ثورة 19 تموز...ضمان وحدة الشعوب وحريتها
احتفل الآلاف من الأهالي يوم أمس الاثنين 19 تموز/يوليو، بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لثورة 19 تموز، في مدينتي قامشلو ومنبج بشمال وشرق سوريا
مركز الأخبار ـ ، مؤكدين على أن ثورة روج آفا الضمان الوحيد لحرية الشعوب ووحدتها، مطالبين بالاعتراف السياسي بالإدارة الذاتية.
تحت شعار "بروح ثورة 19 تموز سندحر الاحتلال ونضمن النصر" نظمت يوم أمس 19 تموز/يوليو، الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة بشمال وشرق سوريا احتفالية بمناسبة حلول الذكرى التاسعة لثورة 19 تموز.
وألقت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة نظيرة كورية خلال الاحتفالية كلمة باسم الإدارة الذاتية، أشادت فيها بعظمة ثورة روج آفا "نقف إجلالاً وإكباراً في ذكرى الثورة للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حرية الشعوب وتحقيق الديمقراطية، ونحيي أبطال شمال وشرق سوريا الذين يدافعون عن الأرض والمكتسبات".
وأضافت أن الثورة انطلقت في ظروف استثنائية، وخلقت روحاً وإرادة حرة انبثقت من صلب إرادة المجتمع، ثورة التغيير الفكري أمام الذهنية السلطوية "يجب على جميع الشعوب القيام معاً لتحقيق القيم الإنسانية والقيم التي حاول الاستبداد طمسها".
وأشارت نظيرة كورية إلى المحالات الهادفة لخلق الفتن بين مكونات المنطقة "ثورة 19 تموز مرت بمراحل صعبة، وبالتضحيات التي قُدمت استطاعت الوقوف بكل صمود وإرادة ضد هذه الهجمات، وأكدنا للأعداء بأنهم لن ينالوا من إرادتنا وإيماننا بالحرية والديمقراطية".
وقالت "نستذكر في هذا اليوم المبارك البطلات الشهيدات المقاتلات اللواتي لبينَّ نداء الثورة، ثورة المرأة التي قامت على أساس فلسفة الأمة الديمقراطية التي تؤمن بالحياة الندية والتشاركية الحقيقية".
وأكدت على أن سياسات الأعداء لا تزال مستمرة حتى يومنا "بعد احتلال عفرين ورأس العين/سري كانيه، وكري سبي/تل أبيض، وتهجير سكانها الأصليين، اليوم يحرمون مئات الآلاف من الأهالي من المياه ضمن سياسة إبادة أخرى".
واحتلت تركيا رأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي خلال هجماتها التي شنتها على مناطق شمال وشرق سوريا في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2019 وهجرت سكانها الذين يعيشون اليوم في المخيمات والمدارس بينما تسكن عائلات المرتزقة في منازلهم التي تم نهبها.
وانخفض مستوى المياه بشكل قياسي أثر بشكل كبير على سقاية الأراضي الزراعية من جهة، وعلى توليد الطاقة الكهربائية من جهة أخرى، حيث أن عمل عنفات توليد الكهرباء اقتصر على عنفة واحدة؛ من أجل تغذية المطاحن ومحطات ضخ مياه الشرب.
مما أدى لانهيار المنظومة الزراعية في مناطق شمال وشرق سوريا التي تعتمد بشكل كبير على الزَّراعة والثّروة الحيوانيَّة في تأمين اقتصادها بنسبة 80 %، ولا يمكنها درء خطر انخفاض منسوب المياه في صيف تجاوزت درجات الحرارة فيه الـ40 درجة.
وشددت على ضرورة التكاتف بين كافة مكونات المنطقة والالتفاف حول الإدارة الذاتية "نحثكم على ضرورة التكاتف الشعبي لمواجهة مخططات الأعداء".
وتوجهت في نهاية كلمتها برسالة إلى دول العالم "قدمنا الكثير من التضحيات لحماية الإنسانية من بطش وإرهاب مرتزقة داعش، لذلك عليكم الاعتراف بالإدارة الذاتية سياسياً".
وبدورها باركت الناطقة الرسمية باسم مؤتمر ستار في روج آفا رمزية محمد ثورة 19 تموز/يوليو على جميع الشعوب وشهداء الحرية "ثورة 19 تموز هي شعلة الحرية التي انطلقت من مناطق روج آفا نحو شمال وشرق سوريا، وأصبحت نموذجاً للوقوف في وجه الأعداء وسياسات الظلم والإبادة".
وتابعت "خلال السنوات التسع ضحى شعبنا وناضل في وجه جميع الهجمات حتى تمكن من دحر داعش في آخر معاقله في الباغوز في آذار/مارس 2019"، مؤكدة على مواصلتهم النضال والمقاومة لحماية الثورة "ثورتنا لم تأتي من فراغ وهي القادرة على حل جميع الأزمات والحفاظ على وحدة تراب سوريا".
وفي نهاية الاحتفالية تم تقديم فقرات غنائية فلكلورية وتراثية للفرق (الفرقة الغنائية في الجزيرة، الفنانين السريان، وآوازي جيا، فرقة ستيرا زيرين، والفنان باران دلبهار، وفرقة جودي، وفرقة سردم، والفرقة الأممية للنساء"، وعروض لدبكات تراثية للمكون السرياني والعربي والكردي من قبل الفرق (السريان، وفرقة الدبكات الكردية، وكومين روج).
