تصعيد متواصل وتحذيرات أممية من كارثة إنسانية في غزة
وسط تحذيرات أممية من انهيار العمليات الإنسانية في القطاع، الذي يواجه كارثة إنسانية متفاقمة نتيجة الحصار، وموجات البرد والأمطار، ونقص حاد في المأوى ووسائل التدفئة، شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية أسفرت عن إصابات في خروق جديدة لوقف إطلاق النار.
مركز الأخبار ـ يفاقم الحصار المفروض معاناة سكان قطاع غزة بحرمانهم من المساعدات الإنسانية، فقد أدت هذه الأوضاع إلى أزمة إنسانية متصاعدة، حيث يواجه النازحون ظروفاً قاسية وسط البرد والأمطار ونقص حاد في المأوى.
شنت القوات الإسرائيلية، صباح اليوم الخميس 18كانون الأول/ديسمبر، سلسلة غارات جوية وقصفاً مدفعياً استهدف مناطق مختلفة في قطاع غزة، ما أسفر عن إصابة أكثر من عشرة أشخاص، بينهم حالة وُصفت بالخطيرة.
ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 11 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث أدت الانتهاكات المتواصلة إلى مقتل 394 مدنياً وإصابة 1075 آخرين منذ بدء الاتفاق.
وتجاوز عدد الانتهاكات الإسرائيلية منذ بدء الاتفاق 813 خرقاً، بمعدل يقارب 25 خرقاً يومياً، محذّرةً من أن الوضع "خطير جداً" ويهدد استمرارية الاتفاق.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي استمرت لعامين كاملين، آثاراً إنسانية مدمّرة، فقد أسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 171 ألفاً آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
كما أدت الحرب إلى دمار واسع في البنية التحتية والمنازل والمرافق الحيوية، فيما قدّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار القطاع بنحو 70 مليار دولار، في ظل ظروف إنسانية صعبة يعيشها السكان الذين فقدوا مأواهم ومصادر رزقهم
ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الحصار المفروض على القطاع ومنع إدخال المساعدات الإنسانية بالوتيرة المتفق عليها، ما فاقم أزمة النازحين الذين يعانون من الأحوال الجوية القاسية والعواصف الماطرة، وقد تسببت موجة الأمطار الغزيرة الأخيرة وهي الثالثة منذ بداية موسم الشتاء بغرق خيام النازحين المصنوعة من المواد البدائية، لتتكرر مأساة الغرق للمرة الثالثة.
في السياق ذاته، حذرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من أن العمليات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في غزة، مهددة بالانهيار إذا لم ترفع إسرائيل العراقيل المرتبطة بإجراءات تسجيل وصفت بأنها "إشكالية وتعسفية ومسيسة للغاية".