توعية المرأة فكرياً والوقاية من كورونا موضوع للنقاش ضمن محاضرة
عانت المرأة من محاولة الهدم المعنوي والنّفسي، ولا سيما العاملات منهنّ، ومن جهة أخرى شكل تفشي وباء كورونا مشكلة كبيرة تهدد البشرية، لذا كان لا بد من التوعية بدور المرأة وكذلك كيفية الوقاية من الوباء
قامشلوـ .
بدأت وقفة المرأة الحرة في سوريا، اليوم الأربعاء 2 حزيران/يونيو، بإلقاء أولى محاضراتها في ناحية أبو راسين التّابعة لمقاطعة قامشلو بشمال وشرق سوريا، تحت عنوان "المرأة والعائلة وتجديد فايروس كورونا"، ضمن حملة الفعاليات الفكرية والصّحية التي أعلنت عن انطلاقتها أمس الثَّلاثاء الأول من حزيران/يونيو2021.
وألقت المحاضرة العضو في وقفة المرأة الحرة حسينة محمد متحدثة عن (المرأة والعائلة)، ولا سيما وضع العاملات اللواتي يوازن بين واجباتهنَّ داخل المنزل وعملهنّ خارجه، قائلة إن المرأة "معطاءة، ومحبة، وتبذل جهدها لتستطيع بناء حياة سعيدة لها ولأسرتها".
وبينت أن كل امرأة تبذل جهداً كبيراً ستحقق بالتأكيد نجاحاً عظيماً "الجميع يحاول هدمنا بانتقاداته، هم يرون أن عملنا يجب أن يقتصر على المنزل وتربية الأبناء، ولا يجوز أن نتواجد بشكل مستقل في أي مجال".
وأضافت "في مجتمعنا هنالك العديد من الأسر التي تفضل إنجاب الأولاد عوضاً عن البنات، وهذا المعتقد القديم والرَّجعي، انعكس على النّساء بشكل سلبي، فهن نبذنّ منذ ولادتهنّ، لذا تعددت أشكال العنف والتَّهديد بحقهنّ على مر السّنوات".
وتغير واقع المرأة بشكل كبير بعد اندلاع ثورة شمال وشرق سوريا، والحديث لحسينة محمد "قاومت المرأة من أجل الحرية وانتزعت حقوقها، بفضل فكر القائد عبد الله أوجلان، الذي ألف العديد من المُجلدات التي تتضمن حقوقها، مما أسهم في تغيير نظرتها لنفسها، لتقف وتقاوم وحدها، وحققت نجاحاً أكثر من الرَّجال في العديد من المجالات".
وتدعو المرأة إلى مواصلة مسيرتها والدَّفاع عن نفسها وحقوقها وإيجاد الحلول للمشكلات التي تواجهها كـ زواج القاصرات، وتفشي حالات الانتحار، والعنف الجسدي والنفسي بحقها، لتوضح حسينة محمد أسباب تفشي ظاهرة تزويج الفتيات في سن صغيرة "لهذه الظاهرة سلبيات عدة لأن الفتاة غير قادرة على تحمل أعباء الزَّواج وتحرم من التَّعليم وتتعرض لمشاكل صحية، وكل ذلك بسبب الفقر، والعادات والتَّقاليد، والجَّهل، وغياب القوانين الرَّادعة".
وتؤكد حسينة محمد أن التَّخلص من زواج القاصرات يبدأ من تطبيق القوانين الرَّادعة له، وتوجيه أقصى العقوبات لمرتكبي هذه الجريمة، وعدم السَّماح بإبرام عقود الزواج خارج المحكمة، ونشر حملات التَّوعية.
تلا ذلك محاضرة أخرى بعنوان (فايروس كورونا)، ألقتها الإدارية في وقفة المرأة الحرة بقسم الصحة مليكة حصاف، بينت فيها أن البشر يخوضون معركة طويلة الأمد ضد فايروس أصغر من أحجامهم بخمس ملايين مرة "مع انتشار فايروس كورونا من مدينة ووهان الصَّينية اجتاح الرَّعب العالم، وبذل العلماء جدهم في سبيل التَّصدي له وتطوير لقاحات لدرء خطره".
وترى أن السَّبيل الأمثل للنجاة هو الوقاية عبر اتباع إرشادات السّلامة ومبادئ النّظافة، والابتعاد عن التّجمعات، ومراقبة درجات الحرارة كل 12 ساعة، ويجب أن تكون أقل من 38 درجة، والتَّوجه للمراكز المُختصة عند وجود شكوك باحتمالية الإصابة.
ومن أعراض الإصابة بالفايروس "الحمى، والسّعال، وضيق التَّنفس، والإجهاد العام، والإسهال، وارتفاع درجات الحرارة، وسيلان الأنف والتهاب البلعوم".
وتؤكد مليكة حصاف أن كورونا وباء يودي بحياة الإنسان إلا إذا انتصرت مناعته، لذا يجب تقويتها عبر العناية بالغذاء وممارسة الرَّياضة، والإكثار من المشروبات السَّاخنة والابتعاد عن الباردة منها، وترك التَّدخين.
والجدير ذكره أن وقفة المرأة الحرة في سوريا قد أعلنت أمس خلال بيان أن الحملة الفكرية والصحية ستشمل المرأة والرجل معاً، على مدار ثلاثة أشهر، وستبدأ من 2 حزيران/يونيو حتى 20 آب/أغسطس القادم، وستشمل كل من مدن (ديريك، الحسكة، قامشلو).