تُقصى فيه النساء لكن ظلت العبودية ثابتة في كل مجتمع طبقي جديد تم تأسيسه، مشيرةً إلى أن الكادحات تعلمن جيداً أن المساواة لا يمكن أن تكتمل في ظل حكم رأس المال، لكن ما هو ثابت هو تلك المساواة في الحياة الواقعية، لافتةً إلى أن العدالة والمساواة لن تأت دون ثورة اجتماعية تضع حداً أمام كل الانتهاكات التي تمس النساء.

ودعت إلى معارضة عنف الرجال ورأس المال والدولة والإطاحة بالنظم الرأسمالية وذلك عبر خوض صراع قائم على ممارسة واعية ومنظمة.

وأضافت "نحن نساء ناضلنا في تركيا وكردستان لسنوات كثيرة، نؤمن بتحرير النساء ونعلم جيداً أن تحررنا ليس مستقلاً عن تحرير مجتمعاتنا"، داعيةً العاملات في جميع أنحاء العالم إلى النضال من أجل الهدف المتمثل في تحرير المرأة وضمان حرياتها وإقرار المساواة التامة ومحاربة العنف.

ودعت إلى مناهضة الفاشية والإمبريالية والبدء بإحداث تغيير جذري في الأنظمة الاجتماعية القائمة على الملكية الخاصة من أجل تحرير المرأة، لافتةً إلى أنه لا يمكن الحديث عن تحرير النساء دون ثورة تقضي على كل أشكال الاضطهاد والتمييز والاقصاء للكادحات القاعديات في كل بقاع الأرض.

 

 

من جانبها، قالت الناشطة الألمانية الشابة آنا قو، إنها سعيدة بتبادل التجارب مع فتيات من مختلف دول العالم، ما يتيح لها فهم الأسباب الحقيقية والمباشرة وراء استمرار اضطهاد الفتيات والنساء عموماً.

وأكدت على تضامنها مع كل فتيات العالم اللواتي تعشن ظروفاً صعبة جراء الحروب أو الإرهاب والفوضى، مشيرةً إلى أن طريق المساواة لا زال طويلاً لاعتبار تفنن الأنظمة الفاشية في استهداف النساء كل فترة بطريقة مختلفة.

وعبرت عن اطمئنانها من المشاركة الواسعة للشابات في هذا المؤتمر برغم الظروف الصعبة الذي جاء فيها نتيجة وباء كورونا وما سببه من أزمة اقتصادية خانقة مست النساء بدرجة أولى.

 

 

كما أكدت الناشطة الفرنسية - الألمانية جوني جو، على أن طريق المساواة في ظل أنظمة دولية إمبريالية لا تعترف بحقوق النساء وبالتشريعات التي تحميهن النساء لا زال صعباً، لافتةً إلى أن ما يطمئن في المؤتمر العالمي للنساء القاعديات الذي تحتضنه تونس ذلك الوعي النسوي الواسع بأنه حان وقت التغيير والثورة ضد كل من يستهدفهن من قريب أو بعيد فضلاً عن الاتحاد النسائي غير المسبوق في العالم ما يدل أن النساء قد استوعبن جيداً فكرة أنهن حاملات لنفس الهموم والقضايا والمشاكل.

وشددت على ضرورة محاربة الاستغلال بشتى أنواعه والتمييز وذلك عبر سن قوانين تتماشى مع ما بلغته النساء والفتيات اليوم، مؤكدةً على أن المشاركة الكبيرة للنساء والفتيات في المؤتمر هي بداية الثورة النسوية الحقيقية.