'تغيير المناهج محاولة لفرض نهج تعليمي لا يحترم التنوع الثقافي'

طالب تجمع نساء زنوبيا الجهات المعنية بالتراجع عن التغييرات التي أجريت على مناهج التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة التي هي محاولة لفرض نهج تعليمي معين، وإعادة صياغة المناهج الدراسية بما يضمن تمثيلاً عادلاً للمرأة وإبراز إسهاماتها.

مركز الأخبار ـ أكد بيان تجمع نساء زنوبيا في إقليم شمال وشرق سوريا على أن التغييرات التي طرأت على مناهج التربية والتعليم هي ليست مجرد حذف لأحرف من الكتب، بل هو محو لتاريخ بأكمله، وتجاهل لدور المرأة المحوري في صناعة الحضارات، مشدداً على أن "القضية ليست مجرد قضية تعليمية، بل هي قضية مجتمع بأكمله، وقضية مستقبل أجيالنا".

أصدر تجمع نساء زنوبيا اليوم الأحد 5كانون الثاني/يناير، بياناً جاء فيه "نحن نساء زنوبيا، نقف اليوم وقفة عز وإباء، وقفة تملأها الغيرة على تاريخنا وهويتنا، وقفة احتجاج مدوية ضد التغييرات الأخيرة التي طرأت على مناهج التربية والتعليم الذي صرح عنه الوزير الجديد للتربية والتعليم في حكومة التصريف والأعمال في سورية، إننا نرى بأم أعيننا كيف يتم العبث بتراثنا وتاريخنا، وكيف يتم تهميش دور المرأة وإقصاء إسهاماتها في بناء الحضارة الإنسانية".

وأضاف البيان "لقد تابعنا بقلق بالغ التعديلات التي طالت المناهج الدراسية، والتي لم تقتصر على تغيير بعض المصطلحات أو العبارات، بل امتدت لتشمل إزالة أسماء نساء عظيمات كان التاريخ يخلد ذكراهن، وعلى رأسهن الملكة زنوبيا، رمز العزة والشموخ. إن إزالة أسماء هؤلاء النساء ليس مجرد حذف لأحرف من الكتب، بل هو محو لتاريخ بأكمله، وتجاهل لدور المرأة المحوري في صناعة الحضارات".

وأكد تجمع نساء زنوبيا من خلال البيان رفضه لهذا التوجه الذي يسعى إلى طمس الهوية وتشويه التاريخ "نؤكد أن المرأة كانت ولا تزال شريكاً أساسياً في بناء المجتمعات وتقدمها. لقد لعبت المرأة أدواراً حاسمة في مختلف المجالات، من السياسة والاقتصاد إلى الثقافة والفن، ولا يمكن لأي قوة في العالم أن تنكر ذلك أو تتجاهله".

وأوضح البيان "إننا نرى في هذه التغييرات أيضاً محاولة لفرض نهج تعليمي معين لا يحترم التنوع الثقافي والديني والمعتقداتي في مجتمعنا. إننا نؤمن بأن التعليم يجب أن يكون منفتحاً على جميع الثقافات والمعتقدات، وأن يعمل على تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين مختلف أطياف المجتمع".

"إننا نعلنها صرخة مدوية" بهذه الكلمات أكد تجمع نساء زنوبيا على أنه "لن نسمح بتهميش دور المرأة في تاريخنا ومجتمعنا، ولن نرضى بأن يتم فرض أيديولوجيات أحادية لا تحترم التنوع والتعددية. إننا نطالب الجهات المعنية بالتراجع الفوري عن هذه التغييرات، وإعادة صياغة المناهج الدراسية بما يضمن تمثيلاً عادلاً للمرأة وإبراز إسهاماتها في مختلف المجالات".

ودعا البيان جميع أبناء وبنات الوطن، من مثقفين وأكاديميين وإعلاميين، إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه هذه الممارسات التي تستهدف الهوية والتراث "إننا نؤمن بأننا معاً قادرون على حماية تاريخنا وحقوقنا، وبناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة، كما إننا نعلن عن تضامننا مع جميع النساء اللواتي يناضلن من أجل حقوقهن ومساواتهن. إننا نؤمن بأن صوت المرأة يجب أن يكون مسموعاً في كل مكان، وأن دورها يجب أن يكون مؤثراً في كل مجال. إننا نعتبر هذه القضية ليست مجرد قضية تعليمية، بل هي قضية مجتمع بأكمله، وقضية مستقبل أجيالنا".

وفي الختام أكد بيان تجمع نساء زنوبيا "لنجعل أصواتنا تعلو، ولنعمل معاً من أجل مستقبل مشرق، يرتكز على المساواة والعدل والاحترام المتبادل".