تجدد الاحتجاجات الشعبية في مدينة مهاباد

خرج أهالي مدينة مهاباد إلى الشوارع في الذكرى الأربعين لإعدام المتظاهرين، مؤكدين على أنه لا شيء يمنعهم من المطالبة بحقوقهم.

لارا جوهري

مهاباد ـ نظم أهالي مدينة مهاباد بشرق كردستان تجمعات احتجاجية عقب دعوات على مستوى البلاد لإحياء الذكرى الأربعين لضحايا الاحتجاجات الأخيرة وهما محمد مهدي كرمي ومحمد حسيني اللذان نفذت السلطات الإيرانية بحقهما حكم الإعدام صباح السبت 7 كانون الثاني/يناير الفائت.

منذ صباح الخميس 16 شباط/فبراير الجاري، انتشرت قوات الأمن في أنحاء مدينة مهاباد بشرق كردستان، وتم نقل عدد كبير من قوات مكافحة الشغب من مدينة أورمية إلى مهاباد، وعن ذلك تقول شرمين سعيدي "في الصباح الباكر، خرجت من مهاباد إلى أورمية وفي الطريق رأيت حوالي 12 سيارة سوداء لمكافحة الشغب تتجه نحو مهاباد. نقاط التفتيش لم تكن كما كانت من قبل، كانوا يفتشون سيارات الناس بصرامة أكبر".

وعلى الرغم من الأجواء الأمنية المشددة في مهاباد، إلا أن الشباب والشابات التواقين للحرية في هذه المدينة خرجوا إلى الشوارع مرة أخرى وأشعلوا الانتفاضة. نساء مهاباد خلعن الحجاب في الشوارع مرددات شعار "jin jiyan azadi". كواحدة من مناطق الاحتجاجات الرئيسية في المدينة، شهد شارع "مصدر" حشداً كبيراً من المتظاهرين أمس الخميس.

وكانت حليمة كريمي البالغة من العمر (52 عاماً)، من بين المشاركات في هذه الاحتجاجات مع ابنتها الكبرى وشقيقتها، وعن تلك التظاهرات تقول "خرجنا إلى الشوارع للتنديد بإعدام الشابين محمد مهدي كرمي ومحمد حسيني، وجميع ضحايا الانتفاضة، وخلعت حجابي وتقدمت إلى الأمام لأحمي ابنتي وصرخت بشعار jin jiyan azadi، لنثبت للسلطات أننا لا نخاف ولا شيء يمنعنا من السعي لنيل الحرية".

وأضافت "تجمعنا في شارع مصدر وكان عدد النساء أكبر بكثير من عدد الرجال، وأضرم الشبان النار في بداية ونهاية الشارع حتى لا تتمكن السيارات من المرور به، وفتحت أبواب جميع المنازل وتكررت الأيام الأولى للانتفاضة".

بدورها أوضحت إحدى المشاركات في احتجاجات شارع "مصدر" ميديا ​​أحمدي البالغة من العمر (27 عاماً) أن المنطقة المحيطة بالشارع كانت مليئة بقوات مكافحة الشغب، مضيفةً "غطينا وجوهنا وهتفنا في وسط الشارع. كانت طائرات الاستطلاع تحلق فوقنا".

وأشارت إلى أنه "سُمع دوي إطلاق نار في السماء عدة مرات فذهب بعض المتظاهرين إلى حي بري شيلانان. بعد هجوم قوات الأمن على المتظاهرين احتمى الأهالي بالمنازل، لكن لم يمض وقت طويل قبل أن تندلع النيران مرة أخرى ويأخذ الأهالي سياراتهم إلى مدخل الشارع. كان بعض الأشخاص في سياراتهم يطلقون الأبواق ويهتفون، وأقاموا حواجز طرق ضخمة بإشعال النيران ووضع الحجارة الكبيرة".

وفي ختام حديثها لفتت ميديا أحمدي إلى أنه "بالرغم من كل الأخطار التي كانت موجودة في هذا الشارع، شعرت بأنني على قيد الحياة وأدركت أنه لا شيء يمنعنا من المطالبة بحقوقنا".

وأبقى المتظاهرين/ات نيران انتفاضتهم مشتعلة حتى ساعة متأخرة من الليل في شارع "مصدر" وحي بري شيلانان، معبرين عن غضبهم وكراهيتهم للجمهورية الإسلامية مرة أخرى.