تجمع "المرأة شعلة التنمية" بانطلاقة جديدة لتمكين النساء
يسعى تجمع "المرأة شعلة التنمية"، لأن يكون قوة موحدة تستثمر القدرات والمهارات النسائية، وتوصل صوت المرأة بفعالية إلى المجتمع المحلي.
روشيل جونيور
السويداء ـ بعد الأزمة التي عصفت بأهالي السويداء في تموز/يوليو الماضي ولد تجمع نسائي جديد حمل اسم "المرأة شعلة التنمية"، ليكون منصة منظمة تعمل على تمكين المرأة وتعزيز دورها في المرحلة القادمة من تاريخ سوريا.
التجمع النسائي يضم عدداً من النساء المثقفات والفاعلات في المجتمع، ويسعى لأن يكون قوة موحدة تستثمر القدرات والمهارات النسائية، ويعمل على إيصال صوت المرأة بفعالية إلى المجتمع المحلي.
واجتمعت اليوم الخميس 18 كانون الأول/ديسمبر عضوات التجمع، لتؤكدن أن القيادة في الأزمات ليست حكراً على أحد، بل هي مسؤولية تتجسد بروح أنثوية قادرة على مواجهة التحديات وصناعة الأمل.
المشاركات شبهن التجربة بالقارب الذي يواجه الأمواج، لكنه يواصل رحلته بثبات، ليعكس صورة المرأة القائدة في العاصفة.
التجارب القاسية لم تكسر إرادة المرأة بل زادتها قوة
وقالت مديرة مركز السلام للتنمية والتدريب والمنسقة للتجمع فريال السليم "نستقبل هذه القدرات والمهارات لنوحد قوتنا وليكون لهذه القوة دور في تمكين المرأة وإيصال صوتها خلال المرحلة القادمة".
وتضمنت المحاضرة نشاطات التجمع وجاءت بعنوان "المرأة القائد في العاصفة"، لتسلط الضوء على دور المرأة القيادي في مختلف المراحل، واستعرضت المشاركات نماذج من الماضي والحاضر، حيث أثبتت المرأة أنها قائدة في المنزل وفي المعركة أيضاً وفي مختلف مواقع الحياة.
كما ناقشن التحديات التي واجهتها النساء خلال الأزمة، من فقدان الأحبة، إلى حالات الاختطاف والاضطهاد، مؤكدات أن هذه التجارب القاسية لم تكسر إرادة المرأة بل زادتها قوة وصلابة.
نشر ثقافة السلام
ربا الحناوي خريجة الاقتصاد ومدربة في مجال التنمية البشرية، وعضوة في الفريق، أوضحت أهداف المبادرة "نحن بأمس الحاجة لتفعيل دور المرأة، سواء اقتصادياً أو اجتماعياً أو نفسياً، لذلك نعمل على محاور متعددة تبدأ بالتمكين الاقتصادي، حيث نلاحظ أن كثيراً من النساء مسؤولات عن إعالة أسرهن، ومن هنا نسعى لتدريب النساء على إقامة مشاريع صغيرة تساعدهن في إعالة أسرهن وتحقيق الاستقلالية المالية".
وبينت أن المبادرة لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، بل تشمل أيضاً التمكين الاجتماعي من خلال دورات في التنمية البشرية، مثل دورة القيادة الفعالة، مؤكدةً أن كل امرأة تمتلك القدرة على أن تكون قائدة في منزلها ومجتمعها، بغض النظر عن مستواها التعليمي، إذ أن خبرة الحياة تمنحها قوة إضافية.
وأشارت إلى أن عدد من النساء قد لا تحملن شهادات أكاديمية، لكنهن تتمتعن بمهارات وثقة بالنفس وقدرات كبيرة تؤهلهن للنجاح، ومن جانبها تسعى لنشر ثقافة السلام داخل السويداء "أطمح أن أصل إلى كل بيت، وأن أساعد الأطفال على الخروج من دائرة العنف التي يعيشونها. الطفل ليس مذنباً، بل ضحية ظروف صعبة، ومن حقه أن يعيش طفولته في بيئة آمنة بعيداً عن النزاعات".
وترى ربا الحناوي أن المرأة هي القادرة على بناء هذا الواقع الجديد، فهي تحمل في داخلها قوة صلبة تشبه حجر البازلت الذي يميز أرض السويداء، وفي الوقت نفسه تحتضن بعاطفتها وحنانها كما تحتضن الدوالي عناقيد العنب.
المرأة هي النواة الأولى في العائلة
من جهتها ركزت مدربة التنمية البشرية نهاد الحلبي على أهمية الدور المحوري الذي تؤديه المرأة في الأسرة والمجتمع، مشيرةً إلى أن المرأة ليست فقط قادرة على العمل والإنتاج، بل هي أيضاً صمام الأمان الذي يحافظ على استقرار العائلة.
وأوضحت أن المبادرة بدأت بخطوة أساسية وهي نشر الوعي، من خلال دورات مكثفة تستهدف النساء والفتيات في بداية حياتهن، لتعليمهن كيفية التعامل مع الأشخاص المحيطين بهن، معتبرةً أن هذه المرحلة ضرورية لبناء شخصية قوية وواعية.
واعتبرت نهاد الحلبي أن "المرأة هي النواة الأولى في العائلة، ودائماً يقع على عاتقها اتخاذ القرارات الكبيرة وتحمل المسؤوليات، لذلك نعمل على تقوية النساء والفتيات منذ البداية، لتكون المرأة قادرة على الاحتواء".
وشددت على أن الطاقة الإيجابية التي تحملها المرأة تنعكس بشكل مباشر على الأسرة بأكملها، موضحةً أن الأم إذا كانت متعلمة وواعية وتعرف كيف تدير بيتها، فإن ذلك ينعكس بالسلام والنجاح على جميع أفراد الأسرة "من بيتنا ومن أمهاتنا نعرف أن مرض الأم يجعل البيت كله مريض، لأن طاقتها تؤثر على الجميع، لذلك إذا كانت الأم قوية وواعية، فإن هذه الطاقة الإيجابية ستعم على الأسرة كلها".
ومن خلال هذه المبادرة، يسعى مركز المرأة شعلة التنمية إلى تعزيز مكانة المرأة كقائدة وركيزة أساسية في المجتمع، وإلى نشر ثقافة الوعي والسلام داخل البيوت، لتكون المرأة بحق شعلة التنمية التي تنير طريق الأجيال القادمة.