في منبج "ثورة 19 تموز تميزت بتجربتها خلال تسع سنوات...يجب الاعتراف بها"
نظم اتحاد المرأة الشابة وحركة الشبيبة الثورية ضمن حملة "هلموا لحرب الحرية" التي انطلقت في حزيران/يونيو الماضي، يوم أمس الاثنين 19تموز/يوليو احتفالية، بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لانطلاق ثورة 19 تموز، التي عام 2012 من مدينة كوباني.
وألقيت كلمة باسم الإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج وريفها من قبل نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي نورا الحامد قالت فيها "هذه الثورة انطلقت من مدينة المقاومة كوباني وانتشرت في كافة مناطق شمال وشرق سوريا وحملت على عاتقها التغيير الديمقراطي، وثورة المجتمع بانخراط كافة المكونات فيها لتحرير كافة المناطق من رجس مرتزقة داعش".
وأضافت "هذه الثورة انطلقت بريادة المرأة المناضلة الحرة التي أخذت على عاتقها بناء المجتمع الديمقراطي الحر، ومن هذا المنطلق لعبت المرأة الدور البارز في تحرير المناطق التي كانت تخضع لسيطرة مرتزقة داعش".
وأشارت إلى أنهم تعلموا من هذه الثورة الحفاظ على المكتسبات التي تحققت بتضحيات الشهداء "على الجميع التكاتف للحفاظ على المشروع الديمقراطي الذي يضمن التعايش المشترك وحرية المرأة"، مؤكدة على ضرورة الاعتراف الدولي بالإدارة الذاتية.
وهنأت الرئيسة المشتركة لحركة الشبيبة الثورية في مدينة منبج هديل الجاسم ذكرى انطلاق ثورة 19 تموز على القائد عبد الله أوجلان وجميع الشعوب في المنطقة "نستذكر جميع الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لتعيش الشعوب حياة حرة".
وتابعت "ثورة 19 تموز انطلقت ضد الظلم والاضطهاد الذي مارسه النظام البعثي بحق كافة مكونات المنطقة دون استثناء، والآن الاحتلال التركي يمارس أبشع الجرائم بحق الأهالي في المناطق المحتلة، فبنضالنا وتكاتفنا سندحر الاحتلال".
وشددت على أن احتفاليتهم بالثورة هي رسالة واضحة لجميع المحتلين "لن نتوانى في الدفاع عن أرضنا ومكتسباتنا الثورية، وسنكمل نهج الشهداء حتى تحقيق النصر".
وتخللت الاحتفالية تقديم فرقة الشهيد أردال شاهين للمسرح الأكاديمي عرضاً مسرحياً كوميدياً حمل عنوان "الطالب الغبي"، وعقد الأهالي حلقات الدبكة على وقع الأغاني التراثية.
وعلى هامش الاحتفالية، قالت لوكالتنا الإدارية في اتحاد المرأة الشابة سيدانا حنوش من المكون الشركسي "ثورة 19 تموز تعتبر مقدسة لدى الشعوب بالمكتسبات التي حققتها، والتي أصبحت مثالاً لكل شعوب المنطقة، وللمرأة الدور الطليعي في قيادة الثورة عبر انخراطها في جميع المجالات".
وأشارت إلى أن الثورة ضمت جميع مكونات المنطقة "على الرغم من جميع المخططات التركية للقضاء على ثورة 19 تموز ومكتسباتها، إلا أننا بوحدتنا نحميها من براثنهم".
وأكدت على ضرورة الاعتراف بالإدارة الذاتية "كشبيبة سنسعى بشكل دؤوب من أجل الاعتراف بإدارتنا، لتصبح نموذجاً في الشرق الأوسط".
وفي 18 تموز/يوليو أطلقت الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للاعتراف السياسي بها.
وبدورها أشارت الإدارية في اتحاد المرأة الشابة سمر الحزوري إلى دور الشبيبة الذي تفعل ضمن ثورة 19 تموز على عكس ما كانت عليه الشبيبة قبل انطلاقها "كان صوت الشبيبة مهمشاً، لكن خلال الثورة استطاعت ريادتها على جميع الأصعدة".
وأكدت على أن أهم منجزات الثورة تحقيق العدالة والمساواة بين جميع شعوب المنطقة "سنرفع من وتيرة نضالنا لنحمي ثورتنا التي تسعى الدول الرأسمالية وعلى رأسها تركيا للنيل منها".
وفي ربيع عام 2011 انطلقت الثورة من محافظة درعا، لتخرج عقبها في 15 آذار/مارس 2011 أولى المُظاهرات في العاصمة دمشق، وفي شمال وشرق سوريا خرج الشعب الكردي في مظاهرات حاشدة مطالبة بإسقاط النظام نتيجة لسياساته العنصرية اتجاه الكُرد منها الحزام العربي والتهجير، والمجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في قامشلو عام 2004. وعمل أهالي كوباني على تنظيم أنفسهم بشكل سري وتأسيس مركز الشّبيبة الثّورية واللغة الكردية وغيرها، إضافة للاحتفالات في المناسبات الثوريّة، في الوقت الذي كان فيه النّظام يعمل على تكثيف حملات الاعتقال.
وبتاريخ 19 تموز/يوليو 2012، وهو التّاريخ الذي انطلقت فيه ثورة روج آفا من كوباني، أعلنت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب رسمياً عن وحداتها، وعاهدت على الدفاع عن جميع المكونات في روج آفا.