ثريا العلوي: مهرجان سينما المرأة شعاع أمل وانتصار لتاء التأنيث
انطلقت فعاليات المهرجان الدولي لفيلم المرأة بمدينة سلا المغربية، بدورته الرابعة عشر، أمس الاثنين 8 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد التأجيلات التي طالت دوارته الماضية
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2021/11/20220306-jpgefb3e4-image.jpg)
حنان حارت
المغرب ـ .
تميز حفل افتتاح الدورة 14 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة، المنظمة تحت الرعاية الملكية بمبادرة من جمعية أبي رقراق، في فضاء هوليوود السينمائي بحي كريمة، بتكريم فنانتين مغربيتين عرفاناً بمسارهما الفني وما قدمتاه من إسهامات في مجال السينما المغربية، وهما الممثلة وكاتبة السيناريو والمخرجة المغربية سامية أقريو، والفنانة ثريا العلوي.
وقالت الممثلة المغربية ثريا العلوي في تصريح لوكالتنا أن "هذا التكريم هو تشريف وتكليف في نفس الوقت"، مشيرةً إلى أن تكريمها في مهرجان خاص بسينما المرأة، هو اعتراف بما تسديه المرأة من أدوار جليلة في المجتمع وما تعيشه من حيف، خاصةً وأن الجزاء الذي تأخذه المرأة لا يساوي العطاء الذي تمنحه.
وأضافت "عندما نسمع بمهرجان لسينما المرأة نقول كفنانات أن هناك شعاع أمل، وأن المهرجان انتصر لتاء التأنيث، وأن نضال الحركات النسوية والمجتمع المدني لم يذهب سدى"، واعتبرت الفنانة المغربية أن اهتمام المهرجان بأفلام المرأة يزيد من أهميته، وأن المرأة تحتاج إلى جهد ونضال للحفاظ على حقوقها ومكتسباتها، لأن الفن يعد وسيلة أخرى للتعبير عن دور المرأة الفعال في المجتمع.
واعتبرت ثريا العلوي تكريمها بمثابة طوق في عنقها، لأن ذلك يجعلها تفكر دائماً هل هي في المستوى أم لا، وهل ما تقدمه يستحق بالفعل التكريم، وتتمنى أن يظل هذا الشعور يرافقها طوال حياتها، حتى لا تتغير وتشعر بالغرور، وتضيف "الجمهور بقدر ما يعطيك من الحب والاهتمام، لا يرحمك وله كامل الحق والصلاحيات في الانتقاد ما لم يتدخل في الحياة الخاصة والحرية الشخصية للفنان".
وعن رأيها في الأعمال السينمائية التي تتناول قضايا المرأة تقول "الكتابة دائماً موجهة للرجل أكثر ما هي موجهة للمرأة، والمتتبع لتاريخ السينما سيرى أن المرأة دائماً تقف خلف الرجل البطل تظهر تارة بمظهر الزوجة أو الأخت أو الحبيبة أو الأم".
واستدركت بالقول "لكن هذا لا يجعلنا ننكر أن هناك بعض التجارب التي وضعت المرأة بطلة والمحور الذي تدور من أجله الحكاية وسلطت الضوء على العديد من القضايا التي تعيشها المرأة المغربية، وأعطت الصورة التي تستحقها المرأة، هناك أفلام أنصفت المرأة المغربية، وانتصرت لقضايا النساء بكل موضوعية وعكست مدى تحضرها وتمدنها، وفي المقابل هناك أفلام كرست الصورة النمطية، وكفنانة أطمح إلى الأحسن في مجال سينما المرأة".
وعن تجاربها السينمائية التي تناولت قضايا المرأة تقول "أعتز بكل أعمالي، لكن هناك بعض الأعمال التي أراها تعبر أكثر عن قضايا المرأة المغربية، وأعطت بصمة كبيرة في مساري، فهناك "الطفولة المغتصبة" الذي تم فيه تسليط الضوء على ظاهرة الخادمات ونحن نعلم ما تعيشه هذه الشريحة من معاناة وحيف وظلم"، وتضيف "هناك أيضاً فيلم "نساء ونساء" الذي تناول ظاهرة العنف ضد النساء؛ و"طرفاية" الذي تم خلاله التطرق إلى معاناة المرأة عندما يتخلى عنها الكل وتجد نفسها وحيدة تواجه المجهول، فتفكر في الهجرة".
