عشرات الفنانات الفلسطينيات يشاركنَّ في معرض "متجذرون في أرض الزيتون"
افتتح في قطاع غزة أمس الاثنين 16 آب/أغسطس معرضاً للفنون التشكيلية، تحت شعار "متجذرون في أرض الزيتون"، بمشاركة 50 فنان/ة والذي سيستمر حتى اليوم
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2021/08/20220306-1772021-jpgd5b916-image.jpg)
رفيف اسليم
غزة ـ .
ونظم المعرض من قبل مؤسسة رواسي للثقافة والفنون وهي مؤسسة غير حكومية، بالتعاون مع "جمعية الشبان المسيحية" كما ضم أكثر من 70 لوحة فنية عبرت عن قضايا القطاع المحاصر من معاناة إلى مواضيع حول جمال الطبيعة.
![](https://jinhaagency.com/staticfiles/news/16523/2021/08/17/750x750nc-535.jpg)
وقالت الفنانة زينة الشرفا لوكالتنا أنها شاركت في المعرض من خلال لوحة جسدت المسجد الأقصى وحوله الطيور وغصن الزيتون "القدس مدينة السلام التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي دوماً لنزع السلام منها وترويع ساكنيها"، مضيفةً أنها اختارت مدينة القدس تحديداً كعنوان للمشاركة كون الفن رسالة تستطيع إيصالها للعالم أجمع بأن "المدينة المقدسة تواجه التهويد وجرائم المحتل وحدها كل يوم".
وعن موهبتها في الرسم أوضحت أنها طالبة في كلية الآداب فرع لغة إنجليزية لكنها تحب الفن وتعطيه حيز كبير من وقتها وهذا ما جعلها تتحول من مجرد هاوية أو موهوبة لمدربة في مجال رسم البورتريه دون تلقي أي دورات، لافتةً أنها تعمل بشكل جيد على قضايا العنف ضد المرأة بجميع أشكاله، سواء كان معنوي أو جسدي أو لفظي من خلال المكياج السينمائي؛ لتوصل رسالة للمجتمع والعالم أن العنف مرفوض وللمرأة حريتها الكاملة.
![](https://jinhaagency.com/staticfiles/news/16523/2021/08/17/750x750nc-858.jpg)
فيما رغبت الفنانة نسمة أبو حصيرة أن تكون تجربتها الأولى في فن الكولاج ضمن الأعمال التي تعرض في المعرض الحالي، موضحةً أن لها العديد من الأعمال السابقة بالزيت والفحم، لكنها اختارت تلك الطريقة تحديداً للحديث عن الحروب التي مر بها قطاع غزة باستخدام الأرقام الدالة على العام الميلادي لكل عدوان.
وأكملت نسمة أبو حصيرة أن اللوحة عبارة عن جرائد طبعت عليها تواريخ الحروب وأعداد الأطفال والنساء الذين استشهدوا، والبيوت التي هدمت في الاعتداءات السابقة على غزة، مستخدمة الأعداد بدلاً من السنتيمتر. مشيرةً أن لوحتها الأخرى شملت عيون الأطفال سارحة في السراب وأخرى لأب وأم يفكرون بمستقبل أبنائهم، الذين تحول تفكريهم إلى انتظار وقت موت أبنائهم، أو الاستفهام عن مستقبل المتضررين منهم فاقدي أطرافهم أو إحدى حواسهم لتحمل اللوحتين عنوان "لما أطفالنا".
وعن فن الكولاج أوضحت أنه عبارة عن تكنيك فني يقوم على تجميع أشكال مختلفة لتكوين عمل فني جديد قد يتضمن قصاصات الجرائد، الأشرطة، وأجزاء من الورق الملون المصنوعة يدوياً، أو الحبر الصيني، ونسبة من الأعمال الفنية الأخرى والصور الفوتوغرافية وما إلى ذلك لتجمع تلك القطع والقصاصات وتلصق على قطعة من الورق أو القماش.
![](https://jinhaagency.com/staticfiles/news/16523/2021/08/17/750x750nc-12454.jpg)
كما شاركت الفنانة هنادي كسيح في المعرض للتعبير عن موهبتها خاصة أنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا تلقى تلك المساحة دوماً لتعبر عن موهبتها بالرسم منذ أن كانت طفلة تعيش في الجزائر وحتى بعد عودتها إلى قطاع غزة لإنهاء دراستها الجامعية في كلية الفنون قبل سنوات عديدة حسب حديثها، موضحةً أنها ترسم جميع ما يقع أمامها سواء أشخاص أو حيوانات أو طبيعة لتجسدها برؤيتها عبر لوحاتها.
وتضيف هنادي كسيح أنها معجبة بالطبيعة داخل الأراضي الفلسطينية لذلك شاركت اليوم بلوحة تمثل الطبيعة لكنها كغيرها من الفلسطينيات لا تستطيع زيارتها بسبب منع الإسرائيلي. مشيرةً أنها شاهدت تلك الطبيعة من جبال وسهول عبر الصور ورسمتها لتنتج اللوحة التي تقف أمامها. متمنيةً أن يأتي يوم وتستطيع زيارة القدس وباقي مدن الداخل الفلسطيني.
![](https://jinhaagency.com/staticfiles/news/16523/2021/08/17/750x750nc-8797.jpg)
أما ياسمين النجار إحدى الحاضرات للمعرض قالت إنها أتت لتشاهد اللوحات التي وجدت أن غالبيتها تعبر عن قضايا الوطن منها القدس والحصار والعدوان ليتنقل المشاهد بعد ذلك لموضوعات أخرى كالأمل، والحياة، والأمومة، ورسم الشخصيات، مشيرةً أنها تحب قراءة اللوحات والنظر إليها طويلاً خاصة أن جميع المشاركين الشباب قد اختاروا ما يلامسهم وأبناء مجتمعهم.
فيما أشار فايز الحسني مدير مؤسسة رواسي أن ذلك المعرض جاء بصدد احتفالات اليوم العالمي للشباب لتسليط الضوء على أعمالهم الفنية المختلفة من قبل العالم أجمع والدالة على تجذرهم في أرض فلسطين، لافتاً أن المساحة تركت كاملة للفنان/ة حتى ينجز العمل كما يحب بشرط ألا يخالف القواعد الأساسية فنتجت تلك اللوحات بمساحات مختلفة كما لاقى المعرض قبولاً واسعاً من قبل كبار الفنانين الذين زاروا المعرض وأثنوا على تلك الأعمال الشابة.