أما فيلم "يوم وليلة" فهو يتطرق لمأساة تيه تتعرض لها المرأة البدوية داخل المدينة وفشلها في مواجهة وحشية فضاء لا يرحم في قالب يتأرجح بين المأساوي والكوميدي.
وعن رأيها في الأفلام التي تعرض في المهرجان توضح "برأيي أن الأفلام السينمائية التي تعرض تساهم في تغيير أفكار الشعوب، لأن الفن أسهل وسيلة لتغيير وجدان الشعوب"، مضيفةً "خير دليل التجربة المصرية، حينما ألقت الفنانة فاتن حمامة الضوء على أحد القضايا التي تخص المرأة، وهي قضية حق المرأة في الخلع، في فيلم "أريد حلاً" والذي قدمته سنة 1975، وغير ذلك الفيلم قانون الأحوال الشخصية وجعل المرأة لها الحق في رفع قضايا الخلع".
وعرف حفل افتتاح الدورة، التي تستضيف السينما السويسرية كضيف شرف، عرض الفيلم السويسري "الأمر الإلهي" للمخرجة بيترا فولب، الذي أنتج عام 2017، وهو فيلم درامي كوميدي يتطرق للقوانين التمييزية في سويسرا والتي تحرم النساء من حق العمل.
ويتضمن برنامج المهرجان، مسابقة رسمية للأفلام الروائية الطويلة حول تيمة المرأة، ومسابقة رسمية لأفلام وثائقية تتطرق لنضال المرأة من أجل المساواة وضد كل أشكال التمييز، ونافذة على الفيلم القصير المغربي من إخراج مواهب نسائية شابة، بمشاركة ستة أفلام هي "العصا" لفاطمة أكلاز، "إكاروس" لسناء العلاوي، "أخو" لآسية الإسماعيلي، "جنة" لمريم عبيد، "سراديب الغضب" للينا اعريوس، "لقاء مع الروح" لكوثر بنجلون.
ونافذة على الفيلم الروائي الطويل المغربي، حيث ستشارك المخرجة المغربية مريم عدو بفيلمها الوثائقي، "لمعلقات"؛ وهو إنتاج مغربي فرنسي قطري.
وسيتم عرض الأفلام المغربية الخارجة عن المسابقة للعموم، وهي "مباركة" الذي تم إنتاجه عام 2018 لمحمد زين الدين، و"هلا مدريد فيسكا بارصا" (2019) لعبد الإله الجوهري، و"بركاج بالمغربية" (2019) لأحمد الطاهري الإدريسي، و"كبرو ومبغاوش يخويو الدار" (2019) لنور الدين دوكنة.
ويهدف المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا الذي ينظم من قبل جمعية أبي رقراق منذ عام 2004، للترويج لسينما المرأة وإبراز دورها في السينما.
وكان قد سلط المهرجان في دورته الـ 13 التي نظمت عام 2019، الضوء على المساواة بين الجنسين في قطاع السينما، وكرم أربعة من صانعات ونجمات السينما هن المنتجة التونسية درة بوشوشة ومصممة الأزياء السنغالية أومو سي والممثلة المغربية منى فتو والممثلة ماجدولين إدريسي.
وعاد المهرجان الذي سيستمر حتى 13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، إلى الواجهة، بعدما اضطر منظمو المهرجان إلى تأجيله بسبب جائحة كورونا، واليوم ينظم في ظرفية استثنائية وسط إجراءات وقائية وتنظيمية محكمة، ليستمر في دعم قضية المرأة لما أبانت عنه من تطور في شتى ميادين الحياة، وفي قطاعات الفن والسينما سواء كموضوع للإبداع أو ضمن مختلف محطات الصناعة السينمائية.